الثلاثاء 19 مارس 2024 06:56 صـ 9 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
قطع المياه اليوم عن قرية ميت ابو خالد بميت غمر للقيام بتنفيذ اعمال ربط لخط محطة المياة المرشحة الجديدة الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية توجه نصائح وتعليمات هامة للمواطنين حال سقوط الأمطار والطقس السيئ محافظ المنيا يهنئ السيدة الفائزة بلقب الأم المثالية لهذا العام حجم كبير جدا للندوات التوعوية الصحية عن شهر فبراير بصحة دمياط تعرف على حالة البحر في ظل حالة الطقس اليوم الثلاثاء إستمرار متابعة محافظ الفيوم لرفع آثار الطقس السيئ تكريم وكيل وزارة التربية والتعليم لأبنائه الطلاب الفائزين فى مسابقة ابن سينا المنصورة بيطرى الغربية يستعد لتنفيد الحملة القومية لتحصين المواشى السكرتير العام يعقد اجتماعًا لدفع العمل بالمشروعات القومية الجاري تنفيذها على أرض محافظة البحيرة نائب محافظ البحيرة تتفقد مستشفي رشيد المركزى وأعمال الرصف وإصلاح الهبوط الأرضي بشوارع رشيد خصم 3 أيام من الراتب للمدير المناوب لمستشفي القنايات ..تعرف علي التفاصيل محافظةالجيزة تناشد المواطنين بعدم النزول الا للضرورة القصوي

محمد فياض يكتب.. النظام الإقليمي بين الطاعة والخلع

لم يعد هناك جدوى -لدى الجماهير العربية- من الإبقاء على النظام العربي الإقليمي المسمى بجامعة الدول العربية .بوضعه الراهن والمُرتهن لدى عواصم العدو .سواء كانت تل أبيب وواشنطن أو الأدوات المستعربة والتي تتألف من بعضها عضوية الجامعة..إن جامعة الدول العربية والتي قامت في ٢٢ مارس عام ١٩٤٥ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بمقترح بريطاني ومرت عليها سنوات جعلتها نظاما إقليمياً عربياً فاعلاً إبان المد القومي العربي في الحقبة الناصرية التي زامنها التحرر من الإستعمار .

وسرعان مادخل هذا النظام طريقه الوعرة بعد ذهاب الأستاذ أنور السادات للصلح المنفرد مع العدو الإسرائيلي دونما أي مشاورات مع العواصم العربية وهو الذي لِتوّه خارجاً من حرب أكتوبر ومعه شركاء الميدان -عسكريا أو اقتصاديا-.فتلقى النظام الجماعي العربي (شلوتاً).قوياً أربك كل الحسابات العربية بعد ذلك بدءاً من الحد الأدنى للتنسيق العربي ونهايةً بإعادة صياغة مفاهيم مغايرة وصادمة-في حينها وباتت رومانسية الآن- .لمفهوم العدو .والصديق ..بل والأخ العربي .فانتقل النظام الإقليمي العربي بمقره من القاهرة إلى تونس في ١٩٧٩ .ولم يعد لمقره الدائم في القاهرة إلا عام ١٩٩٠ .

وذلك بعد أن جرت في النهر مياه كثيرة .وبعد إعلان بارد أو حتى دافيء عن مصالحة عربية عربية .

لكن كانت المصالحة العربية هذه دون قواعد ودون الإتفاق أو حتى التوافق بين الجماعة العربية على ثمة خطوط حمراء تتدرج في قتامتها لتصل إلى الأحمر الغامق جداً.لافي العلاقات البينية العربية ، ولا في الحد الأدنى من التفاهم وصياغة الموقف العربي بين العرب والعدو الإسرائيلي . ليس هذا فحسب بل لم يتطرق المتصالحون إلى إعلان جماعي عربي من فوق منصة النظام الإقليمي على الرعايا من الشعوب التي يحكمونها عن ثمة وثيقة عربية ملزمة أو حتى غير ملزمة على ماذا تمت المصالحة العربية ولِمَ كان الخلاف والمقاطعة .؟!!

عاد الحكام العرب إلى ممارسة القبلات والأحضان أمام الكاميرات وتحت جاكيتات البدل والسراويل والدشاديش خناجر ومفرقعات ورائحة نتنة لمكنون المصالحات .

فأسست العواصم في صُلحها الأساس النظري الذي تلقفه شامير في وضع الأساس العملياتي للصلح مع إسرائيل بعد ذلك ..ففي حال تجتمع القمة العربية وتتبنى مبادرة -الأرض مقابل السلام يعلن شامير مبادرة السلام مقابل السلام - وهو أي شامير ورفاقه أعضاء ومؤسسي أشتيرن وتسفاي والأرجون قرؤا بدقة أبجديات الصلح بعد القطيعة بسبب صلح منفرد بين القاهرة وتل أبيب..
الأهم أن الصلح العربي العربي قد وضع منهاجه أمام الأمة والعالم ..مجرد قبلات وأحضان .

لاتثمر عودة عربية حقيقية يحصد الشعب العربي بعض من ثمارها في سوق عربية مشتركة أو تصنيع عسكري مشترك بدفع تكاليف المشروع الطموح المستهدف من إنشاء الهيئة العربية للتصنيع .أو حتى وضع قيود على التجارة البينية مع العدو ..كل هذا لم يحدث ولم يتطرق إليه القادة أصحاب السمو من الحكام والملوك والسلاطين ..وبمراجعة تاريخ العودة .

عودة جامعة الدول العربية إلى مقرها الدائم في القاهرة ١٩٩٠ يمكننا أن نقف لبعض الوقت أمام ماسوف تتهيأ لإنتاجه الجامعة .نظام العرب الإقليمي الجماعي بهدف وضع كل الأمة العربية هذه المرة في المستنقع لتعلو إسرائيل ..وتزداد عُلُواً ..يتم الدفع بصدام حسين عبر قمة جدة وماحدث فيها وتبادل الإشتباك بالأطباق على مائدة الطعام بين عزة ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي صدام حسين وقتها وبين المسؤولين في الرياض والكويت ..وفاجعة مطالباتهم للمسؤول العراقي بدفع قروض الحرب مع ايران والتي وضعت أوزارها حالا وانتصرت بغداد ..والرد العراقي عن ضرورة المحاسبة عن قيام الكويت بتحريض نظام الرياض بسرقة بترول حقل الرميلة وجزيرة بوبيان طوال سنوات الحرب وانشغال الإدارة العراقية .فيقرر صدام دخول الكويت وعلى الفور يتم استدعاء النظام العربي الجماعي - جامعة الدول العربية- لاجتماع عاجل لم يتغيب عنه أحد ويصدر قرار عربي بالإستنجاد بالغرب الأمريكي لمقاتلة الجيش العربي العراقي لتتجمع جيوش ٢٧ دولة فوراً على الأرض العربية بمباركة ودعم ودفع كامل الفواتير من عواصم أصحاب السمو ..وكان أسرع قرار يصدر من النظام الإقليمي ويدخل حيز التنفيذ ليدفع العرب ثمناً باهظاً من الأموال والسيادة لينتهي الأمر بتدمير الجيش العراقي لأجل جيش الدفاع الصهيوني ويتم وضع خطة تدمير الجيوش الكلاسيكية الثلاثة التي تواجه اسرائيل في مرمى الإستهداف وبدء تنفيذ المخطط بغطاء عربي وبعد أن تم السيطرة على الثروات وبناء القواعد العسكرية على الأرض العربية لتصبح شوكة في حلق التيار القومي وسبيلاً لتأجيج الصراعات العربية العربية .والعربية الفارسية .

وبأغطية عربية وقرارات تصدرها الجامعة. النظام العربي الإقليمي.ثم يأتي دور الربيع إياه لتلبية المطلب الصهيوني دفعة واحدة بإشعال المنطقة بأدوات -الراديكاليون المتأسلمون - لتخليص أسرائيل من قدرة العرب على المواجهة لقرنٍ قادم .

وتدخل سورية معركة المصير لأكثر من ثماني سنوات ومازالت لتكسير أدوات المشروع وتقطيع أوصاله .

وبثمن باهظ في ظل غياب مجرد التنديد أو الشجب والإدانة ، تلك العبارات التي احترفتها بيانات القمم العربية في سنوات الثمانينيات والتسعينيات وماتلاها للآن .ويتقدم النظام الإقليمي العربي لتحطيم ماتبقى من ثوابت كان الشعب العربي يظنها -بالخطأ- باتت مستقرة في ضمير الممارسات العربية الجماعية.فتتقدم الجامعة وبإيعاذ بل وإملاءات من القادة في واشنطن بإجلاس ممثل التنظيمات الإرهابية العاملة في سورية على مقعد الجمهورية العربية السورية في واحدة من خطوات شرعنة تدمير الجيش العربي السوري والتي باءت كل مقاصدها الدنيئة بالإنكسار تحت أقدام الجندي العربي السوري ..ولعلنا هنا نسوق برهاناً ضمن حزمة هائلة العدد من البراهين على أن نظام جامعة الدول باتت عاملة بالأجرة لدى تل أبيب بوكالة واشنطن للإدارة أن الإتيان بممثل عن الإرهاب وتمكينه من مقعد دولة عضو فيالنظام العربي الإقليمي لم يحدث سوى في الحالة السورية .وأمام الجمهور العربي عواصم عديدة دخلت أو تم إدخالها أحزمة النسف من الداخل بتوجيهات صهيوأمريكية وغربوهابية مع المدد الهائل من المتأسلمين الآتين من كل أنحاء العالم .ولم يتم استقدام أرهابي للجلوس على المقعد الخاص بها في النظام الإقليمي ...إلا سورية .

وتعامل النظام الجماعي العربي مع سورية وفقاً للمفاهيم الجديدة .والجديدة لانج .لماهية العدو ..وثقافات مابعد الكامب وما أنتجته على الإقتصاد والسياسة والإعلام والتعليم العربي .

وما تباهت به العواصم وتغنت به الأغنيات حال عقد المصالحات العربية البينية بعد القطيعة ومن دون غطاء يلتزم به العائدون والمتصالحون ومن دون مشروع للمصالحة . وكنا نريد ونطمح -حال العودة- في مناقشة السادة أصحاب السمو لمشروع تعديل الميثاق .

دستور النظام الإقليمي .وإعطاء صوت للشعب العربي يجلس بجوار ممثل نظام الحكم من أصحاب السمو يراقب ويعدّل ويناقش جنبا إلى جنب في اجتماعات القمة لتحصين القرار وإبقائه عربياً.مع جعل القرار بالأغلبية ولمن حضر ملزماً للجميع ووضع التشريعات والدساتير والاتفاقيات الملائمة ذات الصلة ..كنا نطمح في مناقشة مشروعاً عروبياً لازماً وحتماً ويرتبط وجوداً وعدماً ببقاء الصراع العربي الصهيوني وفلسطين من النهر إلى البحر مازالت محتلة ...لكننا كنا ولازلنا نرى ..وهم أصحاب السمو يرون غير رؤيتنا.. فبات النظام الإقليمي مشرعناً للصراعات بل والحروب العربية العربية.ومشرعناً للوجود الأمريكي بقواعده العسكرية على الأراضي العربية لتهديد الوجود العربي كله ومساندة إسرائيل إقامة دولتها الكبرى من النيل إلى الفرات.واستباحة المصالح القومية بتجريف الثروات العربية كأن تعطي الرياض نصف تريليون دولار لترامب وتضع إمارات الخليج ثروات الشعب العربي بما يزيد عن ثلاثة تريليونات في مصارف الغرب وأمريكا بهدف حرمان الشعب العربي من محيطه إلى خليجه من القدرة على تحقيق التنمية والمواجهة بل والبقاء .

الأمر الذي ربما تعتبره قيادات الخليج وغيرها من الذين نعتبرهم تروساً في العجلة والآلة الصهيونية لفرم المنطقة العربية واحدة من الحقوق ..لكننا نرى وبحق أنه ليس من حق أصحاب السمو دعم العدو وتقويته وإضعاف الشعب العربي بتقديم المال ضد مصالحنا ..كل هذا كان من الممكن صياغته في إطار نظام جماعي عربي آخر ..لكن ماوصل إليه الحال بحضور قادة العدو إلى العواصم في الخليج وتوقيع اتفاقات تدعم العدو وتضعف العرب .إنما هو المخطط له ويتم تنفيذه والقادم أخطر . وقال في ذلك جيمس جيفلين أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس : إن الجامعة العربية أصبحت عاجزة عن معالجة المشاكل الحقيقية التي تواجه الشرق الأوسط وهذا يرجع إلى ...الحكم السيء...والعنف السياسي...والرعاية الصحية السيئة...والأنظمة التعليمية السيئة. ويحضرنا العام ٢٠١٦ الذي اعتذرت المغرب في اللحظة الأخيرة عن تنظيم واستقبال انعقاد القمة السنوية على أراضيها وأصدرت الرباط بياناً قالت فيه:.."نعتذر عن عدم تنظيم القمة العربية لأنها تحولت إلى مناسبة لإلقاء الخطب .." وحينها تقدمت موريتانيا لتنظيم انعقاد القمة العربية على أراصيها ولم يشارك فيها سوى ٧ من أصحاب السمو ..ثم تأتي القمة الإقتصادية المنعقدة في بيروت ولم يحضرها سوى ثلاثة رؤساء منهم الرئيس اللبناني ميشال عون .

لتخرج صحيفة النيويورك تايمز لتعلن أن الجامعة عاجزة وسمعتها سيئة وأن النظام الإقليمي العربي بات عاجزاً عن مناقشة أو حل قضايا الشرق الأوسط ومشكلاته .

ونلحظ أن الخطاب الإعلامي أو الأكاديمي الأمريكي سواء من نيويورك تايمز أو جيمس جيفلين يؤسس إلى التخطيط لتحويل النظام الإقليمي العربي المنوط به القضايا العربية ، إلى نظام شرق أوسطي يتسع برتقه المهلهل الذي سيق عنوة إلى أن يمزق النظام ثيابه بأيادي أصحاب السمو من السلاطين والملوك والرؤساء ليشمل مخطط إصلاحه بحتمية الإتيان بقائد ومدير من تل أبيب لقيادة هذا النظام فور إكسابه العضوية ..وماكان من الموقف المتخذ مع دمشق إلا لضرورة تمرير صهينة النظام الأقليمي دون صداع .

وعلى الشعوب العربية تقع مسؤولية مقاومة حكامها درءاً للمخاطر الجمة التي ستكون أثراً حالّا ومباشراً لهدم جامعة الدول العربية - رغم سوءة ماينتج عنها - وللعشوب أن تسارع بممارسة حق صيانة مشروعها في النظام العربي الإقليمي ولها حق الخلع في مواجهة حكامها .ولها أن تخنع وتقبل الطلاق البائن بينها وإمكان بقاء الجامعة لممارسة تطويرها بما يتلاءم وغاياتها.