جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 01:19 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

اعياد للموتى فى عصور ما قبل الميلاد !

تشيع جنازة احد الموتى
تشيع جنازة احد الموتى

خاص "الديار":

كانت السنة المصرية القديمة تتضمن عدد من أيام الأعياد ترتبط بالتقويم "يوم رأس السنة ، وأعياد كل شهرين ، وبدايات الفصول" وكذلك الأحداث التى كانت يقوم بها الفلاح فى القرى الريفية من زرع البذور ، والحصاد ، والفيضان ، والمناسبات الملكية مثل التتويج ، واليوبيل ، وفوق كل شئ الأحتفالات الدينية .
وكانت أعياد الموتى التي تذهب فيها العائلات إلى الجبانات لتأخذ الطعام إلى موتاها شائعة في جميع أنحاء الدولة ، غير أنها بطبيعة الحال كانت ذات صفة خاصة ، فلم تتضمن أحتفالات على نطاق قومي ، وزيادة على ذلك كانت هناك الأحتفالات السنوية لتكريم الألهة العظام التي يمكن أن تستمر لعدة أسابيع فتوقف نشاط البلاد وتسبب حركة تدفق كبيرة بين الحجاج والعرافين ، ورخاء مؤقتاً للنقل بالسفن وللتجارة واماكن المبيت.
ويذكر "هيرودوت" أن اعياد بوباسطة كانت تُجذب 700 ألف حاج من الرجال والنساء ، وكلهم على أستعداد للضحك وأحتساء الخمر بكثرة والتمتع بالملذات ، فمثلاً في طيبة كان "عيد أوبت ، وعيد الوادي" يشغلان السكان ، فيستغرق الأول حوالي شهر في الأسرة العشرين ، وكان يتألف من زيارة الإله أمون في معبد الكرنك لحريمه في الأقصر - أما الثاني فكان عيداً في جبانة طيبة ، وهناك عيد أخر ، عندما كانت حتحور ربة دندرة تذهب أثناءه - في كل عام - لتقضي أسبوعين في إدفو مع زوجها حورس ، فكان بقاؤها هناك فرح طويل الأمد ، كما كانت رحلتها بالسفينة من معبدها البعيد سبباً للأحتفالات في كل مدينة تقف عندها على طول ذلك الطريق .
وزيادة على هذه الأعياد الأقليمية ، كان لكل مدينة هامة تقويمها الأحتفالي الخاص المكون من مواكب ، وظهور للإله وأسرار دينية ، فمثلاً كانت سايس وأبيدوس تحتفلان في كل عام بأهم مظاهر أسطورة أوزوريس ، وهي نضال الإله وموته ثم بعثه حياً بمواكب عديدة ومناظر تمثيلية وأناشيد .
كذلك كانت تقام أمثال هذه الأحتفالات في بوتو و بابريميس ، وتتضمن أحياناً بعض المعارك التمثيلية والطقوس الماجنة ، كانت المملكة كلها تترقب بعث أوزوريس في شهر كيهك ، وهو الشهر الرابع من التقويم المصري القديم – يطلق عليه الان التقويم القبطى - فتقام أهم الطقوس الدينية سراً داخل أبهاء المعبد المقفلة ، غير أنه من المؤكد أن إعلان ميلاد ذلك الرب من جديد كان فرصة لإقامة أفراح عامة عظيمة .