جريدة الديار
الثلاثاء 23 أبريل 2024 02:25 مـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أيمن بكري يكتب: ردا على ما كتبته «جيهان الزهيري» .. هل القرآن صالح لكل زمان ؟

في بداية الحوار أرغب في التنويه عن أن باب الاجتهادات مفتوح للجميع، و لكن بشرط دراسة العلم الدينى بتخصص حتى يقف الكاتب على أرض صلبة في سرد التفاصيل، و شرح الامور اللغوية، و كذلك النقل اليسير للعلم الدينى، حتى تتمكن العامة من الفهم و التطبيق.

وإذا كان القارئ افكاره التى يستقيها منا كمؤسسه وثق بها، و بمنشورها الموضوعى، فوجب علينا السرد و التفصيل بتخصص لأننا حملنا أمانة الحوار والشرح التفصيلي.

ومن تلك النقطه كان رد علماء الدين "الأزهريين"- التابعين للأزهر الشريف،على ما تم نشره من قبل آملين أن يتحرى الكاتب صحيح القول و عرضه علي المتخصصين قبل كتابته بشكل خاطئ لا يحمل التخصصية في الشرح، بل حمل المغالطات التفسيرية التى تعكس معنى صحيح الدين وتضعه في مجال النقد و التشكيك.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

بادئ ذي بدء لابد من الإقرار بأن أي دعوة تظهر في زمن من الأزمان، لابد وأن يظهر لها أعداء ومناهضين، وأن دعوة الإسلام قد فازت بنصيب الأسد من هذا العداء والاضطهاد على مر العصور.

انبرى لها كثير من الأعداء والمتربصين والجهلة للطعن فيها، والنيل منها بسوء قصد مرة وبسوء فهم مرة، يتصيدون الأقوال الشاذة والمواقف الفردية لبعض أعلام الأمة، ليكون هذا مدخلا لهم للطعن في هذه الدعوة المباركة بالكلية، يدخل أحدهم من مدخل الحرص على صورة الإسلام من التشويه، ويدسون السم فى العسل حين يبدءون كلامهم بمدح هذا الدين، وكم أنه عظيم، لكن بعض أهله وأتباعه الاوائل قد احتكروا فهمه وعلمه، ما أصابه بالجمود وعدم مواكبة العصر، ثم يأخذون في الدعوة والحديث عن ضرورة تطوير وتحديث هذا العلم، وهذا الفهم الذي عفا عليه الزمن، منادين بتعطيل بعض النصوص والأحكام التى أصبحت لا تتماشي مع العصر الحديث، يقولون بتعطيل العمل بها وليس إسقاطها، متذرعين ببعض المواقف لبعض أعلام الصحابة، والتى يظهر فيها أنهم قد عطلوا بعض النصوص والأحكام، وأن هذا منهج لابد للمعاصرين من السير عليه، وأنه يمكن لأي أحد أن يعطل بعض هذه النصوص والأحكام لمصلحة يروها، متغافلين عن أن بعض المواقف التي يستشهدون بها قد وقعت من كبار الصحابة الذين تعلموا وفهموا عن رسول الله صلى الله عليه، وأنهم الصفوة الذين مدحهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله خير القرون قرني .

أذكر بعض هذه المواقف التى أوردها هؤلاء المدلسون مع الرد على بعض منها

1_ تعطيل الفاروق رضي الله عنه لحد السرقة عام الرمادة.

وفي البداية أنبه على أن هذا الذي عطل هو :أمير المؤمنين وخليفة المسلمين" وهو المحدث الملهم الذي فسر النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا رآها لعمر أنه أعطي العلم، فلا يأتى أحد ليقول: أنه يمكنه أن يفعل مثلما فعل عمر.

وللرد على هذه الشبه أقول والله اعلم ان الفاروق عطل العمل بحد السرقة في حال المجاعة وانه ظرف استثنائي وأن من يسرق فإنه يسرق لقيمات ليسد جوعه وانه كان ينبغي على الأغنياء التصدق بها حتى لا يضطر الجائع إلى سرقتها وهنا تقع شبهة أن السارق قد سرق تحت وقع الجوع والقاعدة الفقهية تقول تدرأ الحدود بالشبهات كما ان هناك مقدار معين لإقامة الحد وهو ربع دينار السارق يسرق ما يسد جوعة وليس لمجرد السرقة

2_ إيقاف سهم المؤلفة قلوبهم

وهذا مما يتسع فيه الاجتهاد ولكن الاجتهاد يكون لمن يملك أدوات الاجتهاد وليس لكل أحد ولقد رأى ان المصلحة التى كانت تعود من سهم المؤلفة قلوبهم لم تعد ذات معنى بعدما اعز الله الإسلام بكثرة اتباعه

3_ ان زواج المتعة ظل معمولا به حتى نهاية خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وانه حرم بعد ذلك لمصلحة اجتماعية وهذا كذب وتدليس وأن زواج المتعة كان قد احله النبي صلى الله عليه وسلم للمقاتلين حال غربتهم عن بلادهم حتى لا يقعوا في الفاحشة ثم نزل التشريع بحرمة زواج المتعة وسار عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم إلا من جهل منهم بتحريمه

4_ عدم الفائدة من ذكر بعض الآيات والأحاديث التى تتحدث عن ملك اليمين لعدم وجودهم في العصر الحديث وهنا يقع التدليس فإن الإسلام حض على العتق ولكنه لم يحرم الرق فلو أنه وقع الرق في عصرنا الحاضر وهذا أمر غير مستحيل فإن هذه النصوص والأحكام ستكون المنظمة لها فليس معنى اختفاء سبب لنص او احكم يعني تعطيله بحجة عدم وجود سببه.

ولو أردنا أن نورد جميع الشبهات التى يلقيها أمثال هؤلاء فلا يكفينا مئات الصفحات لذا نكتفي بهذا القدر

واختم كلامي بمقولة حاسمة لهذا الجدل وهي قول الإمام الشافعي رحمه الله(اذا خالف قولي قول الله أو قول رسول الله فاضربوا يقولي عرض الحائط)

أسأل الله ان يهدينا صراطه المستقيم وأن يهدى جميع المسلمين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين