جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 01:44 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”سانت كاترين” قِبلة الاديان ومتعة المغامرين

سانت كاترين
سانت كاترين

بين الطبيعة الخلابة والمناطق الجبلية مختلفة الألوان والإشكال تتوافر المتعة وتقوي روح المغامرة ولكي تكتمل المتعة عليك مشاركتنا هذه الرحلة، فهنا في قلب جنوب سيناء وعلي ارتفاع 1600متر فوق سطح البحر تقع مدينة سانت كاترين، التي تبعد 300كم من قناة السويس، وهي أكثر مناطق سيناء خصوصية وتميزا وهي أيضا أعلي الأماكن المأهولة بسيناء، تبلغ مساحتها 5130كم مربع، تحيط بها سلسلة جبال منها جبل كاترين وموسي وجبل ألصفصافه، ميزتها تلك الطبيعة الجبلية، بمناخاً متميزا معتدل في الصيف شديد البرودة في الشتاء، ويزداد جمالها عندما تغطي الثلوج قمم جبالها.

تعتبر المنطقة أكبر محمية طبيعية في مصر، وترجع أهميتها الطبيعية والتاريخية والدينية، لتنوع معالمها السياحية، فهناك جبل موسى، وجبل كاترين، وتشتهر المدينة أيضا بالسياحة الدينية مثل دير سانت كاترين ومقام النبي هارون ودير القديسة كاترين الأرثوذكسي عند جبل حوريت المذكور في العهد القديم،حيث حصل موسي على لوح الوصايا وهو الموقع الذي يقدسه المسلمون أيضاً ويدعونه جبل موسي، وتلك المنطقة مقدسة للديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام، تأسس الدير في القرن السادس وهو الدير المسيحي الأقدام الذي حافظ على وظيفته الأساسية، يزور الدير أفواج سياحية من جميع بقاع الأرض وفي عام 2002قررت لجنه اليونسكو إدراج المنطقة ضمن قائمة التراث العالمي.

والآن عزيزي القارئ ندعوك لمشاهدة دير سانت كاترين من

الداخل حيث يحيط الدير سور عظيم يحتضن عدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل أحياناً إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز معوجة، وبناء الدير يشبه حصون القرون الوسطى، وسوره مشيد بأحجار الجرانيت وبه أبراج في الأركان، ويبلغ ارتفاع أسواره بين 12 و15 متر، ويعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادي حين أمرت ببنائه الإمبراطورة هيلانه والدة الإمبراطور قسطنطين سنة 432م ثم أكمل في عهد الإمبراطور جوستينيان سنة 545م ليكون معقلاً لرهبان سيناء، وسمي في العصور التالية باسم دير القديسة كاترين.

من أهم مباني الدير الكنيسة الكبرى التي ترجع إلى عهد الإمبراطور جيستيان في القرن السادس الميلادي والتي صممت على شكل البازيليكا الرومانية الذي كان شائعاً وقت بنائها عام 527م، وتقع في الجزء الشمالي من الدير وتسمى أحياناً الكنيسة الكبرى أو الكاتدرائية، وقد عرفت باسم كنيسة التجلي وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة وهي 12 عمود تمثل شهور السنة وعلى كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين وفي صدر الكنيسة حنية مستديرة حلي سقفها وجوانبها بالفسيفساء وتحتها يوجد التابوت الذي وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة، أما أقدس مكان في الكنيسة فهو هيكل الشجرة الذي يعتقد أن موسى وقف فيه عندما تجلى الله له وخاطبه.

وتتمثل باقي أبنية الدير في الكنيسة الصغيرة التي شيدت فوق جبل موسى، كنيسة الموتى وهي حجرة لحفظ جماجم الموتى، كنيسة العليقة خلف كنيسة الدير الرئيسية، وبجوار العليقة المقدسة مقام النبي هارون، مسجد الحاكم بأمر الله وهو مسجد صغير أمام الكنيسة الرئيسية بني من اللبن والحجر الجرانيتي في عهد الفاطميين تنفيذاً لرغبة الوزير أبو النصر أنوشطاقين في عام 500هـ/1106م، وهناك مخطوط في الدير ينص على أن الجامع بني في عهد الحاكم بأمر الله، المسجد القديم ويقع بجوار الكنيسة الكبرى، المكتبة الغنية بالمخطوطات وتقع في الطبقة الثالثة من بناء قديم جنوب الكنيسة الكبرى، وتضم مخطوطات نادرة وعدداً من الوثائق والفرمانات التي أعطاها الخلفاء والحكام للدير.

وتتنوع سياحة السفاري بمنطقة سانت كاترين، فبعضها يتجه إلى السلاسل الجبلية التي من أشهرها جبال سانت كاترين ذات الممرات المستوية و التي تشتهر بألوان صخورها الزاهية والمتعددة وتكوينها المثير الذي يجذب السائحين،للاستجمام والبعد عن الضوضاء وصخب الحياة والبعض الآخر يتجه للصحارى.

وكانت كاترين على مر العصور مشقي للملوك والرؤساء،فقد تم اختيارها لتكون مكان لعلاج الملك عباس وكان الرئيس الراحل أنور السادات يأتي إليها كل فترة للاستجمام وذلك لنقاء جوها وهدوئها والسائحين من مختلف الجنسيات يفضلون الحضور إليها والصعود علي قمة جبلها لرؤية الشروق وتعتبر تلك اللحظة بمثابة لوحة فنية تريح الجسد والعين هذا بالإضافة إلى رحلة صعود جبل موسى ووديان التلعة والأربعين ووادي جبال وجبل عباس علاوة على الإقامة في المخيمات البيئية البسيطة بتكلفة تناسب كل المصريين .