جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 10:03 مـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أمانى ابراهيم تكتب: اقــتلوا المعـــــلم أو اطرحــوه أرضــــا !

أمانى ابراهيم
أمانى ابراهيم

المعلم شخص ساذج أو مختل عقليا … صاحب ثياب بالية و مفردات تجلب ( التريأة ).. بل و ربما له رائحة مميزة ينفر منها المجتمع ! هكذا شوهت الدراما المصرية أعظم مهنة فى التاريخ !

سألقى الضوء على بعض النماذج ( المسخرة ) التى قدمتها الدراما المصرية عن المعلم و رسالته فى الخمسينات قام نجيب الريحاني بدور مدرس اللغة العربية فى فيلم “غزل البنات” الأستاذ حمام صاحب الثياب البالية و المنديل القديم الممزق الذي يسخر منه طلابه ,فيضطر حمام إلى العمل في قصر الباشا كمدرس خصوصي لابنته التي تستنكر هذا الأمر قائلة: ” بقه أنت إلي هتعلم بنت الباشا؟”جاء المسرح متسقا مع السينما في تشويه صورة المعلم من خلال الأعمال المسرحية المشهورة مثل مسرحية ” السكرتير الفني” لفؤاد المهندس الذي لعب شخصية الأستاذ أيوب المدرس صاحب البنطلون القصير المضحك و مسرحية ” مدرسة المشاغبين” نجد الأستاذ علام، الذي يقوم بشرح الدرس لنفسه بالرغم من تأكده من عدم وجود أي طلاب بالفصل الدراسي وكذا يث مفاهيم خاطئة فى نفوس الأجيال فى الحوار الساخر بين الطلبة والمعلمة !

تلك مرحلة خطيرة أظنها على وشك الإنتهاء فى تأريخ قيمة العلم والمعلم كمجال للتريأة والسخرية .. ليأتى من بعيــد د/ طارق شوقي وزير التربية والتعليم و التعليم الفني وفى جعبته و ضميره باقة ورد و طاقة أمل للمصريين , حيث تشهد العملية التعليمية حاليا نقل نوعية وخصوصا بعد تطبيق " التوكاتسو " تلك التجربة اليابانية فى معظم مدارس مصر و خوض كل المعلمين دورات تدريبية مكثفة فى كافة ربوع المحروسة , يبقى ضرورة أن تهتم الدولة بالمعلم ماديا بحيث يكون راتبه الشهري كفيلا أن يحيا حياة كريمة لأن المعلم هو أول من يبنى لبنة فى حضارة أى أمـــة ناهــضة !

و حتى أبعد عن التنظير المجرد , فإننى شخصيا أشارك كمدربة فى تلك الدورات الهامة جدا فى تجربة حقيقية يخوض غمارها كافة الموجهين والمعلمين فى إدارة المقطم والخليفة التعليمية فى سفينة يجمعنا فيها حب العلم و يقودها قبطان التطويرالدكتورأنور ابراهيم مدير الإدارة التعليمية . عاش المعلم نموذجا للتقدم وعنوانا للحضارة وستظل رسالة المعلم هى الأسمي حتي قيام الساعة وإن كره المنافقون !