جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 02:15 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نيفين عبيد تكتب: صنع منها مسخ بأموالها

من قال أن الرجال قد تعشق فقط المرأة لجمالها ، لقد اوهمتنا القصص و الأساطير أن لكل الرجال قلوبا مثل النساء ، فهناك البعض منهم يعشق النساء لصيتها ، و من يعشقها لنسبها ، و من يعشقها لمالها و هذا قد يفعل المحال من أجلها و من أجل الوصول لذلك الكنز ، فالمال سر و كنز لمن استطاع أن يقتنصه ،و لذا أصابني مقالا بالدهشة عندما قرأته أن هناك عشر أشياء لا يمكن أن يشتريها المال ، كيف و قد اشترى المال الأشخاص ذاتهم ، فقد عرضوا في باترينات للبيع و وجدوا من يدفع أثمانهم ، و لكنني تورعت لتلك العشرة أشياء و تمنيت ألا يشتريها المال ، فكانت أولهما الصحة ، كيف لا يشتري الصحة و هناك الجسد يباع مقطع لترميم جسد من يدفع المال ، هناك الداء يعرض و يباع ليجد الدواء من يشتريه ، و كان للحب النصيب الثاني فإنه من المحال أن يشتريه المال ، الحب يعرض في صالات العاهرات من الرجال و النساء ، الحب أصبح سلعة رخيصة مبتذلة لشراء الجسد و شراء المال ، نعم بالحب تستطيع أن تسطو على القلوب و القصور ، ثالثا كانت السعادة ، يا من ادعى أن المال لا يشتري السعادة كيف و من أين جاءت إليكم تلك الأفكار. فالمال يا عزيزي تقدر أن تشتري البيت الذي يجعلك سعيدا ، و الوظيفة التي تحقق رغباتك في السعادة ، و الزوجة ، و الأبناء ، و الشهادات ، و العلم ، فكيف لا يكون المال سر السعادة ، حتى لو ارتفعت الرغبات فدائما ما يحققها المال ، لا الحرمان هو من يؤذي ، عجبتني كلمة النزاهة أنها في المرتبة الرابعة و إحالة شراءها و الإخلاص بالمال ، ببساطة عندما أذهب لمطعم و ان كانت درجة شهرته فدائما ما يكون المال سر النزاهة و الإخلاص للعمل و للعميل ، لو نظرنا للموظف و قمنا بمنحه بعض المال الإضافي يفاجئنا بنزاهته ، و خامسا الاحترام و إن الإنسان الذي يجلب ماله من مصدر فسادا لا يطيق الحياة و يكره تواجده فيها ، من أين جلبوا تلك النكات للسخرية من عقول و قلوب الناس فالمال هو أساس الاحترام حتى و إن غسل و زرع و أنبت في بركة من الفساد ، فلننظر لرجال الأعمال و من يمتلكون الكنوز ، و نحن نعلم جميعا أن أموالهم غسلت ببحار من الفساد ، و ننظر لكم السعادة التي يعيشونها و كم هم من يسعد بالحياة و يسلب كل لحظاتها و يقتنص كل ما يؤدي إليها ، سادسا فقد قال ريتشارد إم ، ديفوس المال لا يشتري راحة البال و لا ينشئ هدفا الحياة ليس لها هدف ، يا أحبابي راحة البال لا يجلبها غير المال ، من منا يستطيع أن يأوي للفراش و هو لا يمتلك المال غير مالكيه ، من يقدر على النوم و بطنه خاوية ، المال سبب و سر لراحة البال ، ثامنا أثبت جورج لورايمر أن المال لا يمكن له أن يشتري الأخلاق ، اختلف معك الأخلاق يا جورج لا تنبع غير من ذوي المال فإذ كنت فقيرا فأنت ذلك الشخص الجاحد الذي لا يملك للأخلاق عنوان ، فالغني دائما لدى العوام هو صاحب الأخلاق الفضلى ، الذي يحترمه الجميع و يتغنون بأخلاقه ، ثامنا كان للتعليم اختلف هنا شكرا و مضمونا و قالبا فالمال يستطيع أن يشتري من يلقنا الدروس و المعلومات و بالمال نستطع أن تشتري الشهادة التي نرغبها ، تاسعا أثبت ستيف جوبز إن الذكاء وحده هو الذي يمنحنا المقدرة للثراء و ما يمنحنا الحظ ، أجدني اختلف معه أيضا فدائما ما يكون المال هو صاحب توفير الحظ لنا لاستخدامه في جلب المال ، و أخيرا من أنكر على المال شراء الصحة كيف و المال هو ما يمنح الداء ليمنحك الدواء و بالمال نستطع أن نعود لسن الشباب من جديد ، و بالمال نستطع أن تصبح أي شخصا تريد ، فالمال هو كنز السمو الروحي و النفسي ،

و كان ذلك ما جذبني لأكتب لكم عن تلك العجوز التي آكل منها العمر ما آكل ، فقد اذابها الدهر ، و ظهرت عليها آثاره و تغيراته ، حتى ظهر لها الكاتب ليكتشف كنوز غير موجودة اخفاه الدهر و الزمن و جاء المال ليظهرها ، بدأ يكتب عنها و بدأ ينسج لها أطراف الحوار فكانت أول فصول كتابه ان يجعل منها سفيرة و كيف لا و هي تمام المال ، و من سيسأل ان كان المال هو لسانها و خرجت لمجتمع جديد لم يرها من قبل ليسمع بها و تفرض عليه ، حتى أوحى له قلمه أن يجعل من تلك العجوز مطربة فهناك الكلمات و الألحان و ما ينقص لا يحتاج غير مجموعة من عمل الصوتيات و تحسين و تخرج علينا فلديها ذلك المال و يجب ان يقبلها الجميع، و بدأ الأسطر تزداد و تزداد ليشتد الحوار و يذاع عن أعمالها الوطنية و تظهر في صورة السفيرة المطربة الداعمة للوطن فالمال ينفق و الكتاب فصوله تزداد ، حتى بدأ ينسج لها الخيوط و الثوب اقترب الكمال ، و بدأ المال يجعل منها اخطبوط لتمتص دماء الشباب ، فاختار لها فتاة و طلب منها التحدي ، بقتل أحلام بسيطة لقلم أراد أن يحيا فإذا به يجعل ذلك القلم يموت ، ليضع لها فصلا جديدا فتكون في يوم و ليلة كاتبة كبيرة فهي السفيرة و المطربة و السياسية الكاتبة ، جعل المال يكتب لها الأحلام و لما لا فمن يكتب الكتاب يستطع أن يجمع بضع كلمات لتكون هي كاتبة المجتمع ، و ننتظر الخروج في زي جديد لفنانة و ممثلة متألقة و يليها تلك الشيخة و المرشدة ،،، من يقول أن المال لا يشتري كذب و خدع فالمال سر كل الحياة و صانع المعجزات ، للحديث بقية لم تنتهي بعد ،،،،،،