جريدة الديار
الجمعة 3 مايو 2024 07:52 مـ 24 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الإمارات تقلب موازين القوى العسكرية في المنطقة.. إليك التفاصيل

الرافال
الرافال

وقعت الإمارات العربية المتحدة الجمعة اتفاقا بقيمة إجمالية قدرها 16 مليار يورو لشراء 80 طائرة رافال من الجيل الجديد، ما يجعل منها أكبر زبون في الخارج لشركة داسو للطيران الفرنسية، متقدمة على قطر والهند ومصر.

صفقة الرافال الإمارتية تبدل ميزان القوى في الخليج، وتعد رسالة في مواجهة خفض الولايات المتحدة انخراطها في المنطقة.

وباختيارها طائرات رافال، تؤكد أبو ظبي أيضا شراكتها الاستراتيجية القديمة العهد مع فرنسا التي تملك ثلاث قواعد عسكرية في البلاد.

وبات جليا أن دول الخليج، وخصوصا السعودية والإمارات، تدرك أنه لم يعد بالإمكان الاعتماد على الأميركيين بالأخص مع جو بايدن إلى البيت الأبيض في يناير.

الانخراط العسكري

أصبحت واشنطن أول دولة منتجة للمحروقات في العالم بفضل احتياطها من الغاز الصخري، خفضت إلى حد كبير اعتمادها على الخليج كمصدر للطاقة، وانعكس ذلك على انخراطها العسكري في المنطقة.

رغم أن دول الخليج تملك الكثير من العتاد العسكري، إلا أنها تشعر أنها في موقع ضعف، فتقضي وقتها تشتري ضمانات من شركاء يمكنهم طمأنتها وطمأنة الذين يستثمرون فيها أيضا.

وتهدف الصفقة إلى استبدال 60 طائرة من طراز “ميراج 2000-9” حصلت عليها الإمارات في عام 1998.

معهد البحث الاستراتيجي

وقد أشار فرنسوا هايسبور المستشار الخاص لدى معهد البحث الاستراتيجي في باريس أن الإمارات تريد أن تكون الأفضل تجهيزا في المنطقة، مع طائرة إف-35 من الجانب الأميركي، واختيار رافال من الجانب الأوروبي.

وطبعت الإمارات علاقاتها مع إسرائيل في سبتمبر 2020، حصلت أبو ظبي على اتفاق مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لشراء 50 طائرة إف-35 لاستبدال أسطولها من طائرات إف-16 الأميركية.

غير أن المفاوضات مع واشنطن حول هذا العقد الضخم بقيمة 23 مليار دولار الذي يشمل أيضا طائرات مسيّرة من طراز ريبر، لم تفض إلى عقد بعد، ما يثير استياء أبو ظبي.

التقارب مع إسرائيل

وتبدو الإمارات مصممه على إثبات موقعها بمواجهة السعودية وكذلك قطر، خصمهما الكبير في شبه الجزيرة العربية الذي سيستضيف كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

وان ثمة إرادة إماراتية في التحرر من الوصاية السعودية، وإثبات أنها لاعب أكثر استقلالية مما كانت من قبل، وأن لها مصالحها الخاصة.

وقد امتنعت الرياض عن التقارب مع إسرائيل إزاء معارضة الرأي العام لذلك، أقدمت الإمارات على تطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية ما فتح الطريق لتعاون عسكري هام.

كما تدعو أبو ظبي إلى اعتماد سياسة تقوم على خفض التوتر في المنطقة، بما في ذلك حيال إيران.

نموذج المواجهة المفتوحة

وكان أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد قال علينا أن نغير نموذج المواجهة المفتوحة الذي كان سائدا في العقود الماضية، مقرا بأن الولايات المتحدة لن تحافظ على الالتزام ذاته في المنطقة إلى ما لا نهاية.

وشاركت الإمارات من خلال طيرانها في التحالف الدولي الذي حارب تنظيم داعش إلى جانب الغربيين في ليبيا عام 2011، وهي تقدم منذ ذلك الحين دعما عسكريا للرجل القوي في الشرق الليبي المشير خليفة حفتر.

يأتي ذلك في وقت تتزايد نقاط التوتر بين أبو ظبي وواشنطن، حول صفقة طائرات إف-35 إنما كذلك تقارب الإمارات مع الصين، الخصم الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة.