جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 06:28 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

سليمان التمياط يكتب : [ التفكير في التفكير ]

سليمان التمياط
سليمان التمياط

| ١ | الإقتصاد المبني على المعرفة"

*صناعة فكرة مضادة لفكرة ديكارت " أنا أفكر إذاً أنا موجود "" ..لتصبح "" أنا لا أفكر إذاً أنا موجود "" [ مُنْطَلَقاً من أساسٍ مادي ] قد تكون عملية قابلة بشكل تجاري إقتصادي للتحقق .

على إعتبار أن من يفكر هو المُنتِج ومن لايفكر هو المُستهلِك ولاتكتمل العملية الإقتصادية بدونهما وكل ماعليك فعله كأفراد أو دول هو الإختيار بينهما وهذا ماسيتم التنافس عليه تنافس بقاء ، سيطرة و نفوذ في كل ماهو قادم .

بغض النظر عن إستناد ( ديكارت ) على التواجد المعنوي ( على الأرجح ) أو المادي البحت ؛ ففي الحالتين قيمتك وقمة تواجدك حين تستثمر عقلك في إيجاد وجودك بواحدٍ منهما أو كلاهما . ومامن شك بأن لب استثمار الحياة هو الإنسان و قيمة الإنسان بـ عقله وقيمة العقل بالتفكير ولإن التفكير له بوادر ومنشئات تساعد في تكوينة ونموه خلق الله الأسئلة والبحث للإنطلاق نحو كل شيء .

فهل يمر يوم على الإنسان بدون أن يمر برأسه ولو فكرة واحدة على الأقل . لو أن كل شخص في بلدٍ ما مثلاً قام بالتالي : يرصد ويدون بشكل يومي فكرة واحدة من الأفكار التي تخطر بباله . بنهاية العام سيخرج بـ ٣٧٥ فكرة مختلفة سواء كانت أفكار سيئة أو حسنة . لنفترض أيضاً أن عدد سكان هذه الدولة المعينة عشرة مليون أو على اقل حال مليون إنسان أو حتى نصف المليون . كم فكرة سيكون لدينا في نهاية العام ؟! في أسوأ الحالات لو خرج كل إنسان في نهاية العام بفكره واحدة لأصبح لدينا نصف مليون فكرة في هذة الدولة ذات النصف مليون نسمة .

لنُبعد منها من هم في سن الطفولة غير القادرين على التفكير او غير القادرين على إظهار افكارهم والتعبير عنها بالشكل الصحيح فعملية التفكير تكاد تكون متواجدة في كل الادمغة ولكن الفرق في إظهارها من عدمه .

قياساً على ذلك لو طبقنا تلك الطريقة على عدد سكان بلدنا الغالي المملكة العربية السعودية وكذلك على بقية بلدان الوطن العربي فكم ستخرج فكرةً في نهاية العام من عقول أبناء أوطاننا الغالية ؟ بالتأكيد سنحصل على معرفة لايستهان بها على هيئة أفكار لها القدرة على الحدوث في ارض الواقع لتخفيف الحمل عن كاهل إقتصادنا الريعي .

**بعد أن حصلنا على مجموعة من الأفكار المنقحة المناسبة لنا نكون قد حصلنا على المعرفة وهنا يجدر القول أنه حين تملك المعرفة شيء رائع ولكن أن تطبقها على أرض الواقع ذلك هو الأروع وَمِمَّا يضفي روعةً مضاعفةً هو تحويل المعرفة المطبقة إلى منتج إقتصادي ونشره للأخرين وهم أولئك المستخدمين لما طُبِّق من المعرفة لتتم الإستفادة منه على هيئة إقتصاد معرفي .

إذاً العنصر البشري هو من يولد المعرفة وهو من يطبقها وهو من يستخدمها مما يعني أنه هو العمود الرئيسي في خيمة الإقتصاد المعرفي . وأول مايجب أن يتبادر للذهن بغية الوصول إلى نوع بشري عالي ينتج المعرفة ويطبقها لابد من تعليم يوازي هذا العلو المنشود للجودة البشرية حتى تصل إلى الغاية المنشودة لتحقيق إقتصاد معرفي جيد في أقل الأحوال وهذا هو مافعلته الدول التي حققت إقتصاداً معرفياً في العقود الأخيرة جعلها تنتقل من مصاف الدول النامية إلى مصاف الدول المتفوقة إقتصادياً .