جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 03:58 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نعيم مصيلحي : نحن شركاء أساسيين في مشروعات التنمية المستدامة

الدكتور نعيم مصيلحي مع محرر الديار
الدكتور نعيم مصيلحي مع محرر الديار

تعاون مع الأستثمار في تنمية المحاصيل الزيتية بشمال سيناء وجنوب القنطرة .. لتقليل فاتورة الأستيراد من الخارج

نمتلك بنك «جينات» لحماية النباتات البرية من الاندثار.. وتوسعنا في زراعات واستباط اصناف أقتصادية هامة

التصحر تسبب في تراجع الأنتاجية ل 50% .. وإيقافه عالميا يوفر 62.5 بليون دولار بحلول 2030

أجواء مناخية قاسية، تواجهها مصر في السنوات الأخيرة تسببت بشكل كبير في إحادث تغييرات في البيئه ؛ نتج عنها تدهور الأراضي ، وتراجع الأنتاجية بنسبة 50% عام 2017 ، وانخفاض انتاجية بعض النباتات البرية والعطرية والرعوية ، وضعف العائد الاقتصادي للثروه الحيوانية ، كما قاربت بعض النباتات البرية علي الإندثار ، وظهر ذلك متجليا في حركة الكثبان الرملية ، والجفاف ، وتأكل الشواطي كأحدي متسببات التصحر ، لذلك كان من الضروري اتخاذ كافة الجراءات والتدابير الأحترازية في مواجهة هذه الظاهرة من خلال أحد القلاع الحصينه المتخصصة في حماية ، وتنمية صحراء مصر، أنه مركز بحوث الصحراء برئاسة الدكتور نعيم مصيلحى رئيس المركز، والمنسق الوطنى لاتفاقية مكافحة التصحر، وأستاذ شعبة البيئة ، وزراعات المناطق الجافة ، والذي أكد أن المركز شريك أساسي في جميع مشروعات مصر المستدامة ، مشيرا بوضع حلول ، وتنفيذ مشروعات تستعيد من خلالها المناطق المتدهورة ،والنباتا العودة للحياة ، والقدرة علي النمو مرة أخري ، والحفاظ علي ما قارب منهم للأندثار ، وغير ذلك من جهود تبذل في هذا الملف الحيوي الهام فإلى نص الحوار :

بداية .. كيف يبدو الأختلاف بين مصطلحي التصحر والصحراء ؟

أن المناطق المتصحرة لم تكن صحراء فى السابق، بل كانت مناطق منتجة ذات غطاء نباتى يتناسب مع درجة جفافها، وأدى التدهور الشديد الى تغيرات بيئية محلية جعلها تأخذ صفات أقرب الى صفات الصحراء .

وما هي الدلائل علي وجود التصحر في بلد ما ؟

هناك العديد من الدلائل التي يستدل بها علي وجود ظاهرة التصحر ، يأتي في مقدمتها الادلة الفيزيقية ، وهي نقص فى عمق التربة ومحتواها من المادة العضوية، و نقص فى خصوبة التربة ، وتكوين قشرة صلبة على سطح الأرض ، وزيادة العواصف الترابية وتلوث الهواء بالغبار ، وزيادة فى تكوين الكثبان الرملية وزيادة معدل تحركها ، وتملح التربة أو تحولها الى القلوية ، وتدنى نوعية المياه ونقص كمياتها ، وتغير نسبة ما ينعكس من الطاقة على سطح الأرض، بينما تتمثل الادلة البيولوجية للتصحر في نقص الغطاء النباتى وتدهور المراعى ، ونقص كمية الناتج الحى فوق سطح الأرض، ونقص غلة المحصول ، و تغير فى العشائر النباتية ومعدلات نموها ، و فشل تكاثر بعض الأنواع النباتية (اندثار) ، و تغير فى أنواع الحيوانات ، ومعدل نموها ، و تغير فى أعداد وتركيب القطيع ، ونقص المنتجات الحيوانية ، وأخيرا تتمثل الأدلة الاجتماعية والاقتصادية للتصحر في تغير استخدام الأرض و الماء ، وتغير فى نمط الاستقرار ، وهجرة القرى ، والتوتر فى العلاقات الاجتماعية .

كيف تري الوضع الحالي لظاهرة التصحرعالميا ؟

يفقد العالم حوالى بليون طن من الترب الزراعية سنويا ، وتقدر الخسارة الأقتصادية على مستوى العالم نتيجة ذلك بحوالى 400 بليون دولار فى العام ، وقد استهدفت الآلية العالمية 2030 : الحد من انجرف الترب الزراعية فى مساحة 105 مليون هكتار ، وهذا الإجراء سيؤدى إلى توفير حوالى 62,5 بليون دولار ، وكذلك فإن تحسين ، وزيادة مخزون الكربون فى التربة الزراعية يوفر حوالى 96 الى 480 بليون دولار على مستوى العالم .

وماذا عن دور المركز في رصد هذه الظاهرة ؟

من خلال الدراسات المكثفة لمركز بحوث الصحراء ، فقد توصل خبراء المركز إلى العديد من المتغيرات الموجودة بين المناطق البيئية في مصر ، طبقا للسمات المناخية ، والخصائص الجيومورفولوجية ، ونوعية التربة ، والموارد المائية ، واستعمالات التربة ، وكذا السمات الأجتماعية والأقتصادية.

وقد أظهرت الدراسات أن هذه المتغيرات تؤدى إلي تباين عمليات تدهور التربة في كل من هذه المناطق ، كما تختلف عمليات التدهور في مسبباتها ، ودرجاتها ، وآثارها البيئية ، والأقتصادية ، والأجتماعية من منطقة بيئية إلي أخرى ، ولذلك تم تقسيم المناطق البيئية الزراعية في مصر إلى أربعة مناطق .

وما هي المناطق الاربعة ؟

" النطاقات الساحلية الشمالية " ، وتشمل مسببات التصحر فىها نقص الوعى بأدارة أراضي المراعي الطبيعية، وتحويل أراضي المراعي الطبيعية إلى زراعات مطرية ، وتتوافرعوامل الأنجراف الهوائي والمائي، بالاضافة الى أسباب اجتماعية واقتصادية ، ثم تأتي " المناطق الداخلية من سيناء والصحراء الشرقية " وتتلخص مسببات التصحر فيها في عمليات الإنجراف المائي ، والهوائي ، والسيول ، والفيضانات المفاجأة ، واتباع أساليب الإدارة غير الملائمة للأرض ، والمياه ، وايضاً الأسباب الأجتماعية والأقتصادية. كما تتمثل مسببات التصحر " بالصحراء الغربية ومناطق التوسع جنوب الوادي " في ملوحة ، و صودية التربة والتغدق، واستخدام أساليب غير ملائمة لإدارة الأرض والمياه، وسفي الرمال ، وحركة الكثبان الرملية، وبعض المحددات الأجتماعية والأقتصادية ، بينما تنحصر مسببات التصحر " بوادي النيل والأراضي الصحراوية المستصلحة في تخوم الوادي" في ملوحة ، وصودية التربة، وتجريف التربة ، والبناء بالتعدى على الأراضى ، وتلوث التربة الزراعية والموارد المائية، وسوء إدارة الأراضي والمياه ، وسفي الرمال وحركة الكثبان الرملية ، وتأكل الشواطئ الشمالية.

هذا وقام فريق من خبراء مركز بحوث الصحراء برصد ومتابعة تدهور الأراضى فى مصر حتى عام 2017 ، وأظهرت الدراسات أنه قد بلغت مساحة الأراضى المتدهورة ، والتى تراجعت فيها الأنتاجية بنسبة 40 – 50 % حوالى 11666 كم2 موزعة بالمناطق الشمالية الساحلية وأراضى الظهير الصحراوى الشرقى ، والغربى لوادى النيل ، بالأضافة لمنطقة سهل الطينة شرق بور سعيد ، وهذه المساحات تحتاج إلى عملية استعادة ، وفى نفس المناطق السابقة تم تحديد مساحة تبلغ حوالى 7500 كم2 من مساحة الأراضى المنزرعة تراجعت فيها الأنتاجية بنسبة 10-15 % ، وهذه تحتاج إلى إعادة تأهيل .

كيف تري تأثير التغيرات المناخيه علي الزراعة في مصر؟

هناك تأثير كبير، وخلل ، وتغير ملحوظ ناتج عن العلاقة بين سقوط الأمطار، وحدوث الجفاف ، فخلال العشرة سنوات الأخيرة هناك تغيرا في النسب ، فقد كان متوسط سقوط المطر 140 ملليمترا فى الساحل الشمالى الغربى، وفى الساحل الشمالى الشرقى المعدل كان يصل إلى 200 ملليمتر، وكل ذلك أدى الى أن بعض النباتات البرية ، والعطرية ، والرعوية التى تنمو على الأمطار بدأت إنتاجيتها تقل، مما أثر على تقليل المرعى للحيوانات، وبالتالى ضعف العائد الأقتصادى للثروة الحيوانية فى هذه المناطق .

هل وضعت حلول لمواجهة هذه التغيرات ؟

بدأنا فى مركز بحوث الصحراء بالتنسيق مع الجهات المعنية، فى زراعة بعض النباتات التى تتحمل الجفاف، وخاصة الشجيرات المعمرة وإعادة توزيعها فى المناطق المتدهورة ، بالإضافة إلى تنظيم عملية الرعى ، من خلال إنشاء نماذج إرشادية للرعاة ، ومنع الرعى لفترات معينة لإعطاء فرصة للنباتات لتستعيد نموها مرة أخرى.

ماذا عن دور المركز في الحفاظ علي النباتات البرية .. في ظل التغييرات المناخية التي تعيشها البلاد ؟

دورنا فى الحفاظ على هذه الأنواع من خلال بنك الجينات " بنك الصحارى المصرية " ، وهو خاص بجينات النباتات البرية، بالإضافة لقوافلنا من الباحثين ، الذين يجوبون المناطق الصحراوية لجمع النباتات التى قاربت على الإندثار، ويتم وضع جزء منها فى «المعيشة» لإعادة زراعتها مرة أخرى، وجزء آخر فى " الجين بنك" ، وهو الوحيد على مستوى الوطن العربى .

وأنوه هنا أيضا بأن المركز يمتلك قسم كامل للنباتات الطبية ، والعطرية منوط به حصر النباتات المنتشره في صحراء مصر ؛ لإجراء البحوث عليها .

حدثنا.. عن أهم المشروعات التنموية للمركز في الوقت الحالي ؟

هناك العديد من المشروعات التنمويه للمركز تتمثل في عمل " نماذج تنموية " مثل أعمال حصاد مياه الامطار ، وتنمية الوديان ، وتطوير نظم الزراعة المطرية في المناطق التي تعتمد علي الأمطار مثل منطقه الساحل الشمالي الغربي بالتعاون مع محافظة مطروح ، والذي ينتهي هذا العام 2019 . ، ويستهدف المشروع تنمية ، وأستزراع خمسين كيلو متر من الوديان في المنطقة الغربية ببطون الوديان بإجمالي حوالي 600 فدان ، بزراعات التين والزيتون ، المصدر الوحيد للمشروع من المياه ،وينتفع به حوالي 650 أسره من أهالينا البدو أستفادة مباشرة . بالإضافة لإنشاء مائة خزان أرضي لتجميع مياه الأمطار ، لإستخدامها في الري التكيميلي لمساحات صغيرة من الخضر دعما لتوفير الغذاء ، والخضروات ، للأسر البدوية في محيط الوديان التي يتم تنميتها .

هل هناك مشروعات للحد من زحف الكثبان الرملية ؟

بالفعل يوجد مشروع في منطقة " سيوه " يستهدف عمل نماذج لتثبيت الكثبان الرملية ، ومنع زحفها علي المناطق الزراعية ، والسكنية ، وذلك بالطرق البيولوجية ، وباستخدام نباتات ، وشجيرات مقاومة للجفاف ، والملوحة ، ومياه الصرف الزراعي ؛ كأحدي نماذج أساليب الحماية من الأثار الضارة للكثبان الرملية ، والتي تعد من محدات التنمية في المناطق الصحراوية ، كما يطبق نفس النموذج لمشروع آخر في شمال سيناء بمنطقة بالوظة ، ورومانه - بمركز بئر العبد .

كما انتهينا من عمل مشروعات تطبيقية لمنع زحف الرمال فى منطقة بحيرة السد العالى، وحماية شواطى شمال كفر الشيخ وبعض جوانب ترعة السلام وترعة الشيخ زايد بتوشكي من زحف الكثبان .

كما تم عمل " أطلس " للكثبان الرملية على مستوى الوطن العربى ، وكذلك نقوم بعمل دراسات متخصصة على بعض المناطق، بالتعاون مع الوزارات المعنية ، حول كيفية تثبيت الكثبان الرملية ، والحد من حركتها .

هل هناك تعاون مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي ؟

المركز يقوم بعمل مشروع نموذجي بالتعاون مع وزارة الأستثمار ، والتعاون الدولي للبحث التطبيقي للزراعة العضوية ، والحيوية في مرحلته الثانية لمحاصيل الزيت في مناطق الإستصلاح في شمال سيناء في مناطق "سهل الطينه " و " بالوظه " ببئر العبد ، وكذلك في جنوب القنطرة . ويستهدف المشروع عمل حقول أرشاديه نموذجية مع المزراعيين ، لنشر ، وتطبيق الأسلوب الأمثل للزراعة العضوية ، والحيوية ، ونشر الثقافة التوعوية ، كما يستهدف التدريب علي الممارسات الزراعية السليمة ، ونشر تقنيات زراعة المحاصيل الزيتية الحولية الصيفية منها ، والشتوية ، للتوسع في أنتاج الزيوت ؛ لتقليل فاتورة الأستيراد من الخارج ، وتوفير العملة الصعبة للبلاد ، والمشروع مستمر لعام 2020 .

وماذا عن مشروعات المركز التي تستهدف الزراعات الملحية ؟

نحن في صدد تطبيق مشروع نتائج البحوث العلمية ، فيما يتعلق بنشر تقنيات الزراعات الملحية ؛ بهدف أختبار وأقلمة أصناف تتحمل الملوحة في بعض المناطق الصحراوية سواء كانت الملوحه في التربة أو بمياه الري ، لتوفير الأعلاف ، والأستغلال الامثل للموارد الطبيعية المتاحة للأراضي والمياه ، وزيادة العائد من وحدتي الأراض ، والمياه خاصة الهامشية منها ، ونجح المشروع علي أرض الواقع في تنفيذ هذه الأساليب بعدد ما يقرب من 600 حقل إرشادي موزع بمناطق شمال ، وجنوب سيناء ، والوادي الجديد ، ومطروح ، ومع الأخذ في الأعتبار دراسة حالات تبني توصيات المزارعيين للتوسع في هذه الزراعات .

وتوسعنا مؤخرا فى زراعة نبات " القطف " أو " الأتريبليكس " المعروف باسم «نبات الملح»، وهو نبات علفى رعوي، تحتوى أوراقه على نسبة من البروتين، ويصلح كعلف عندما تضاف إلية نباتات أخرى، حتى يحدث الأتزان المطلوب فى العليقة للحيوان.

هل يوجد نباتات جديدة أثبتت كفاتها في البيئه المصريه حاليا ؟

بالفعل هناك نباتات أثبت ابحاثنا التطبيقية أنها متأقلمة مع البيئة المصرية مثل الجتروفا ، الكينوا ، الجوجوبا ، التروبيكان ، وينصح بزراعتها فى المناطق الهامشية الصحراوية ، والساحلية ، لتحملها الملوحة ، وبمناطق الأمطار مثل منطقة الساحل الشمالى الغربى ، أو مناطق الأصلاح الجديدة ، كما لا ينصح بزراعة هذه النباتات في الدلتا ، ووادي النيل لتجنب منافسة المحاصيل الأستيراتيجية ، وتناقص الرقعه الزراعية ، وحتي لا تنتقل أيضا بذورها عن طريق المياه ، أو الرياح ، وتتحول إلي حشيشه ، كما هو الحال بالنسبة للكينوا .

هل توجد برامج لتربية واستنباط أصناف جديدة من الخضر ؟

بالفعل هناك العديد من برامج تربية الخضر وأستنباط أصناف جديده ، تماشيا مع خطة الدولة لتقليل الأستيراد من الخارج ، فهناك تنسيق كامل مع مركز البحوث الزراعيه في أستنباط أصناف جديدة من الطماطم ، والفلفل ، وبنجر السكر ، والفول البلدي . وأنوه هنا بأستنباط صنف جديد من الفول البلدي يطلق عليه " مريوط 2 " صاحب الكفاءة والجودة ، حيث يجود زراعته في الأراضي المختلفه ، فتم تجربته بمحافظات شمال ، وجنوب سيناء ، والوادي الجديد ، والنوبارية ، وأثبت كفاءته بالمقارنه بغيره من الأصناف القديمة .

وهناك أنواع أخرى من المحاصيل الحقلية الأقتصادية ، تتحمل التغييرات المناخية القاسية، مثل الشعير ، وبنجر العلف ، كما تتجه وزارة الزراعة لاستنباط أصناف ذات جودة عالية من الأرز، والذرة ، تتحمل أرتفاع درجات الحرارة ، وأقل أـستهلاكا للإحتياجات المائية .

هل هناك خدمات يقدمها المركز لأراضي شباب االخريجين ؟

يقوم المركز بعمل إرشاد لشباب الخريجين الذين يحصلون على أراض زراعية قريبة من المناطق الصحراوية ، بالأضافة للمستثمرين ، وذلك من خلال بناء " سياج " لحماية هذه الأراضي من العواصف الرملية ، وزحف الكثبان، كما نقوم بعمل دورات تدريبية للمتخصصين من بعض الدول العربية.

ماذا عن مشروع حقن التربة الرملية بالطين ؟

هو مشروع بحث تطبيقي لحقن التربة الرمليه بالطين ، بالتعاون مع جمعية مصر الخير ، وتمثل إحدي طرق مكافحة التصحر ، وتشجيع شباب الباحثين علي الأبتكار والأبداع في مسالة تحسين خواص التربة الطبيعية ، والكيميائيه في المناطق الصحراوية لتقليل الاحتياجات المائيه لنسبه تصل الي 20 % ومن السماد المستخدم الي 30% .

هل توجد مشروعات قائمة تتعلق بالأهتمام بأبل الصحراء ؟

بالفعل هناك العديد من المشروعات يتبناها المركز ، والتي تولي أهتماما بأبل الصحراء ، وأهمها مشروع " النهوض بالأبل في المناطق الصحراويه " ، والذي بدأ منذ عام 2017 ، ويستمر الي 2020. ويتضمن نماذج تطبيقية رائده في رفع كفاءة أنتاج الابل ، وسواء من الألبان أو اللحوم .كما يستهدف رفع مهارات مربي الأبل في نظم التغذية بأستخدام الأعلاف غير التقليدية في المناطق الصحراويه في جنوب سيناء ، وشلاتين ، ومطروح ، وذلك بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي .

ماذا عن دور المركز في مجال تحلية المياه ؟

المركز يلعب دور كبير في هذا المجال ، حيث يقوم بتطبيق نتائج الأبحاث العلمية المتطورة في مجال تحلية المياه من خلال مركز" التميز المصري " لأبحاث تحلية المياه لعمل تحالف ، وطني لكل المهتمين بهذا المجال سواء الجامعات ، والمراكزالبحثية ، والمؤسسات المختلفه ، وذلك بغرض توطين تكنولوجيا تحليية المياة .

هل تعاني المنظومة البحثية من عدم الأستقرار في ظل انخفاض ميزانيتها ؟

بالطبع لا ، فهناك استقرار ملحوظ للمنظومة البحثية في مصر ، نظرا لأن ميزانية البحث العلمي تحسنت كثيرا عن السنوات الأخيره الماضية ، بالأضافة إلي الأهتمام الكبير ، والجهود المبذولة من القيادة السياسية التي تدفعنا للتنمية بقوة للأرتقاء بمنظومة البحث العلمي ، وذلك من خلال توفير كافة الأمكانات ، وإزالة العقبات من أمام الباحثين ، وبحوثهم التطبيقيه لخروجها إلي النور ، والأستفادة منها علي أرض الواقع .

وأنوه هنا بأننا في أمس الحاجه للتخلص فقط من الجمود ، والروتين الذي يصيب اللوائح المنظمة للمنظومة البحثية في مصر .

ما هي أبرز مشاركات المركز عربيا ودوليا ؟

نحن نتولي رئاسة مجموعة الدول العربية فى مؤتمر الأطراف ، والاجتماعات الدورية بمشاركة المركز العربى لدراسات المناطق الجافة ، والأراضى القاحلة (اكساد ) ، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية ، والتابعين لجامعة الدول العربية ، فيجمعنا سنويا أجتماعين تحت مظلة " جامعة الدول العربيه" ، يحدد توقيته وفقا للامانه العامه بها ، ما بين شهري فبراير الي سبتمبر ، وكذلك التعاون المشترك فى تنفيذ مشروعات بحثية وتنفيذ نماذج تنموية رائدة .

بالإضافة إلي شراكة مصر في المبادرة الدولية للأمم المتحده لمكافحة الجفاف ضمن الأتفاقيات البيئيه المشتركة بمشاركة ممثلين من الوزارات ، والهيئات ، وبحوث الصحراء ، وجاري التجهيز لتشكيل لجنه عليا تختص بمكافحة الجفاف ، والاثار السلبية .

كما يقوم مركز بحوث الصحراء بجهود رائدة على المستوى الدولى متمثلة فى المشاركة الفعالة فى مؤتمر الاطرافCop" " - والاشتراك فى خطة الالية العالمية لتحييد أثر تهور الاراضى LD & LDN" " – وكذا الأشتراك فى وضع أهداف الألية العالميةGM" – SDGs"، والاشتراك الفعال فى مراجعة الرؤية المستقبلية للأراضى على مستوى العالم "GLO" .

ختاما .. كيف تبدو مساهمتكم في تحقيق التنمية المستدامة ؟

أشير هنا بأن خطة المركز في إطار أستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة لمصر " 2030 " تتلخص في رصد ، وتقييم التصحر بالاقاليم الزراعية البيئية المختلفة فى مصر، واستكمال رصد ، وتقييم الموارد الطبيعية بشبه جزيرة سيناء، واستكمال الجهود لتطوير الزراعات المطرية في بعض وديان الساحل الشمالي الغربي، و رصد وتقييم الموارد الطبيعية بجنوب مصر، والتقييم الفني ، والأقتصادي لمشروعات التوسع الأفقى فى المناطق الصحراوية.

كما أود القول أن بحوث الصحراء شريك أساسي في كل المشروعات القومية المتعلقة بالتنمية المستدامة لمصر، والقيادة السياسية تدفعنا اليها بقوة للأمام ، كما أننا شركاء في المشروعات التي تتولاها الرئاسة برعايتها بأعتبارنا ممثلين لوزارة الزراعه . كما أن الجهود الوطنية التى يقوم بها مركز بحوث الصحراء على المستوى الوطنى تتمثل فى نشاط اللجنة العليا لمكافحة التصحربرئاسة معالى وزير الزراعة واستصلاح الاراضى - اللجنة العلمية لمكافحة التصحر برئاسة رئيس مركز بحوث الصحراء ، والمنسق الوطنى لأتفاقية مكافحة التصحر ،ومجموعة برامج علمية ، ومجموعات عمل وطنية على مستوى المؤسسات والوزارات ذات العلاقة.