جريدة الديار
الخميس 19 يونيو 2025 07:55 صـ 23 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”زي النهاردة” ..شاه إيران محمد رضا بهلوي يصل مع عائلته إلى مصر بعد خروجه من إيران

في مثل هذا اليوم 16 يناير 1979 شاه إيران محمد رضا بهلوي يصل مع عائلته إلى مصر بعد خروجه من إيران

كان الشاه محمد رضا بهلوي، آخر "شاه" للمملكة الإيرانية ، قبل أنّ تتحول إلى جمهورية بعد الثورة الإسلامية التى قامت ضده عام 1979 ، فحين اشتدت الاضطرابات السياسية في إيران ، ونشبت مظاهرات عارمة و اضطرابات شعبية هائلة في العاصمة طهران ضد الاضطهاد والظلم وإثر سياسة منع الحجاب وتغيير التعليم ، فقرر شاه ايران الرحيل تجنباً لإراقة الدماء ، فيما كان يعاني مرضاً خطيراً استوطن في جسده بعد ذلك

حاول الشاه الذهاب الى أوروبا ولكنها رفضت إستقبال طائرته و توالى رفض باقي السفارات . إلى أن نزل الشاه بطائرته فى أسوان فى 16 يناير 1979 واستضافه الرئيس أنور السادات الذى كان على علاقة جيده مع الشاه منذ نهاية الستينات وفى مصر ، وحرص السادات على أن يقدم لضيفه مراسم استقبال تليق برؤساء الدول .

أستضاف السادات الشاه وزوجته فى فندق أوبروي المبنى على جزيرة وسط النيل بالقاهرة وفي نفس الوقت سعى الشاه للجوء إلى المغرب بدعوة من الملك الحسن الثاني ولكن اضطر الشاه أن يغادر المغرب ذاهبا الى جزر البهاما ، ثم بعد ذلك الى المكسيك ، ولم تقبل أي دولة وجود الشاه الإيراني .

ولفترة من الزمن اتخذ الشاه بنما مستقراً له حتى ساءت حالته الصحية وتحتم عليه الحصول على علاج . فسمح الرئيس الامريكي جيمي كارتر للشاه المخلوع بالقدوم إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج .

وما ان استقرت الحالة الصحية للشاه ، سارعت الحكومة الامريكية بطلب إلى الشاه لمغادرة الولايات المتحدة لتنامي الضغوط على الولايات المتحدة من إيران التي تطالب برأس الشاه ، وضاقت الأرض على الشاه بما رحبت الا من الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي استضاف الشاه في مصر و منحه ملاذا بها وخصص له قصر القبة لكي يقيم فيه عام 1980 ، وتغاضى الرئيس السادات عن المظاهرات الشعبية الغاضبة التي قامت في مصر ضد قراره بإيواء الشاه .

وقد أكد الرئيس الراحل محمد أنور السادات في إحدى خطبه الشهيرة عن مدى امتنانه للشاه محمد رضا، حيث قال إنه قبل حرب أكتوبر لم يكن في مصر فائض من البترول يكفيه 15 يوما فقط ، وحين طلب من الزعماء العرب لم يرفضوا ، ولكن لم يبالوا بخطورة الموقف ، إذ طلبوا منه أن يرسل وزير النفط المصري ، وبعدها بشهور يرسلون البترول ، فرد قائلًا : " هم مش على بالهم ومرتاحين" ، لكن شاه إيران لم ينتظر حينما طلب السادات منه مساعدته ، فأرسل سفن البترول التي كانت تتجه إلى أوروبا لترسو في ميناء الإسكندرية وتزود مصر بالنفط الإيراني ، كما شدد على دوره الكبير في دعم مصر بالبترول اللازم للدولة والجيش في فترة الحرب ضد العدو الإسرائيلي ، كما أشار السادات إلى أنه طلب من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي إمداده بالبترول استعدادًا لحرب أكتوبر إلا أن الرئيس القذافي رفض ذلك الطلب !!

جدير بالذكر انه حينما أُعلن قيام الثورة الإسلامية في إيران ، كان الرئيس السادات من أشد المهتمين بدعم عرش الشاه والحفاظ على حكمه، لدرجة أنه قطع محادثاته في كامب ديفيد ذات يوم ليتصل به ويعلن مساندته له ، وأُرغم الشاه على مغادرة إيران للمرة الثانية ، ولكن هذه المرة بغير رجعة، ليتسلَّم الخميني الحكم بعد عودته من منفاه في فرنسا 1979 .

ويرحل محمد رضا بهلوي عن عالمنا في 27 يوليو 1980 ، و يقيم له الرئيس السادات جنازة عسكرية مهيبة من قصر عابدين ويعزف السلام الإمبراطورى الإيرانى ، و قد حمل النعش ملفوف بعلم إيران فوق عربة مدفع يجرها ثمانية من الخيول العربية وشارك فيها ولى عهده رضا بهلوى الثانى والرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون وملك اليونان السابق قسطنطين الثانى وسفراء عدة دول ودفن فى مسجد الرفاعى بنفس الغرفة التى كان مدفوناً بها والده رضا بهلوى عام 1944 .

وفي كل عام تحرص زوجة الشاه الراحل إمبراطورة إيران السابقة "الشهبانو" فرح ديبا ، بزيارة قبره كل عام بمسجد الرفاعي بصحبة السيدة جيهان السادات .