جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 08:46 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

معركة الباغوز الصغيره تعكس نتائج الهجوم التركي الكبير

الهجوم التركي الوشيك
الهجوم التركي الوشيك

منذ اسابيع وقوات سوريا الديمقراطية المعروفه اختصارا بسم "قسد" السيطره علي قرية الباغوز اخر معاقل داعش في دير الزور شرق سوريا الذي يتحصن منذ سنوات في المنطقه ولا يوجد له اي منفذ للهروب منها سوي المقاومه حتي الموت او الاستسلام بعد ان حفر شبكة انفاق عملاقه .

ووضع الكثير من العبوات الناسفه والالغام بكثافه حتي يعيق تقدم اي هجوم بالاضافه ان الجنود المتبقيه لدي داعش متمرسين في المعارك الشرسه منذ فتره كبيره ويمتلكون خبراتا تكتيكية وعسكريه لا يستهان بها وايضا يمتلك دروعا بشرية من المدنين يستخدمها بمهاره في اطلاق سراحهم اثناء عمليات التقدم ليعيق ويشتت القوات المهاجمه كما كان يفعل في معركة الموصل العراقيه

وتسعي قسد الي استغلال القوات الامريكية قبل رحيلها التي توفر لها الغطاء الجوي الكبير الذي لا تستطيع التقدم الا من خلاله لتقليل الخسائر ودك معاقل التنظيم كما حدث في معركة الرقه التي دمرت فيها المدينه بشكل كبير وسقط فيها العديد من المدنين وايضا خسائر فادحة في صفوف قسد برغم دعم قوات التحالف الكبير ومن سمي خرجت داعش في النهاية بطريقه لا يعلمها اثارت تساؤلات كبيره في جميع الاوساط.

بينما قوات سوريا الديمقراطية من الاساس خليط من عدة اصول عربية وكردية وغيرها شكلتها الولايات المتحده بغرض محاربة تنظيم داعش وستطاعت ان تحطم جميع معاقله في القسم الشرقي من سوريا بالكامل لم يتبقي لداعش الا قريه الباغوز الصغيره ولكن علي حساب خسائر بشرية فادحه في صفوف قسد الذي يعني من نقصا بشريا كبير وان كل يوم يواجه فيه التنظيم يخسر المزيد من جنوده وهو في امس الحاجه الي كلا منهم حتي يتمكن في صد الهجوم المحتمل التركي.

المفارقه ان قسد متعسره بشده في معركة الباغوز الكبيرة وتتكبد كل يوم المزيد من الخسائر برغم الدعم الجوي الذي علي الارجح لن يكون مشاركا معها في صد الهجوم التركي الذي يري ان قسد بها عدوه الدود " قوات الحماية الكردية " العمود الفقري لقوات قسد وانها جماعة ارهابية نفذت هجمات ارهابية علي اراضيها ولها طموحات في اقامة دوله علي الاراضي التركية مما يشكل خطرا وجوديا بالنسبه لتركيا لن تتهاون معه.

وبالفعل تحشد تركيا المذيد والمذيد من قواتها كل يوم استعدادا للضوء الاخضر لبدء الهجوم والانقضاد علي قوات الحماية الكردية كما حدث في عفرين وغيرها مستعينه بقوات من الجيش السوري الحر.

كان من الخطط انهاء معركة الباغوز في يوم او يومين نظرا لان عدد المقاتلين الداعشين قليل تقدر المخابرات الامريكيه عددهم ب600 مقاتل محاصرين من جميع الاتجاهات استنفذوا الكثير من ذخيرتهم في المواجهات المستمره منذ اسابيع وفي موقف حرج للغاية ورغم كل هذه المعاناه لم تستطع قسد التغلب عليه حتي الان وتسعي لاخراجهم بالتفاوض لمن تبقي لهم الي مناطق اخري فهل سوف تتفاوض مع الجانب التركي ايضا عند المواجهه

المعركة الصغيره في الباغوز كشفت عن مدي الضعف الكبير في صفوف قسد برغم الدعم الجوي من التحالف وان الكره سوف تعاد عليه بنفس النتائج والمواقف عند حدوث الهجوم التركي الذي لن يستطيع الاكراد صدها بسهوله مع عدم توافر دعما جوي وايضا بهذه القوات المنهكه اصلا من شراسة المواجهات الطويله مع داعش مما يسهل مهمة الاتراك في انهاء الحلم الكوردي في بناء دوله كردية

ان اي مواجهه عسكرية تركية لن تكون في صالح الاكراد في جميع الاحوال برغم تصريحاتهم الرنانه في وسائل الاعلام بل سوف يقدموا المذيد من التنازولات للجانب التركي وقد يفقدوا مساحات شاسعه من مناطق سيطرتهم للاتراك

لن يكون المخرج لقوات الحماية الكردية من هذا الموقف الخطير الا عبر التفاوض السريع مع الجانب التركي وتدويل القضيه بشكلا جدي بعيدا عن الصراع السوري او الطموح الكردي في اقامة دولة ان ارادوا النجاه من الخطر المحقق هذا