جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 11:00 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الوقود النووي .. بوتين يمتلك نقطة ضعف أوروبا و أمريكا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

في إطار الصراع الدائر بين قوى العالم، و خصوصاً بين موسكو من جانب والدول الأوروبية و أمريكا من جانب آخر، على أثر الحرب الروسية الأوكرانية الجارية منذ أكثر من سبعة أشهر.

رصدت تقارير صحافية، أن هناك ورقة الضغط جديدة، يملكها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الصراع الدائر حالياً، وتتمثل هذه الورقة في وقف توريد اليورانيوم الروسي المخصب، والتي قد تؤدي إلى وقف عدد كبير من المفاعلات النووية التي تولد الكهرباء في الغرب.

وذلك بسبب أن روسيا تعد أكبر مورد في في العالم لليورانيوم المخصب، الذي يستخدم في تشغيل المفاعلات النووية، حيث يمثل اليورانيوم الروسي المخصب أكثر من خُمسي احتياجات العالم.

ووفقاً للبيانات الرسمية فإن شركة روس آتوم الحكومية الروسية، تمتلك أيضاً أسهماً في مناجم اليورانيوم في كندا والولايات المتحدة الأمريكية وقبل كل شيء كازاخستان، مما يجعل الشركة ثاني أكبر منتج لليورانيوم على مستوى العالم.

وبحسب تقرير صادر عن كل من منظمة أصدقاء الأرض في ألمانيا (BUND)، ومؤسسة المستقبل الخالي من الأسلحة النووية، ومؤسسة روزا لوكسمبورج، ومنظمة السلام الأخضر، ومؤسسة أوسستراهلت، فإنه في عام 2020، تلقت دول الاتحاد الأوروبي 20.2% من احتياجاتها من اليورانيوم من روسيا، كما تلقت 19.1% من كازاخستان وهي دولة حليفة لروسيا.

وبحسب تصريحات سابقة لـ بولين بوير الناشطة في مجال الطاقة في منظمة السلام الأخضر الفرنسية، فإن الرحلات المتكررة للسفينة ميخائيل دودين بين روسيا وفرنسا تُظهر “مدى ارتهان الصناعة النووية الفرنسية لروسيا”، وذلك وفقاً لما قالت.

والجدير بالذكر أن السفينة ميخائيل دودين وصلت إلى روسيا أكثر من 3 مرات خلال ما يزيد قليلاً عن شهر، حيث ترفع علم بنما ورست في دونكيرك لنقل اليورانيوم من أو إلى روسيا.

فيما أفاد وزارة الخارجية الفرنسية لوكالة أسوشيتد برس، خلال تصريحات لها إن الطاقة النووية المدنية لم تخضع للعقوبات، لأن دول الاتحاد الأوروبي ترى، أن قيمة التجارة في الوقود النووي المُصدَّر من روسيا صغيرة مقارنة بصادرات الغاز والنفط”، وبالتالي فإن فرض عقوبات في هذا المجال لن يكون له تأثير كبير على موسكو.

أما فيما يخص الولايات المتحدة الأمريكية، فإن موسكو تمد المفاعلات النووية الأمريكية بربع الوقود المستخدم لتوليد الكهرباء، بحسب إحصاءات رسمية.

فقد سبق و ذكرت وكالة بلومبيرج خلال تقرير لها، أن روسيا استحوذت على 16.5% من اليورانيوم المستورد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2020 ، و23% من اليورانيوم المخصب اللازم لتشغيل المفاعلات النووية التجارية الأمريكية.

هذا وقد ذكرت وسائل إعلام تركية خلال تقارير لها، فإن العلماء الأمريكيون يشعرون بالقلق من أن روسيا قد تعرقل تشغيل المفاعلات النووية في الولايات المتحدة من خلال وقف إمدادات اليورانيوم، وإذا تحققت هذه المخاوف، فستواجه الولايات المتحدة أزمة كهرباء كبيرة.

ومن جانبها فقد سبق و صرحت وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر جرانهولم، أن اعتماد الولايات المتحدة على الواردات الروسية بأنه “نقطة ضعف” للأمن القومي والاقتصادي.

كما أشارت إلى أن قدرة التخصيب الأمريكية قد تضاءلت جزئياً، وذلك بسبب المنافسة الخارجية من المصادر المدعومة من حكومات عدد من الدول.

وبسبب ذلك الأمر طالب ممثلي شركات الطاقة النووية الأمريكية، من الرئيس الأمريكي جو بايدن عدم حظر واردات اليورانيوم الروسي، وذلك لتجنب ارتفاع أسعار الكهرباء.

لذا ففي 8 يونيو 2022، أفادت وكالة بلومبيرج عن خطط وزارة الطاقة الأمريكية والمشرعين بتخصيص 4.3 مليار دولار ، وذلك من أجل بناء منشآت خاصة لتخصيب اليورانيوم، في ظل وجود منشاة واحدة بأمريكا فقط وهي ليست ملكاً للأمريكيين، ولكن تنتمي إلى الكونسورتيوم الأوروبي URENCO.