جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 01:10 مـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مدارس صعيد مصر بين الواقع والمأمول

مشكلة كثافة الفصول الدراسية متكررة، وتطل برأسها كل عام، وتشرئب أعناقنا جميعا للبحث عن حل لها، ولا يكاد يمر موسم دراسى من دون تصريحات وزارية بضرورة القضاء عليها، والتوسع فى بناء المدارس، ولكن دائما ما يتحدث المسئولون عن عائق التكلفة، وعدم توافر أماكن للبناء

وما بين مدارس الأقاليم والقاهرة، نجد التراوح والتباين فى أعداد الطلاب فى الفصول بالمراحل الثلاث الأولى للتعليم، وإن كانت الأحوال فى بعض المدارس لا ترقى لمستوى لائق لتحصيل العلم باستثناءات قليلة. وتبقى الكثافة والدروس الخصوصية وجهين للعملية التعليمية فى مصر حاليا, فقد وصلت الكثافة فى بعض المدارس الحكومية إلى 90 تلميذا فى الفصل الواحد . أما فى المدارس الابتدائية، فإن كثافتها لا تقل عن60 تلميذا

هل يمكن لطالب الجلوس نحو سبع ساعات، أو يزيد، وسط مائة شخص آخر على الأقل فى فصل دراسى يفتقد أبسط وسائل الراحة؟ كيف يمكن للمعلم أن يشرح درسا لـهذا العدد الهائل فى مكان، لو أن كل واحد منهم أخذ شهيقا من الهواء، لاختنق الباقى فيه؟ كيف يمكن للمدرس أن يوصل المعلومة وسط هذا الطوفان البشرى؟ هل يجد سبيلا لمقاومة السأم أو الملل؟

وإذا كان هذا حال المدرس، فكيف بحال طفل صغير لا يتعدى عمره عشر سنوات يعيش يوميا هذه المأساة فى المدارس الحكومية التى تخطى عدد طلاب الفصل الواحد فى بعضها حاجز المائة, وكادت الأحواش والملاعب تختفى نظرا لبناء الفصول بها حتى تستوعب الأعداد الجديدة كل عام؟ جراء ذلك، حصلت مصر العام الماضى على «صفر» فى مؤشر جودة التعليم فيما يتعلق بكثافة الفصول الدراسية.