جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 04:40 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أبرزها المليون ونصف فدان.. مبادرات رئاسية للنهوض بالزراعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تهدف لزيادة مساحة الرقعة الزراعية في مصر بنسبة 20%، وتعتمد بنسبة 88% على المياه الجوفية و12% على الري بالمياه السطحية، هي المبادرة الرئاسية لمشروع استصلاح 1.5 مليون فدان، والتي تعمل على رفع إنتاجية الفدان، وخفض تكلفة الزراعة، خاصة في مناطق الوادي الجديد ومطروح والمنيا والنوبارية، حيث تم توفير معامل لتحليل التربة والإنتاج الزراعي لاختيار أفضل المخصبات الحيوية ومنشطات النمو النباتية والمغذيات الورقية.

تحقيق الاكتفاء الزراعي والأمن الغذائي بعد تآكل المساحات الزراعية بسبب البناء العشوائي والهجرة الداخلية، كانت أبرز الأسباب التي جعلت القيادة السياسية تحرص على تدشين تلك المبادرة والاهتمام بها وتذليل العقبات كافة في طريق تحقيقها، خاصة أنها تتسق مع رؤية التنمية الشاملة للدولة "مصر 2030"، الهادفة للنهوض بالقطاعات الزراعية والصناعية والاستثمارية المختلة.

زراعة الأرز الجاف بمنطقة الفرافرة

في البداية، قال الدكتور محمد جاد أستاذ المياه الجوفية وعضو اللجنة القائمة على المشروع: تم استخدام النهج العلمي واستزراع محصول الأرز الجاف بمنطقة الفرافرة، وهو يحتاج إلى 50% من الاحتياجات المائية للأرز التقليدي بما يوفر كميات من المياه، وذلك من خلال تحسين الجينات الخاصة به.

وبحسب الدكتور ياسر عبدالحكيم المستشار العلمي للمشروعات القومية الزراعية: فإن تلك النهضة الزراعية يوازيها مشروع آخر، وهو مشروع "مستقبل مصر" والذي يهدف لزراعة 500 ألف فدان أول محور الضبعة، حيث تم زراعة 250 ألف فدان حتى الآن، وقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بزراعة 2.2 مليون فدان لمنطقة الدلتا الجديدة ممتدة في الظهير الصحراوي لمحافظات الجيزة والمنوفية والبحيرة والإسكندرية ومطروح بدءا من محور روض الفرج – الضبعة حتى العلمين.

وقال عبدالحكيم: سيكون الري من خلال الآبار، ومحطة معالجة ثلاثية للصرف الزراعي بمدينة الحمام بقدرة 7 ملايين متر مكعب يوميا، باستخدام تقنية الرش المحوري لعدة محاصيل بعضها موجه للتصدير مثل: بنجر السكر، والبطاطس، فضلاً عن القمح، والشعير، والذرة والخضراوات.

توفير الخدمات والبنية التحتية

وقال نعيم مصيلحي مستشار وزير الزراعة: إن وزارات الزراعة والمالية والري وهيئة الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة تساهم في مشروع المليون ونصف المليون فدان، تحت إشراف شركة الريف المصري موزعة على 9 مناطق صحراوية معتمدة على المياه الجوفية، وخصصت تلك الأراضي للشباب وصغار المزارعين لخلق فرص عمل ومجتمعات عمرانية جديدة جاذبة للسكان.

وتحدث مصيلحي عن أهمية التركيز على التركيب المحصولي لنوع التربة وخصائصها بما يتلاءم مع مصادر المياه وجودتها، حيث تحدد للمزارعين نوع المحاصيل المناسبة، وتذلل مشاكل النقل والتسويق من خلال التعاقدات مع وزارتي الزراعة والتموين، وقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنشاء المرافق ورصف الطرق وتوفير الخدمات والبنية التحتية لتخفيف صعوبة الحياة في الصحراء قبل تسليم الأراضي للمزارعين.

توعية المزارعين وتوزيع المناطق

 وبدوره، أشاد الدكتور أحمد البدري الخبير الزراعي، بدور المبادرة وأهميتها والخطوات التي تم تحديدها للمضي قدما في تنفيذها، مشيرا إلى أن مبادرة زراعة المليون ونصف المليون فدان الواقعة في منطقة المغرة بمساحة 380 ألف فدان و350 ألف فدان بالفرافرة و300 ألف فدان في منطقة غرب غرب المنيا، 250 ألف فدان بجانب 90 ألف فدان جنوب منخفض القطارة و250 ألف فدان في كوم أمبو و150 ألف فدان في توشكي، ويتم توزيع الأراضي بعد مد الطرق وحفر الآبار بنظام التمليك.

وبحسب البدري، يصل سعر الفدان إلى 47 ألف جنيه بالتقسيط على 10 سنوات فيما عدا المغرة فسعر الفدان 22 ألف جنيه، وقد وجد أن المياه في منطقة المغرة عالية الملوحة لذلك تتضافر جهود أكاديمية البحث العلمي مع مركز بحوث الصحراء من خلال بروتوكول تعاون لوضع حلول لتلك المشكلة، مع التركيز على توعية المزارعين بزراعة محاصيل تتحمل ملوحة المياه مثل الزيتون والنخيل والجوجوبا، وبالنسبة لأراضي الفرافرة فالمشروع نجح وكذلك منطقة غرب غرب المنيا إلا أن سرعة تيارات الهواء العالية فيها جعلت المزارعين يقومون بزراعة أشجار تحيط بالزراعات كمصدات للرياح.

زيادة المساحات الخضراء

ومن ناحيته، أبرز محمد عبد العزيز المستشار الاقتصادي، توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيادة المساحات الخضراء في ربوع مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن ذلك يعتمد على عدة خطوات مدروسة، بـ زراعة المليون ونصف المليون فدان، والتخطيط لإقامة الدلتا الجديدة، والاهتمام بزيادة المساحات الخضراء بالمدن الجديدة والتي وصلت إلى 22 ألف فدان، وداخل العاصمة الإدارية وصلت إلى 17 ألف فدان.

وتابع: إن المبادرة تساعد في خلق هواء نقي وصحي ملئ بالأكسجين وبالتالي يتحقق نقاء البيئة، وتكون أحد أساليب التكيف مع التغيرات المناخية، إلى جانب العديد من مشاريع الاقتصاد الأخضر، والتي تأتي متوافقة مع رؤية التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن الاقتصاد الأخضر أصبح من أهم المحفزات الاقتصادية الجاذبة للاستثمارات الخارجية في العالم بأثره.

نقلا عن العدد الورقي....