جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 04:19 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نيفين عبيد تكتب : لماذا تستمر الشمس في الشروق ..؟

نيفين عبيد
نيفين عبيد

كانت كل يوم تصحو مع شروقها ، شروق تلك المنيرة الحارقة ، كانت تتابعها ، تكاد توسم بجاسوستها ، أرادت أن تقترب منها ، و تتلامسا ، و ترى ما بها من براكين حارقة ، أرادت قبس نارها ، و اشعالها داخلها ، و كيف لا و تلك النيران من تضيء العالم كله ، و تسهو عن ايذائهم لها ، تشرق كل صباح و هم في الليل يؤنسون للقمر ، تزف إليهم كل يوم يوما جديدا و تتناسى غدر الأمس لها ، تظاهر عليهم بتلك الأوسمة التي لامست ابحرهم فكانت هي الخير لهم ، فكانت في التراب أحن عليه من ماء النهر ، و كانت للنهر من يجدد شبابه ، و كانت للسمك مسكنا و دفء له ، و كانت في الصحراء الحمى من غدر ذئاب الليل أثناء السمر ، و كانت في البرد ثوب الشتاء ، و كانت للنهر مصدر رحيقه ، و كانت للشجر ممدد جذره ، تلك أنت من تشرقي و تزهري ، في دفء الآسرة ، و القلوب ، من تحملي داخلك الخير للجميع ، من يسكن إليها الزوج و الابن و الأب و الأخ و الصاحب ، تلك أنت من تنثرين حبك و دفئك في كل مكان ، في البرد انت الدواء و الطبيب فبيدك تنثرين الدفء في كل مكان ، و تخففين الأعباء و الأحمال اوقات الضيق و المال ، أنت من يزف الخير في الأرجاء و ينثره ، أنت من يتناسى كل الغدر و في كل يوم أنت الفجر الجديد ، مهما طال وصفك فلن يبخل منك ، و بعد ذلك الخير تقابلين من يوصمك بالعار ، و يجدك مصدرا الخزي و يشكك تصرفاتك ، و يجدك قاصرا عن ممارسة حقوقك ، لست راشدة لتمارسي كالرجال الحياة ، يضايقون عليك سبل الحياة ، و يضعونك زهرة لاغراضهم ، فأنت ذلك التابلوه الجميل ، يسر العين ، و انت تلك اللعبة المثيرة التي تلبي رغباتهم ، و انت تلك المذكرة للتذكير ، و بعد ما تقدميه لهم من إشراقة في حياتهم ، يجدونك مخلوقة لا نفع منها ، يستنكرون عليك حياتك ، و يستنكرون أفكارك و أحلامك ، و يجدون عقلك ناقصا دائما ، فهم لا ينظرون إليه بل ينظرون لجسدك و جمالك فهما متعتهم ، و عندما تهرمين و تمرضين ، يبتعدون عنك ، و يبغضون عليك الحياة ، و يضايقون عليك الحياة ، و تدخلين معهم معارك شرسة تكون انت الخاسرة الوحيدة فيها ، و بعد كل ذلك تستمرين في الإشراق ، تغدقين عليهم بدفئك ، و تحنو عليهم حنانك ، و ترسمين بسمتك في جناتهم ، و تكونين ذلك التاج في حدائقهم الغناء ، فلتتوقفي عن الشروق و تحجبي اشعتك ، و تغيبي عن وجودهم ، حتى تستعيدي كرامتك و شروقك ،،، للحديث بقية لم تنتهي بعد،،،،،،