جريدة الديار
الإثنين 23 يونيو 2025 06:58 صـ 27 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الديار داخل ورش صناعة السفن و مراكب الصيد بالإسكندرية .. وأصحاب الورش : «المهنه اندثرت و السبب وقف تراخيص السفن السياحية»

تتميز محافظة الإسكندرية بعدد من الصناعات و المهن التي تشتهر بها التي تعود إلي القرن الماضي وبالأخص أن محافظة الاسكندرية من المدن الساحلية التي يوجد بها صيد السمك فكانت صناعة السفن و المراكب الصيد و اليخوت السياحية هي الأشهر في الاسكندرية و التي ترجع إلي زمن الملك فؤاد علي مدار ما يقرب من 100 عام و عند مرورك بمنطقة الأنفوشي التابع لحى الجمرك، وهو أحد أقدم الأحياء بالإسكندرية، وبالقرب من قلعة قايتباى بوسط المحافظة تجد امامك مجمع ورش صناعة السفن الذي أنشأه محمد على باشا، ليصبح ترسانة بحرية لمواجهة تحديات ومخاطر الحروب وهى عبارة عن مجموعة ورش متجاورة، وبها أمهر النجارين والحرفيين 

وقد شهدت صناعة السفن أزمات عديدة منها صدور قرار عام 2004 بوقف تراخيص السفن السياحية، ثم أزمة «فيروس كورونا»، والذى أدى إلى كساد حركة السياحة فى كل دول العالم، خاصة وأن السفن التى يتم تصنيعها بتلك الورش معظمها سفن سياحية، وتعمل فى مجال السياحة خاصة بالإسكندرية ولكن مازالت المهنة تصارع الإندثار، ومازال صناع السفن المهرة تعمل على بناء سفن جديدة لإحلال وتجديد السفن و صيانة القديم منها.

وقد أجرى موقع «الديار» جولة داخل إحدى الورش الصناعية المنتشرة بتلك المنطقة، لكشف أسرار تلك الصناعة والحرفة القديمة التى مازالت تقاوم الأزمات والزمن وتصارع للإستمرار والبقاء.

يقول الريس «ثوري محمد مسعود» صاحب ورشة لتصنيع السفن «للديار» إنه يعمل في مهنة صناعة السفن منذ 38 عاما ورث تلك الحرفة أبا عن جد فكل عائلته تعمل فى تلك المهنة منذ عقود من الزمن، و نتعتبر الجيل الرابع في هذه المهنه ولد ونشأت فى تلك المنطقة تعلمت "سر الصنعة" من والدي و جودي لكي أصبحت نجار محترف فى صناعة السفينة منذ بداية تصنيعها من ألواح خشبية وحتى تصل إلى المرحلة النهائية وتكون مستعدة لأولى رحلات الإبحار قائلا : صناعة السفن هي «رزقنا و اكل عيشنا» لافتا أن صناعة السفن هي من أقدم الصناعات في الاسكندرية منذ الملك فؤاد واكثر المهن التي مر عليها وقت كبير ما يقرب من 100 عام 

وأضاف «مسعود» لـ «الديار» أن صناعة السفن تمر بعدد من المراحل حتي تصل إلي الشكل النهائي فى البداية يتم تصنيع "الايرينة" وهو هيكل مبدئى ثم "البدن" أى هيكل السفينة، ثم المقدمة ثم "البطيخة" أى "منتصف السفينة"، وتوزع المسافات بالنسب الهندسية المعروفة لبناء السفينة، وبعدها يتم وضع عود المنتصف لضبط تلك المسافات، وبعدها يتم وضع "ألواح خشبية" بطول السفينة وضبط أربطة لتثبيت الألواح الخشبية بعضها ببعض، كما يتم تأسيس السفينة من الداخل إستعدادا لوضع "الكمرات" وهى الألواح الخشبية الرئيسية لتجميع هيكل السفينة، وأخيرا يتم تقسيم السفينة إلى حجرات بعد صناعة "البدن" تأتى مرحلة "الآلفات" أى سد الثغرات بين الألواح الخشبية لمنع تسرب المياه، ثم يأتى الحداد و"الاستورجى" لدهانات الخشب، وأخيرا تركيب الماتور ومولد الكهرباء داخل السفينة مضيفا ، أن السفن السياحية يستخدم فيها جميع أنواع الخشب، ولكن مراكب الصيد يفضل استخدام أخشاب من أشجار التوت أو الكافور أو السنط، لقدرتها الكبيرة على تحمل مياه البحر والأمواج، أما السفن فأفضل نوع خشب لها هو خشب "التك"، وتصل الذي يتم وضعها فى الأرضيات وأسطح السفن السياحية، أما "البدن" جسم السفينة يمكن تصنيعه باستخدام خشب "الآرو" و" الموجنو " و" السويد".

وأشار «مسعود» أن الوقت التي يتم استغراقه في صناعة السفن تأتي علي حسب الحجم لافتا أن كل مركب له وقت التي يستغرق في بنائه مضيفا أن المراكب الصغيرة تستغرق شهر و المراكب المتوسطة تستغرق في بنائها شهرين ام السفن الكبيرة أو اليخوت فتستغرق 6 شهور او كثر و احيانا تصل إلي سنة .

وعن اندثار صناعة السفن قال «مسعود» «للديار» ان صناعة تواجه تحديات كبيرة مما ادي الانقراض وذلك نتيجة وقف إصدار تراخيص السفن والمراكب صيد لافتا أن ورش صناعة السفن كانت تشتعل بالحركة في صناعة اليخوت التي كان يأخذها أصحاب الفنادق بشرم الشيخ و الغردقة أما الآن فلا يوجد بها سوى عدد قليل من أصحاب المهنة، بعد أن هجرها الصنايعية وتوجهوا إلى مهن أخرى لكسب لقمة العيش، وتركوا مهنتهم التى ورثوها عن أجدادهم مضيفا أننا الآن نعمل في صناعة المراكب المستبدلة و تغير المراكب القديمة وإعادة صناعتها و مراكب النزهة .

قال «سعيد شعبان محمد» أحد الصناعية دخال ورشة صناع السفن «للديار» إنه ورث المهنة صناعة السفن علي يد الصناعية الذي سابقونا ، ولم يتعلم غيرها وهى مصدر رزقه الوحيد مضيفا أن صناعة المراكب تمر مراحل لتكون جاهزة للإبحار يتم تصنيع "الايرينة" وهو هيكل مبدئى ثم "البدن" أى هيكل السفينة، ثم المقدمة ثم "البطيخة" أى "منتصف السفينة"، وتوزع المسافات بالنسب الهندسية المعروفة لبناء السفينة، وبعدها يتم وضع عود المنتصف لضبط تلك المسافات، وبعدها يتم وضع "ألواح خشبية" بطول السفينة وضبط أربطة لتثبيت الألواح الخشبية بعضها ببعض، كما يتم تأسيس السفينة من الداخل إستعدادا لوضع "الكمرات" وهى الألواح الخشبية الرئيسية لتجميع هيكل السفينة، وأخيرا يتم تقسيم السفينة إلى حجرات بعد صناعة "البدن" تأتى مرحلة "الآلفات" أى سد الثغرات بين الألواح الخشبية لمنع تسرب المياه، ثم يأتى الحداد و"الاستورجى" لدهانات الخشب، وأخيرا تركيب الماتور ومولد الكهرباء داخل السفينة لافتا نستخدم في صناعة المراكب أخشاب من أشجار التوت أو الكافور أو السنط، لقدرتها الكبيرة على تحمل مياه البحر والأمواج انا في صناعة السفن خشب فأفضل نوع خشب لها هو خشب "التك"، الذي يتم وضعها فى الأرضيات وأسطح السفن السياحية، أما "البدن" جسم السفينة يمكن تصنيعه باستخدام خشب "الآرو" و" الموجنو " و" السويد".

واضاف «شعبان» أن الصناعة تتعرض للانهيار، منذ زمان طويل، مؤكدًا أن المهنة تواجه الانقراض، وأن معظم أصحاب الورش اضطروا لإغلاقها وتسريح العمال لعجزهم عن دفع اليوميات، لافتا إلى أن هناك أصحاب ورش قرروا تحويلها لصناعة مراكب الزينة، موضحا أن المشكلة ارتفاع اسعار الالات و وقف تراخيص السفن السياحية فلا يوجد سوى ترخيص النزهة فقط وأن جميع الورش تعمل فى الصيانة فقط، أو إنشاء مركب جديد بنفس رخصة المركب القديم بعد تهالكه، ويصنع بنفس المواصفات القديمة من حيث الشكل والطول والارتفاع مشيرًا إلى أن معظم أصحاب الورش والصنايعية هجروا المهنة واتجهوا إلى مهن أخرى قائلا : «بسبب توقف الصناعة لفترة اتجات للعمل في اعمال أخري كسائق علي توكتوك و اعمال أخري» لافتا أنه راجع الي مهنته صناعة السفن خلال الأيام الماضية مع بداية بداية العمل مرة أخري قائلا : «لو شغل السفن وقف تاني هشتغل اي شغل تاني أنا صانعي و بشتغل في اي حاجه عشان اكل العيش وسد احتياجات بيتي»

ويقول «سامح السويسي» أحد الصناعي للدهان مراكب الصيد داخل ورش صناعة السفن «للديار» : انا اعمل في دهان المراكب الصيد منذ 16 عام و اعمل في كل الدهان و النقاشة ولكن دهان المراكب و السفن لها دهان خاص بها لتحمل مياه البحر والأمواج لافتا أن دهان المراكب به سوبر لوكس و 2 سوبر و 3 سوبر و اختلاف الدهانات يأتي في البضاعة و الآلات المستخدمة لافتا أن شغل الحوائط يستخدم فيه شكاير «السفيتو و الايبوتي» الجاهزة أما بخصوص المراكب تمر عدد من المراحل في الدهان المعجنة ثم الصنفره و التلقيط و التبطين ثم التفنيش مضيفا أن استغراق المركب حسب الحجم و قد تستغرق من يوم الي يومين و في مراكب تستغرق من شهر الي شهر ونصف 

وأشار «السويسي» أن مهنة صناعة السفن قابلة الي الانقراض و السبب وقف تراخيص المراكب السياحية وهذا ما أثر علي كل المهن داخل ورش صناعة السفن لافتا أن الورشة داخلها مهن كثير منها الحداد و النجار و الكهربائي و الاستورجي و الدهانات قائلا : «صناعة السفن و المراكب فتحه بيوت كتير و ده اكل عيشنا و رزقنا و قوت عيالنا»