جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 12:27 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
مع الاحتفاظ بـ«المصرية».. آليات جديدة للحصول على الجنسية الأجنبية سعر الدولار اليوم الجمعة مع تقلبات الجو.. علاجات منزلية لـ الجيوب الأنفية ”التعليم” تكشف موعد انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2024 التنمية المحلية تتابع تحسين مستوي الخدمات للمواطنين بالمحافظات.. رصف طرق بالغربية ١٥١٣ مواطن تلقوا خدمات الكشف والعلاج بالمجان بقافلة السرو من صحة دمياط التنمية المحلية تتابع تنفيذ مبادرة حياة كريمة والجمهورية الجديدة مصر بتتبني بالمحافظات ..” أسوان” افتتاح استوديو المحتوى التعليمى الجديد بالتعاون مع اليونسكو وهواوى بالأكاديمية المهنية للمعلمين وزيرة التضامن: 60% من مرضى الإدمان يعيشون مع أسرهم دون اكتشاف الوالدين لتعاطي أبنائهم. وصول 8 شهداء لـ مستشفى «الأقصى» جراء قصف الاحتلال منزلًا بمخيم المغازي إصابة 9 أشخاص واحتراق منزل في مشاجرة بالفيوم ... بسبب خلافات الجيرة مصرع شاب في تصادم دراجة نارية بجرار زراعي في الوادي الجديد

عبد الناصر محمد يكتب :جماعة الدم (4)

عبد الناصر محمد
عبد الناصر محمد

التفاصيل الكاملة لعملية إغتيال سليم باشا زكى حكمدار العاصمة ١٩٤٨ العام الأسود فى تاريخ مصر بسبب عمالة الإخوان بحماية وحصانة إنجليزية ومن السراى لم يتم توجيه أى إتهام إلى حسن البنا مرشد عام الجماعة فى قضية إغتيال القاضى أحمد الخازندار خاصة بعد أن إستنكر البنا هذا العمل وعلى طريقة ( يقتل القتيل) وصف هذا العمل بأنه جبان وتمكن بطريقة الأفاعى أن يمتص غضب المنتمين للجماعة والذين أبدوا غضبا حين عرفوا بوجود تنظيم خاص مسلح تابع للجماعة والتى إنحرفت عن الدعوة. تصاعدت الأحداث فى مايو ١٩٤٨ حين أعلن الصهاينة قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين ثم أعقب ذلك الإعلان بساعتين فقط إنهاء الإنتداب البريطانى على فلسطين ودعوة يهود العالم للهجرة إلى أرض الميعاد حيث الوطن الجديد.

سيطرت حالة من الغضب العارم على المجتمع وأعلنت المملكة المصرية إرسال الجيش لطرد اليهود من فلسطين وفتح باب التطوع لمن يرغب فى الخروج لحماية الدولة الإسلامية العربية من غزو اليهود لها وفى المقابل صدرت تعليمات من الإنجليز لعميلهم حسن البنا بضرورة تكثيف الهجمات ضد يهود مصر لإجبارهم على الهجرة إلى إسرائيل. على الفور كلف البنا عصابته بتنفيذ الأوامر وقرر السندى إرسال ١٠٠ عنصر إخوانى للمشاركة فى حرب فلسطين حتى يعطى إنطباعا للرأى بحرص الإخوان على الدفاع عن المقدسات الإسلامية وللتغطية على الأحداث التى سوف يشهدها يهود مصر علما بأن كل الوثائق أثبتت أن هذه العناصر حصلت على الأسلحة ولم تضرب رصاصة واحدة وعادت من فلسطين وقام السندى بتدريبهم مع آخرون من التنظيم الخاص على فنون القتال وذلك فى صحراء العباسية والمقطم وهو ما أخبر به محمود فهمى النقراشى باشا والذى بدأ فى إتخاذ موقف تجاه الجماعة.

بدأت عصابة التنظيم الخاص فى تنفيذ أوامر الإنجليز ففى ٢٠ يونيو ١٩٤٨ تم زراعة عدة قنابل فى حالة اليهود وتم نسف العديد من المناطق بها حيث أن الحارة كانت ومازالت عبارة عن منطقة صناعية وتجارية شاملة وليست مجرد حارة وفى ١٩ يوليو الموافق ١٢ رمضان تم تفجير محلات شيكوريل وأوريكو وفى آخر رمضان تدمير محلات عدس وجاتينيو وفى ٢٢ سبتمبر من العام نفسه تم تفجير العديد من المحلات المملوكة لليهود فى حارة اليهود للمرة الثانية خلال ٣ شهور وفى ٢٢ أكتوبر ضبطت أجهزة الأمن مخزن كبير للأسلحة بعزبة الشيخ فرغلى بالإسماعيلية وهذا الشيخ هو عضو بارز فى التنظيم الخاص وتتضمن المضبوطات قنابل ومفرقعات ومقذوفات وبنادق ومسدسات بالإضافة إلى ١١ مدفعا وفى ١٣ نوفمبر من هذا العام الأسود فى تاريخ مصر تم تدمير شركة الإعلانات الشرقية.

نتيجة لكل هذه الجرائم سقط ضحايا بالعشرات من أبناء الوطن سواء كانوا يهود أو مسلمين أو أقباط فأعمال الغدر والخيانة لم تفرق بل حصدت أرواح عدد كبير من رجال ونساء وأطفال مصر. فى هذه الأثناء وضع أباطرة التنظيم السرى خطة لتدمير المنشآت الهامة فى القاهرة لإشاعة الفوضى _ لاحظ التشابه مع أحداث يناير _ مع وضع خريطة للتمركزات الأمنية وأقسام الشرطة تمهيدا لتنفيذ مخطط أكبر يسمح لجيش الإخوان بالسيطرة على مقاليد الحكم. وفى ١٥ نوفمبر اليوم الشهير بواقعة " السيارة الحيب" وهى السيارة المحملة بالأسلحة والتى نجح الإخوان فى نقلها من منطقة المحمدى حيث كانت مخزنة فى شقة أحد عناصرهم وكانت هناك مخاوف من رصده أمنيا إلى شقة عنصر آخر تابع لهم هو ابراهيم محمود الكائن فى ٣٨ شارع القوادر بحى الوايلى وخلال تخزين الأسلحة تمكن أحد أفراد الأمن ويدعى صبحى على سالم من ضبط السيارة وتمكن بمساعدة الأهالى من ضبط بعض العناصر الإخوانية مثل أحمد عادل كمال وطاهرعماد الدين ومصطفى كمال عبد المجيد وكلهم من العناصر المؤثرة فى التنظيم الخاص وحين وصل الخبر إلى مصطفى مشهور القيادى البارز فى التنظيم والمقيم بالقرب من مكان ضبط السيارة قام بجمع كل الاوراق والخرائط فى حقيبة خاصة به وإتجه لإيداعها لدى أحد أقاربه ولكن من سوء حظه أنه سار من نفس محيط المنطقة التى ضبطت فيها السيارة الجيب فأشتبه فيه رجال الأمن وتم ضبطه ومعه حقيبة الأسرار الإخوانية.

وبعد التحقيقات مع المقبوض عليهم تم القبض على عدد آخر من قيادات التنظيم السرى وعلى رأسهم زعيم الدم والإرهاب عبدالرحمن السندى واستخدم الأمن جميع الوسائل مع المتهمين لإنتزاع الاعترافات حول مخططاتهم المشبوهة لإحراق القاهرة وإشاعة الفوضى فيها فضلا عن الإعتراف بتفاصيل أعمال التدمير والإحراق للمنشآت العامة والمحلات والمتاجر والشركات ودور السينما. و فى هذه الأثناء بدأ يفكر البنا فى وسيلة للانتقام من أجهزة الأمن فقرر مع قيادات الصف الثانى التنظيم السرى القيام بمظاهرة طلابية يوم ٤ ديسمبر من ذلك العام الساخن جدا وذلك فى كلية الطب بالقصر العينى بجامعة فؤاد الأول " القاهرة حاليا " وإنتقل إليها كالعادة فى هذه الظروف اللواء سليم باشا زكى حكمدار العاصمة والذى كانت سيارته مميزة حيث كانت مكشوفة ومكتوب عليها إسم " سليم " من كل جانب من جوانبها الأربعة وكان فى إنتظاره عدد من عناصر الإخوان متمركزين أعلى سطح مبنى كلية الطب _ لاحظ سياسة الإخوان فى إعتلاء أسطح المبانى كما حدث مع مبانى ميدان التحرير أثناء أحداث يناير _ وما أن وصل اللواء سليم باشا زكى حكمدار العاصمة إلى موقع المظاهرة وتم رصده من العناصر المتمركزة أعلى المبنى وقام أحدهم على الفور بإلقاء قنبلة شديدة الإنفجار فى إتجاه الحكمدار الذى لقى مصرعه فى الحال ليدخل إلى قائمة ضحايا إغتيالات الإخوان.

. المراجع كتاب "الإخوان المسلمين.. دراسة أكاديمية " للكاتب ريتشارد ميتشيل ترجمة عبدالسلام رضوان.

. مذكرات المفكر الإسلامى خالد محمد خالد

. مذكرات عبدالرحمن السندى من كتاب سر المعبد جزء ٢

.الحلقة القادمة النقراشى باشا .. رجل يعرف طريق الإستشهاد