جريدة الديار
الخميس 18 أبريل 2024 03:11 مـ 9 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حسناء الحسن تكتب .. أم علي ونوبل في الأدب

حسناء الحسن
حسناء الحسن

كان يدير المؤسسة فيما سبق شخصيات تقاعد منهم من تقاعد وتوفي من توفي مما تسبب في صعود أسهم المنافسين لاستخدامهم وجوه جديدة وكذلك طرح مميزات تنافسية تلاقي هوى في نفوس العملاء ونجحت في استمالتهم بسهولة.

ولاستعادة مكانة المؤسسة استلزم الأمر أن يرسل أبو علي أم علي للاطلاع على تجارب ناجحة في التسويق والترويج والحشد في بعض دول الاتحاد الأوروبي مثل بريطانيا وبعض الدول الاسكندنافية مثل السويد والدنمارك لأنها الأكثر تحضرا ورقيا ونظاما في العالم.

وبالإضافة إلي فرحها بشكل شخصي بزيارة الأكاديمية السويدية المانحة لجوائز نوبل للأدب في العاصمة ستوكهولم (لشغفها بالكتابة وإتقانها للغة العربية سواء في النحو والصرف أو علوم المعاني والبيان والبديع، ولاعتقادها الراسخ أن لا ضير أن يصبح عدد الحاصلات على نوبل من السيدات 15 بدلا من 14 سيدة، ولا عيب أن يكون عدد الحاصلين عليها من الكتاب باللغة العربية 2 بدلا من وحدة الأستاذ نجيب محفوظ في لوحة شرف نوبل) بالإضافة لذلك، سعدت أم علي جدا بأفكار وحلول تلك الدول في دعم المرأة وبالتالي إضافة ميزة تنافسية قوية للمؤسسة التي افتقدت الشعبية بين عملائها السابقين لاستمالتهم من المنافسين الذين ولحسن الحظ كانوا ينظرون للعميلات النساء بدونية.

وعادت من هناك بمشروع متكامل نجح على مدار سنوات في تحدٍ تلو الأخر في إقناع أعداد لا محدودة من السيدات بأفضلية المؤسسة وما تقدمه من منتجات وخدمات لصالحهن.

كان أبو علي يقول لأم علي أنها على الرغم من مظهرها وتصرفاتها التي تقول أنها من هوانم جادرن سيتي إلا أنها تشعر بمعاناة السيدة البسيطة مما سيجعلها الأقدر على القيام بهذا الدور بدلا من المنافسين الذين اعتادوا التعامل معهن بمبدأ القطيع.

وكان يعرف أن المعوقات الوحيدة التي ستواجهها في العمل هي معضلة المرأة عدو المرأة التي تجعل المديرات والمرؤوسات يشعرن بالنفسنة والغيرة منها، فكان يتحجج ليغازلها في اطار مغلف بالنصيحة قائلا خفي جمالك عليهم شوية. النقطة التي أريد مناقشتها اليوم في فلسفة العلاقات الناجحة بين الرجل والمرأة هي نية الاستمرار.

سبب فشل أغلب الزيجات والعلاقات مؤخرا أن كلا الطرفين لا يظهرا بشكل عملي نيتهما في الاستمرار في العلاقة فيشعر كل طرف بالتهديد أو أن احتمالات الانفصال أكثر من احتمالات الاستمرار. في حالة أبو علي وأم علي حرص هو كل الحرص على استمرار وجود أم علي في المؤسسة وفي حياته بإسناد مهمة مستمرة، بل وأحد أسباب استمرار صعود المؤسسة هو نجاح ام علي في مهمتها، حتى أنه هو نفسه حال غضب أو تغير عليها لا يستطيع الاستغناء عنها. والعكس أيضا حيث أوضحت أم علي على الدوام حرصها على استمرار نجاحها في مهمتها لاستمرار وجودها في المؤسسة وفي حياة أبي علي. في الأغلب الأعم حاليا لا يستخدم الطرفان أسبابا حقيقية للاستمرار، فإنجاب الأطفال لا يصنع ارتباط بين الأزواج هو فقط يصنع سعادة وألفة قد تستمر وقد لا تستمر.

ما يصنع الاستمرار في أغلب الأحيان هو النجاح المشترك والإشباع والإقناع الفكري والنفسي.كذلك الضمانات المالية من قائمة منقولات ومؤخر صداق كبير أو مهر وشبكة بمبلغ وقدره ربما تكون سبب لاستمرار الزواج لكنها ليست سبب لاستمرار علاقة زوجية ناجحة، بل غالبا ما يستمر الزواج قائما ولكن العلاقة الزوجية ماتت ودفنت منذ زمن بعيد.

لذلك ننصح دائما الطرفين بإظهار نية الاستمرار بشكل واقعي وعملي وقائم على قواسم مشتركة عديدة بينهما تقلل الفجوة حال حدث خلاف والذي من الحتمي أن يحدث، وتقرب المسافات في حال البعد الذي من الوارد جدا أن يفرض نفسه على الحال.