جريدة الديار
الثلاثاء 16 أبريل 2024 10:52 مـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الديار ترصد أبرز الأسماء المرشحة لخلافة ”تيريزا ماي“ أحدهـــم مسلم

تيريزا ماي
تيريزا ماي

أنهت رئيسة الوزراء البريطانية، "تيريزا ماي"، الجمعة، مسيرتها التي لم تصل إلى ثلاث سنوات في "10 داوننج ستريت"، بإستقالة كانت متوقعة بعد فشل المحادثات حول "بريكست" مع المعارضة العمالية، ما وجه ضربة قاسية لـ"ماي".

وتفتح بذلك "ماي" الباب واسعا أمام الطامحين لتولي رئاسة الوزراء من أبناء حزب المحافظين الذي لا يزال يحظى بأغلبية هشة ويشكل حكومة البلاد، وهي المنافسة التي كانت أحد أسباب محاولة بعض البارزين في الحزب إزاحة "ماي" ومطالبتها بالاستقالة أملا في الوصول إلى مقعدها.

غير أن المنافسة لا تعتبر محسومة بشكل كامل لأحد المتنافسين أو حتى محصورة بينهم، خاصة في ظل تعدد الزعامات داخل الحزب على نطاق واسع، الديار ترصد أبرز الاسماء التي كان لها حضورها على الساحة السياسية مؤخرا داخل حزب المحافظين لتولي ذلك المنصب المهم.

بوريس جونسون

أكد وزير الخارجية البريطاني السابق، رئيس بلدية لندن السابق، "بوريس جونسون"، الخميس انه سيكون مرشحا لمنصب رئيس الوزراء ويعتبر بين المرشحين الأوفر حظا لذلك المقعد برأي مراقبين.

كان "جونسون" (54 عاما) أحد أبرز مهندسي فوز مؤيدي بريكست في استفتاء يونيو2016.

تولى وزارة الخارجية في 13 يوليو عام 2016 من قبل "تيريزا ماي" ولم يتوقف عن انتقاد إستراتيجيتها في المفاوضات مع بروكسل قبل ان يستقيل من الحكومة دفاعا عن خروج كامل للبلاد من الاتحاد الأوروبي، فيما قال مراقبون إن استقالته كانت محاولة للضغط على "ماي" للاستقالة.

ورغم أن "جونسون" يحظى بشعبية لدى الناشطين اليمنيين، فإن كثيرين من المحافظين ينتقدونه بسبب الهفوات الكثيرة التي يرتكبها وأسلوبه الذي يشبه أسلوب الهواة، كما ينظر إليه كثيرون باعتباره أحد الشخصيات الأكثر تعقيداً وتناقضاً في السياسة البريطانية.

ورغم فرصه المعتبرة بالفوز بالمنصب، فإن كثيرين يحذرون من الدفع بـ"جونسون" إلى المنصب لما سيرسمه ذلك من صورة للحزب باعتباره شعبويا متشددا ومعاديا للمسلمين، بالنظر إلى تلك الاتهامات التي تلاحق "جونسون"، مشيرين إلى أن ترشيحه ربما يكون سببا في إضعاف الحزب لا تقويته.

مايكل جوف

لا يمكن القول إن آمال "مايكل جوف" وزير البيئة بالوصول إلى المقعد الأهم في 10 داونينج ستريت قد تبددت، فالوزير ذو الـ51 عاما، كان مقربا من "بوريس جونسون" خلال حملة الاستفتاء لكنه طعنه بالظهر عندما سحب دعمه له حين كان "جونسون" يستعد للترشح لرئاسة الحكومة خلفا لـ"ديفيد كاميرون"، ليقدم ترشيحه شخصيا، لكنه خرج من السباق في نهاية المطاف.

ولعب "جوف" دور المدافع عن مؤيدي بريكست في حكومة "ماي"، وظهر كثيرا بمظهر أكثر اتزانا من "جونسون" ذي التصريحات النارية.

ورغم أن البعض ينظر إليه باعتباره رجل الساعة بسبب مواقفه التي تعتمد الليونة، والمحافظة في الوقت ذاته على "بريكست" فإن كثيرين لم ينسوا له أنه كان "ظل جونسون" الذي طعنه في الظهر سعيا إلى المنصب المهم.

جيريمي هانت

وزير الخارجية البالغ من العمر 52 عاما ساند البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي قبل أن يغير رأيه بعدما شعر بخيبة أمل من مقاربة بروكسل في المفاوضات معتبرا اياها "متغطرسة".

رجل الأعمال السابق يتكلم بطلاقة اليابانية، واكتسب سمعة مسؤول لا يخشى التحديات بعدما تولى على مدى ست سنوات الإشراف على جهاز الصحة العام الذي كان في أوج أزمة كبرى حين كان وزيرا للصحة.

لكن المتحدث اللبق الذي يعتبره البعض رجل الساعة، ينظر له آخرون باعتباره ليس الأنسب لتلك المرحلة التي تتواكب مع "بريكست" بالنظر إلى مواقفه السابقة الداعمة للبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.

دومينيك راب

وزير شؤون "بريكست" السابق، "دومينيك راب"، الذي استقال بعد تعيينه في يوليو 2018 بأربعة أشهر (نوفمبر2018) بسبب خلافاته مع "تيريزا ماي" حول اتفاق الانسحاب المبرم مع بروكسل.

"دومينيك" النائب الليبرالي البالغ من العمر 45 عاما، يعد الأكثر شباب بين الصقور الساعين لخلافة "ماي"، وهو أحد شخصيات الجيل الجديد من المحافظين، لكن نزقه واعتداده برأيه الذي دفعه للاستقالة السريعة يخيف البعض بشأن قدرته على لم الشمل والحفاظ على وحدة الحزب والحكومة.

وحول فرص توليه رئاسة الحكومة، قال "راب"، الذي كان محاميا في السابق متخصصا بالقانون الدولي، إنه لا يستبعد أي شيء.

ساجد جاويد

برز اسم الرجل الحديدي بقوة عندما تولى في أبريل 2018 وزارة الداخلية كأول مسلم يعمل بأحد أكبر دوائرِ الدولة في المملكة المتحدة.

اكتسب "جاويد" احتراما واسعا مع إدارته فضيحة "ويندراش" المتعلقة بمعاملة المهاجرين المتحدرين من دول الكاريبي الذين وصلوا الى بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

جاويد البالغ من العمر 49 عاما نجل سائق حافلة باكستاني، أبدى معارضته لبريكست حين نظم الاستفتاء في يونيو2016 لكن يدافع منذ ذلك الحين عن نتيجة الاستفتاء.

يحظى "جاويد" بسجل سياسي ومصرفي محترم، فقد انتخب عضوًا في البرلمان لبرومسغروف في ورسيستيرشاير منذ عام 2010، ودخل مجلس الوزراء كوزيرٍ للثقافة من عام 2014 إلى عام 2015، ووزيرًا للأعمالِ ورئيسًا لمجلسِ التجارة من عام 2015 إلى عام 2016 ووزيرًا للمجتمعات المحليّة من عام 2016 حتى عام 2018.

لكن "ساجد" يعتبر برأي البعض من بين الأضعف فرصا في المرشحين الكبار لخوض المنصب، ليس فقط لمواقفه السابقة المعارضة للخروج من الاتحاد الأوروبي، وإنما باعتبار خلفيته الدينية في المملكة التي كانت تعد الحامية والمدافعة عن الكنيسة.

أندريا ليدسوم

"لقد كنت ثاني امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ بريطانيا.. لكنني لن أكون الأخيرة".. ربما تكون كلمات تيريزا ماي في مؤتمر استقالتها حافزا قويا باتجاه المرشحة التي كانت الأوفر حظا في السباق لمنصب رئيس الحكومة عام 2016 في مواجهة "تيريزا ماي".

وتعد "أندريا" الوزيرة المكلف العلاقات مع البرلمان من أشد المدافعين عن بريكست.

"أندريا ليدسوم" 56 عاما معجبة بـ"مارجريت تاتشر" رئيسة الوزراء الأولى وأمضت ثلاثة عقود في حي الأعمال في لندن.

بدأت تعرف لدى البريطانيين بشكل خاص خلال الحملة للاستفتاء حين كانت وزيرة الدولة للطاقة ودافعت بحزم عن الخروج من الاتحاد الاوروبي بدون التخلي عن هدوئها وابتسامتها، لكنها انسحبت، ممهدة الطريق أمام ماي لتصبح رئيسة للوزراء.

وقبيل استقالة "ماي" بساعات، استقالت "ليدسوم"، من منصبها الوزاري، رفضا لنهج الحكومة، الذي قالت إنها لم تعد تعتقد بأنه سيحقق خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وينظر البعض إلى "ليدسوم" باعتبارها قد تكون مرشحة توافقية، لكن آخرين يدفعون بصعوبة توالي سيدتين على المنصب الذي نادرا ما تولته النساء.

آمبر راد

انتخبت نائبة في 2010 بعد مسيرة في مجال الاعمال والصحافة الاقتصادية، وواكبت "تيريزا ماي" مع وصولها الى السلطة وهو دعم جنت ثماره عند توليها وزارة الداخلية ثم حقيبة العمل.

معروفة بأنها تعمل كثيرا وبفعالية.

يمكن أن تستفيد "آمبر راد" (55 عاما) من سمعتها كمشككة بأوروبا، لكن "راد" تطاردها فضيحة استقالتها لتضليلِ لجنة الشؤون الداخلية في تعامل إدارتها مع ملف المهاجرين غير الشرعيين خلال فضيحةِ "ويندرش".

من خارج الحزب

وبينما يبحث حزب المحافظين داخله عن المؤهلين لتولي المنصب المهم في المملكة، يقول مراقبون إن تفتت زعامات الحزب ربما يفضي إلى خسارته الأغلبية، ووصول حزب العمال بزعامة الذئب العجوز "جيرمي كوربن" إلى داونينج ستريت.

ومن المقرر أن تظل "ماي" رئيسة الوزراء، بينما يُنتخب خليفة في عملية من مرحلتين يتنافس فيها مرشحان نهائيان للحصول على أصوات 125 ألف ناخب من أعضاء حزب المحافظين.