جريدة الديار
الخميس 2 مايو 2024 12:46 صـ 22 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”الأحزاب السياسية في مصر”.. بين الحقيقة والأوهام

سلامة: غير متواجدة على الساحة الآن وشغلتها الأهواء الشخصية والانقسامات والخلافات والبحث عن الزعامة أصبحت كيانات لا وجود لها رغم وصول عددها لـ 104 حزب فليس إثراء للحياة

"الشهابي" : نطالب بطرح مشاكل الأحزاب على طاولة المناقشة والدراسة من خلال مؤتمر برعاية الرئيس ..

حالة من الجدل الكبير يشهدها الشارع السياسي المصري بسبب غياب دور الأحزاب في الظهير السياسي الشعبي وذلك نظراً لظهور عدد كبير من الأحزاب السياسية بعد ثورة يناير من رجال الأعمال تمتلك ماكينة إعلامية للصعود على أكتاف الأحزاب الأخرى التي أصبحت في مرمى نيران الإعلام الرسمي بعد أن تخلت الدولة عن دعمها المالي والسياسي، ورغم أن الأحزاب السياسية في الماضي كان لها الصدارة بالتأثير الإيجابي على المشهد السياسي وقضايا الجماهيري إلا أنها في الوقت الراهن لم تستطع القيام بدورها تجاه الجماهير مما أدى إلى ظهور جوانب القصور فيها بشكل واضح، الأمر الذي يقتضي الأخذ برأيها ومشاركتها في أي قرار سياسي أو قضايا تهم للجماهير حتى يتم استعادة الحياة الحزبية السياسية في مصر على الوجه الأكمل.

الإندمـاج

يقول د. حسن سلامة ـ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ إن الأحزاب السياسية غير متواجدة على الساحة الآن، حيث أن الدولة لم تفسح المجال في الخمسينيات والستينيات أمام تنشئة أحزاب سياسية قوية، منوهاً على أن الأحزاب الآن شغلتها الأهواء الشخصية والانقسامات والخلافات والبحث عن الزعامة فأصبحت غير قادرة على ممارسة وظائفها من تنشئة وتجنيد الأفراد سياسياً بإيجاد كوادر قادرة على التعبير عن مصالح المجتمع، مُرجعاً غياب الأحزاب عن الساحة السياسة إلى عدم تواصلها مع الناس الذي أفقدها لقواعد شعبية كثيرة فأصبحت كيانات لا وجود لها رغم وصول عددها لـ 104حزب فليس إثراء للحياة الحزبية بل تشرذم وتشتيت لها، فيجب اندماج الأحزاب المتقاربة في توجهاتها مع بعضها بكتل كبيرة ليتم تُبلور التيار والتعبير عن مصالح الناس وليس عن مصالح الحزب بفكرة "الشخصانية"، مضيفاً أن الدولة الآن تفسح المجال بشكل كبير لحياة ديمقراطية حقيقية.

إلغاء دعم الدولة

ويُرجع اللواء د. عبد الرافع درويش ـ رئيس حزب فرسان مصر ـ سبب القصور في الأحزاب إلى انعدام الدعم المادي والمعنوي عنها مما أدى إلى تراكم مشاكلها بتعثر إيجاد مصاريف المقرات، علاوة على عدم تفعيل دور الإعلام تجاه الأحزاب كان سبباً في ضعفها، إضافة إلى عدم وجود تفاهم مع الحكومة، فأصبحت الأحزاب مهمشة من الدولة والإعلام بدون شفافية، وبعض الأحزاب القديمة في صراعات ومشاكل لا نفهمها، لذا فلم يستطع أي حزب القيام بواجباته تجاه الشعب نظراً لوجود معوقات في طريقه والرؤية السياسية غير واضحة.

الرأي والمشاركة

يؤكد المهندس ياسر قورة ـ مساعد رئيس حزب الوفد للشئون السياسية والبرلمانية ـ أن الأصل في الأحزاب أن تكون كيانات ومؤسسات طبقاً لبرامج وأهداف للوصول إلى السلطة بتحقيق الرفاهية والنهضة للمجتمع ورغم ذلك إلا أن الدولة لا تتعامل معها، وبالتالي يظهر الشكل العام بأن الأحزاب مهمشة في الساحة السياسية، فلابد من دعمها معنوياً فهو أقوى بكثير بالنسبة للشارع المصري حتى ينضم إليها العديد من الأعضاء ويتم تصنيفها، متسائلاً: أين تعامل الدولة مع الأحزاب السياسية في الفترة الماضية؟، مع الأسف لا يؤخذ برأيها في أي مشكلة ولا تُشرك في أي قرار سياسي، منوهاً على أن الدعم المادي يعتبر ثانوي ولكن كيف تتعامل بدون ملاءة مالية؟، مضيفاً أن دمج الأحزاب مع الإدارة السياسية في القرارات وإعمال التعددية الحزبية أمر ضروري، هذا بالإضافة إلى التعاون والانسجام بين الأحزاب ذات المرجعية الواحدة للاتفاق على رؤية بملفات مشتركة حتى يتم إندماجها.

مشاكل الأحزاب

يطالب د. ناجي الشهابي ـ رئيس حزب الجيل الديمقراطي وعضو مجلس الشورى سابقاً ـ بطرح مشاكل الأحزاب على طاولة المناقشة والدراسة من خلال مؤتمر برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي يناقش فيه المشاكل الحزبية من أربعين عام والتي تتركز في ضعف التمويل الحزبي وتغيير النظام الانتخابي وتفعيل دور الإعلام في نشر برامج الأحزاب السياسية من خلال برامج مختلفة، منوهاً على أن المادة الخامسة من الدستور تنص على أن النظام السياسي في البدايات يقوم مع تعدد الأحزاب فكان من المفروض تطبيقاً لهذه المادة أن يُعظم النفوذ الحزبي في البرلمان، مضيفاً أن الأحزاب ليست مؤسسات ربحية وتعتمد على التبرعات والاشتراكات ورغم ذلك إلا أنه لا يوجد مجال لتنشيط الحياة الحزبية الذي يقوم على التمويل بالعلاقات الانتخابية.

الأثر السلبي

يوضح د. أحمد عبد الهادي ـ رئيس حزب شباب مصر ـ أصبحت التجربة الحزبية في حالة من الضبابية والترهل والفوضى أعقاب ثورة يناير فمن المفترض أن يكون للأحزاب دورها بالظهير السياسي الشعبي بتدعيم الحريات ومستقبل الأوطان وتوحد الجميع في مواجهة خطر الأخوان لكن مع الأسف أصبحت الأحزاب الآن في مرمى نيران الإعلام المصري الرسمي والمؤسسات الرسمية فأصبح التعامل مع الأحزاب من منطلق أنها حالة مكملة للديكور وبالتالي خفت صوت الأحزاب، منوهاً على أن انقطاع دعم الدولة المادي عنها كان له الأثر السلبي عليها، علاوة على سيطرة رأس المال على الساحة الحزبية بعد ثورة يونيو أدى إلى سقوط بعض الأحزاب وانعدام مبدأ تكافؤ الفرص، بالإضافة إلى أن الإعلام الرسمية قام بعد ثورة يناير بالهجوم الشرس على الأحزاب في محاولة لتشويه صورتها أمام الجماهير بشكل غير مبرر للتقوّي والدعم بأن عدد الأحزاب في مصر زاد عن اللزوم، فمن الطبيعي أن تفقد الأحزاب تأثيرها على الحياة السياسية وأن يشعر الشارع المصري بالتخوف والقلق من الأحزاب.