جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 07:19 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

فريد شوقي .... ملك الالقاب

ملامحه الجادة تحمل ابتسامة تدل على نقاء قلب و شخصية فريدة ، محب للحياة و مخلص لاصدقائه ، تمتع بقوة جسدية ساعدته في أداء الأدوار الفتوة والبطل القوي ، يعتبر الفنان الوحيد الذي حظي بعدد من الالقاب ، حيث أطلق عليه الجمهور العديد من الألقاب منها "وحش الشاشة "، و"ملك الترسو"، موهبته الفنية وحضوره ساهما في الاحتفاظ بنجوميته طوال نصف قرن، وقدم خلال مسيرته عدد ضخم من الأعمال من علامات تاريخ السينما المصرية.

أنه فنان وممثل وكاتب ومنتج سينمائي ، ملك الألقاب : فريد شوقي . فريد شوقي ولد في حي السيدة زينب بالقاهرة في يوم ٣ يوليو من عام ١٩٢٠ م ، نشأ في عائلة مصرية ذات أصل تركي، جده لأبيه هو عبده بيك شوقي موظفاً بقصر عابدين وهو من أب تركي وأم مصرية ، وجده لأمه محمد بيك أسعد المهندس السابق بالسودان، وهو من أم مصرية وأب تركي، ووالده هو محمد عبده شوقي، الذي كان يعمل مفتشاً بمصلحة الأملاك الأميرية بوزارة المالية، وكان خطيباً وطنياً ثائراً من أعضاء الوفد المصري المتحمسين للزعيم سعد زغلول.

فريد شوقي إنتقل مع أسرته إلي حي الحلمية الجديدة ودخل مدرسة الناصرية التي حصل منها على الابتدائية عام ١٩٣٧ م ، في الخامسة عشرة التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وفي هذه المدرسة وجد فرقة مسرحية يقوم بتدريبها المخرج المسرحي عزيز عيد ، فانضم إليها وتتلمذ على يديه ، قام بالتمثيل مع فرق الهواة ، والتردد على المسارح في شارع عماد الدين ليمثل أدوار الكومبارس في فرق يوسف وهبي ونجيب الريحاني وعلي الكسار وفاطمة رشدي وجورج أبيض ، استطاع أيضاً الحصول على دبلوم مدرسة الفنون التطبيقية، والتحق موظفاً مع أبيه بمصلحة الأملاك الأميرية.

الوظيفة لم تشغله عن حبه للمسرح ، زملائه في حي السيدة زينب والحلمية الجديدة ، مجموعة من هواة التمثيل ، وكونوا فرقة مسرحية أطلقوا عليها اسم "الرابطة القومية للتمثيل"، وكان مقرها حجرة واحدة في شارع الشيخ البقال ، وكانت مسرحية الافتتاح بعنوان "الضحية" وقدمت على مسرح "برنتانيا" بشارع عماد الدين وقام ببطولتها فريد شوقي أمام ممثلة غير معروفة. قدمت هذه الفرقة مسرحية أخرى تولى إخراجها "أنور وجدي" ، واشترك في تمثيلها مع الفرقة " زوزو حمدي الحكيم " و "إحسان الشريف " . في عام ١٩٤٥ م افتتح المعهد العالي للتمثيل ، تقدم فريد للالتحاق به, ونجح في امتحان القبول, وحصل على الدبلوم ، مع الفوج الأول من الخريجين واستقال من وظيفته الحكومية ، وبدأ يبحث عن الفرصة المناسبة لتطبيق العلم على العمل.

فريد شوقي بدأت نجوميته تلمع منذ الخمسينات ، عمل مع صلاح ابوسيف في فيلم "الأسطى حسن"، لينجح الفيلم الذي اعتبر أحدى العلامات لبداية الواقعية في السينما المصرية ، بعد ذلك فقدم أفلام: "حميدو"، "رصيف نمرة 5"، "النمرود" ، ثم كتب وأنتج فيلم "جعلوني مجرماً" عام ١٩٥٤ م. ، والذي أخرجه عاطف سالم ، وفي عام ١٩٥٦ م ، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر طلب من فريد شوقي أن يقدم فيلما عن بورسعيد.

فريد شوقي. قدم أيضاً أفلام: "سلطان"، "الأخ الكبير"، "أريد حباً وحناناً"، "الثعلب والحرباء"، "المجد"، "زهرة السوق"، "سكرتير ماما"، "دماء على النيل"، "ابن الحتة"، "الفتوة"، "وبالوالدين إحسانا"، "دعاء المظلومين"، "الجنة تحت قدميها"، "القضية المشهورة"، "إبليس في المدينة"، "الزوج العازب"، "ساحر النساء"، "أيام العمر معدودة"، "حساب السنين"، "أنا الدكتور"، "سلطانة الطرب"، "بداية ونهاية"، "كفاني يا قلب"، "ومضى قطار العمر"، "أفواه وأرانب"، "قطة على نار"، "حالة خاصة جداً"، "حب فوق البركان"، "حب لا يرى الشمس"، "هكذا الأيام"، "طائر على الطريق"، "الباطنية"، "شاطئ العنف"، "البؤساء"، "كلمة شرف"، "دموع في ليلة الزفاف"، "الخبز المر"، "أنا المجنون"، "عيون لا تنام"، "حكمت المحكمة"، و"خرج ولم يعد". فريد شوقي قام بأداء مجموعة من الأفلام التي تمثل السينما التاريخية منها: "الصقر"، "ألف ليلة وليلة"، "هارب من الأيام"، "عنتر ابن شداد"، "أمير الانتقام"، و"فارس بني حمدان"، "واسلاماه" كما قدم مجموعة من الأفلام التي تمثل السينما السياسية والوطنية منها: "الكرنك"، "بور سعيد"، "الغول"، "شياطين الليل"، و"قهوة المواردي" ، قدم أيضا على شاشة السينما العالمية ، دور "عطيل" في فيلم ألماني ، وفيلم عالمي باسم "كريم ابن الشيخ"، واستعان في فيلم مصري باسم "الجاسوس" بالنجمة الفرنسية آن سيمرنر .

فريد شوقي ساهم في تغيير بعض القوانين من خلال أفلامه ، مثل فيلم جعلوني مجرما الذي أدى إلي صدور قانون الإعفاء من السابقة الأولى. فريد شوقي في مجال المسرح قدم بأكثر من 18 مسرحية أشهرها : مسرحيات "شارع محمد علي"، "الدلوعة"، و"حكاية كل يوم"، أما في التليفزيون فقد قدم أكثر من 12 مسلسل أشهرها مسلسل "البخيل وأنا" مع الفنانة كريمة مختار ومسلسل "صابر يا عم صابر".

فريد شوقي حصل على العديد من الجوائز والأوسمة منها خلال مشواره الفني : جائزة التفاحة الذهبية من مهرجان "أنيتاليا" التركي، ووسام الجمهورية للفنون والذي سلمه له الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وجائزة أفضل ممثل من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية عن فيلم "هكذا الأيام". رحل عن عالمنا هذا الفنان العملاق في يوم ٢٧ من شهر يوليو عام ١٩٩٨ م ، بعد رحلة فنية حافلة بالعطاء.