جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 09:30 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

عبدالناصر محمد يكتب .. جماعة الدم ( ٣ )

عبدالناصر محمد
عبدالناصر محمد

إغتيال القاضى " الخازندار" أمام أعين زوجته البنا أعطى أمرا صريحا للسندى بقتل القاضى ضرب المصالح التجارية لإجبار اليهود المصريين على الهجرة لإسرائيل عقارب الساعة تشير إلى تمام الساعة الثالثة من عصر أحد أيام شهر مايو عام ١٩٤٧ موعد بدء حفلة سينما مترو المملوكة لأحد رجال الأعمال اليهود فى مصر تأهب رواد السينما لمشاهدة الفيلم العالمى " والاس ويرى" لبادمان بدأت أحداث الفيلم ولكن المشاهدون كانوا على مع القدر حيث دوت إنفجارات من حولهم لتدمر السينما بمن فيها ليسقط جميع من بدار سينما مترو بوسط البلد ما بين قتيل وجريح تزامنت هذه الانفجارات مع تفجيرات مماثلة فى محلات و متاجر يملكها يهود مصريين أيضا. كشفت أجهزة الأمن أن وراء هذه التفجيرات عناصر إخوانية وشنت حملات إعتقال للعديد من شبان الجماعة وإستخدمت أجهزة الأمن خلالها جميع الوسائل لتحديد الجناة إلى أن إنحصر الإتهام على ثلاثة من الشباب المنتمين لجماعة الإخوان.

إتجه التنظيم الخاص إلى توجيه ضربة لأجهزة الأمن فقاموا بوضع قنابل صوتية ضعيفة التأثير يوم ٢٦ نوفمبر ١٩٤٧ فى أقسام عابدين ومصر القديمة والسلخانة والأزبكية وكلها إنفجرت فى توقيت متزامن. البنا يتلقى خبرا مزعجا حيث أخبره المحامى الإخوانى عمر التلمسانى بإسناد قضية تفجيرات سينما مترو إلى قاضى متشدد وهو أحمد بك الخازندار.

ولد أحمد الخازندار بالقاهرة يوم الخميس ٥ ديسمبر عام ١٨٨٩ ونشأ فى أسرة متدينة حازت على إعجاب كل من تعامل معها وحين كان الخازندار وكيلا لمحكمة الإسكندرية أصدر أحكاما بالأشغال المؤبدة على عدد من أفراد الإخوان المتهمون بإشعال الحرائق فى بعض المحلات وإثارة الفوضى ومنذ ذلك الحكم وإتخذه الإخوان عدوا لهم ولذلك غضب البنا بشدة حين تم نقل الخازندار إلى محكمة إستئناف مصر وتوليه رئاسة دائرة الجنايات.

عقد البنا إجتماعا ضم عدد من قيادات الجماعة من بينهم عبدالرحمن السندى المسئول عن التنظيم الخاص وأخبرهم بمخاوفه من إسناد القضية إلى الخازندار قائلا عبارته الشهيره " لو ربنا يريحنا منه " تلك العبارة التى أضمرها السندى فى نفسه وإعتبرها رسالة بأمر غير مباشر بتصفية القاضى خاصة وأن هناك لغة بالشفرة مع المرشد. بعد عدة أيام من هذا الإجتماع إستدعى البنا ذراعه الدموى السندى فى إجتماع منفرد أخبره السندى أن أفراد التنظيم أو جيش الإسلام الذى سيفتح مصر قد تجاوز ٤ آلاف مقاتل وقد سر البنا بهذا العدد ولكنه قال أن هناك من يعوق هذه المسيرة مثل القاضى الكاره للإخوان والذى يجب التخلص منه فى أسرع وقت مؤكدا على أن السندى هو المرشد العام لأفراد التنظيم الخاص. إستقر رأى السندى وعصابته على أن عملية قتل الخازندار لا يجب أن تتم فى محيط المحكمة حتى يسهل للجناة الهرب ولكى لا يتم القبض عليهم كما حدث مع محمود العيسوى قاتل أحمد باشا ماهر رئيس الوزراء ولذلك كان القرار قتل القاضى فى محيط محل سكنه وتمكن أحمد عادل كمال العنصر البارز فى التنظيم الخاص من توفير عنوان القاضى حيث أنه موظف بالبنك الأهلى وكانت مرتبات القضاة فى تلك الفترة محوله إلى البنك الأهلى وذلك من ملف القاضى وليس بالصدفة كما يزعم أباطرة الإخوان. وتبين أن القاضى يسكن فى شارع رياض بحلوان وهو قريب من مسكن السندى وقد تم رصد تحركاته وتتبع خطواته لمدة أسبوع وكلف السندى كلا من محمود زينهم ٢١ سنة وحسن عبد الحافظ ٢٤ سنة بتنفيذ العملية ويذكر أن حسن عبدالحافظ هو سكرتير البنا وقد إنضم للنظام الخاص بناء على أمر من البنا نفسه نظرا لأن بنيانه قوى وكان أحد لاعبى النادى الأهلى فى لعبة الهوكى.

مساء يوم الأحد ٢٢ مارس ١٩٤٨ عقد فريق الإعدام إجتماعا يترأسه السندى والذى حدد لكل من عبدالحافظ وزينهم الموقع الذى سوف يتمركز فيه كلا منهما وأن عبدالحافظ هو من يتولى إطلاق النار على القاضى أما زينهم فدوره التأمين. فجر يوم الأثنين ٢٣ مارس ١٩٤٨_ يوم الاغتيال _ إستيقظ الخازندار وزوجته وأيقظ أبنائه الأربعة محمد ومحمود وحسين وخديجة لصلاة الفجر والغريب أن إبنه محمد أصر على أن يقف بجانبه فى الصلاة وليس خلفه وبعد الصلاة إتجه لمصحفه وقرأ بعض آياته الكريمة. حين ظهر الخازندار خارجا من بوابة منزله مترجلا كعادته نحو محطة القطار أخرج حسن عبدالحافظ مسدسه وصوب نحو الخازندار ٣ رصاصات طائشة فطاحت عن الهدف إلا أن زينهم باغت القاضى وطرحه أرضا وأفرغ خزينة مسدسه من المسافة صفر لتستقر رصاصات الغدر والعمالة فى صدر وقلب القاضى الشريف غير مكترثا بصراخ زوجته التى كانت تشاهد الموقف العصيب من شرفة منزلها كما لو كانت خرجت لتلقى نظرة الوداع على حبيبها رفيق دربها زوجها والتى أخذت تصرخ من ذهول الصدمة العنيفة لترى بنفسها النهاية المأساوية لشريك حياتها دون أن تدرى بأى ذنب قتل!! تمكن الأمن بمساعدة الأهالى من ضبط الجناة وأكتشف أمرهما بأنهما من العناصر المنتمية لجماعة الإخوان وإنتقل على الفور إلى مسرح الجريمة محمود فهمى النقراشى باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية فى نفس الوقت وكلا من محمد محمود باشا رئيس محكمة إستئناف مصر وعبدالرحيم عمار وكيل وزارة الداخلية ومرتضى المراغى مدير الأمن العام وقيدت القضية برقم ٦٠٤ لسنة ١٩٤٨.

سيطرت حالة من الغضب العارم جميع أوساط المجتمع حزنا على قتل القاضى النزيه وأعلن الجميع غضبه من جماعة الإخوان حين تم الكشف عن هوية مرتكبى الجريمة البشعة وأبدى العديد من قيادات النظام العام بالجماعة غضبهم وإستياؤهم من هذه الواقعة المخزية وللخروج من المأزق تظاهر الممثل البارع حسن البنا بالغضب والضيق من تنفيذ هذه الجريمة النكراء على أيدى أتباعه وأراد أن يلصق التهمة فى السندى وحده حيث أعلن لقياداته أنه المسئول عن الجريمة قائلا " أنا أبنى وهم يهدمون " إلا أن السندى فجر المفاجأة حين أكد أن البنا أصدر له أمرا صريحا بقتل القاضى!!

ويبقى التساؤل عن سر إستهداف المصالح اليهودية بكثافة فى هذه الفترة التى تزامنت مع الإعلان عن إنهاء الانتداب البريطانى على فلسطين وبدء تنفيذ وعد بلفور وإنشاء وطن قومى لليهود على أرض فلسطين والإعتراف بدولة إسرائيل وهو الأمر الذى لم يعر له معظم يهود مصر إهتماما ولوضعهم أمام الأمر صدرت أوامر صهيونية للبنا بالعمل على " تطفيش " اليهود من مصر بأى وسيلة وإجبارهم على الهجرة إلى إسرائيل حيث يتوافر لهم الأمن والطمأنينة فى هذا الوطن الجديد. المراجع مذكرات عبدالعزيز كامل .. القطب الإخوانى الكبير كتاب " نقط فوق الحروف" أحمد عادل كمال مذكرات السندى من كتاب " سر المعبد" للخرباوى الحلقة الرابعة النقراشى يعرف طريق الإستشهاد على أيدى الإخوان.