جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 04:54 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حبيب الصايغ مُهاجمًا «عبده وازن»: هناك فرق بين السبق الصحفي و«إفشاء الأسرار»

حبيب الصايغ
حبيب الصايغ

شن الشاعر والكاتب الصحفي الإماراتي، حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات؛ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، هجومًا على الشاعر والصحفي اللبناني عبده وازن، بسبب المقال الذي كتبه الأخير معلنًا فيه اسم الفائز بجائزة البوكر العربية، نسخة هذا العام 2019، صبيحة يوم إعلانها، وهو ما عرَّض الجائزة العربية الكبرى لانتقادات من أدباء وكُتَّاب ومثقفين عرب، اعتبروا أن اختيار اسم هدى بركات، وروايتها "بريد الليل" للفوز بالجائزة، يدخل في باب الترضيات، على حساب القيمة الأدبية.

وكانت أنباء ترددت عن أن بركات لم تتقدم للجائزة بسبب غضبها عن عدم فوز إحدى رواياتها عام 2013، وأن لجنة التحكيم هي التي طلبت منها ومن ناشر روايتها التقدم، وفق نص في لائحة الجائزة يسمح للجنة بطلب أعمال من خارج المتقدم لها، إذا رأت ضعفًا.

في مقاله الذي نشر في جريدة "الخليج" الإماراتية اليوم، التي يتولى فيها موقع "رئيس التحرير المسؤول"، بعنوان "تعليق على ما حدث في البوكر"، وصف حبيب الصايغ ما فعله وازن بـ"التصرفات الغربية"، ووصف مقاله بـ"الغريب"، وفرَّق بين "السبق الصحفي" و"إفشاء الأسرار" المجرَّم قانونًا، فقال: "السبق الصحفي له شروطه، وفي مقدمتها أن هناك سباقًا حتى يتحقق السبق؛ أي أن يسعى الزملاء الصحفيون لخبر أو معلومة ثم يسبق عبده وازن أو غيره، وواقع الحال أن أحدًا من عشرات الصحفيين الإماراتيين والعرب الحاضرين والمتابعين لم يسع إلى ذلك، وأقصى سعي هؤلاء الصحفيين الشرفاء أن يحضر حفل إعلان النتائج فيبث النتيجة أولًا قبل غيره ثم "يتفنن" في التعليقات ونحوها".

وأضاف الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب: "عبده وازن يعرف ذلك جيدًا أنه لم يحصل على سبق صحفي بقدر ما نشر أو أشاع "سرًّا" أو "شبه سر"، هو يعلم أنه سيعلن بعد ساعات في حفل سنوي يحضره أهل القائمة القصيرة، وتعرض أفلام قصيرة عن تجربة كل واحد منهم، وهذا الحفل مكلف ماديًّا، بطبيعة الحال، لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي. أبعد من ذلك، فما قام به وازن، هو عمل مجرّم قانونًا في الإمارات؛ لأنه أضر بمصالح الدائرة الوصية والجائزة وأمانتها العامة ولجنة تحكيمها".

وأشار الصايغ في مقاله إلى أن المجرَّم الأول –قبل وازن- هو من سرَّب الخبر له، سواء أكان موظفًا أو أحد أعضاء لجنة التحكيم، وطالب السلطات الإماراتية بسرعة التحرك قضائيًّا إنقاذًا لسمعة الجائزة الكبرى: "والأمل رفع دعوى قانونية عاجلة على من نشر وهو يعلم الآثار السلبية المتوقعة لسلوكه الغريب". وأعاد الصايع التأكيد على أنه: "ليس سبقًا صحفيًّا؛ بل هو التعدي السافر الصريح على حرية الصحافة وعلى أخلاقيات المهنة الصحفية المحترمة".

كما هاجم الأمين العام للاتحاد العام "خطبة الفوز" التي ألقتها الروائية اللبنانية هدى بركات، وقال إنها مرفوضة، ووصفها بـ"الغريبة" و"غير المعقولة"، فقال: "في كلمتها الغريبة، عبرت بركات، في لغة مرفوضة، عن ترفعها على الجائزة، وأنها كانت "زعلانة" على الجائزة؛ لأنها لم تصل إلى القائمة القصيرة في العام 2013، وأنها ترددت عندما طلبت منها لجنة التحكيم الترشح لنسخة هذا العام؛ لأنها ستكون حزينة و"تزعل" "إذا ما اختاروني"، فهل يعقل؟". كما طالب دائرة الثقافة والسياحة بأبو ظبي، الجهة المانحة، بتغيير البند الذي يسمح للجنة بطلب أعمال لم تتقدم في السنوات القادمة، لتفادي ما حدث في هذا العام.

كما طالب الصايغ بالتحقيق فيما حدث عملًا بمبدأ الشفافية: "لا بد من التحقيق حتى لا يؤخذ الكل في نظر الرأي العام على الأقل بجريرة البعض، سواء تمثل ذلك البعض في عضو أو أكثر من اللجنة، أو موظف من خارجها. الشفافية هنا غاية ملحة".

وكشف حبيب الصايغ عن أن الروائية الأردنية كفى الزعبي، التي وصلت للقائمة القصيرة، ربطت في مدونتها "ببساطة شديدة بين الخليجيين والصهاينة، مؤكدة أن الخليجيين لا يمتلكون إرثًا حضاريًّا، وأنهم الأعداء الحقيقيون للعرب". وقال تعليقًا على ذلك: "كلام الزعبي البسيط والتافه والفج لا يستحق الرد، لكن تنبيه القائمين على الجوائز واجب. هل تُدرس النصوص وحدها دون سير وشخصيات المتقدمين؟ ألم نتعلم من التجربة وفي المنطقة المعتمة من الذاكرة أمثال سعدي يوسف والشبرمي؟".

وعن ما تردد عن أن الروائية العراقية أنعام كجة جي، التي كانت ضمن القائمة القصيرة، قد رفضت حضور الحفل الختامي ولم تنزل من غرفتها بالفندق، قال الأمين العام للاتحاد العام: "معها حق، مكررًا إدانة عبده وازن؛ إذ كيف تحضر حفلًا حوّله المذكور، سعيًا وراء "سبق صحفي مزيف" إلى تمثيلية؟".

يذكر أن علاقة صداقة تربط بين عبده وازن وحبيب الصايغ، وبينه وبين كثيرين من الكُتَّاب والأدباء والشعراء والمثقفين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد سبق أن تناول وازن أعمال الصايغ بالنقد في مقالات منشورة في أكثر من مطبوعة، وهو ما دعا الصايغ في بداية مقاله إلى تأكيد وصفه بـ"الصديق": "أقول الصديق وأنا أعني ذلك. تربط بين الرجل وعدد من كتاب وإعلاميي الإمارات أواصر صداقة منذ زمن بعيد، ولقد أسعدني قبل ذلك بدراسات نقدية جادة لبعض إنتاجي الشعري، لكن هذا شيء وما نحن بصدده الآن شيء آخر".

كما دافع الصايغ –في مقاله الذي اعتبره ضرورة ملحة- عن الجائزة العالمية للرواية العالمية "البوكر" باعتبارها أهم الجوائز العربية، وأنها ساهمت إلى حد كبير في إنعاش فن الرواية العربية، وتسابق الروائيون العرب للفوز بها، وطالب بالمحافظة عليها وحمايتها: "البوكر أضافت عبر السنوات الكثير المفيد الممتع إلى المشهد الثقافي في الإمارات والوطن العربي، ولذلك يجب أن نسهم جميعًا في مدها بأسباب القوة، وعدم الإسهام بأي شكل من الأشكال في تشويهها والنيل من سمعتها".