جريدة الديار
الأحد 5 مايو 2024 03:28 مـ 26 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

قصة مشاركة طيران كوريا الشمالية في حرب أكتوبر 1973

رغم مرور 49 عامًا على نصر أكتوبر 1973، لا تزال الحرب حافلة بالوقائع والأحداث التي تسلط الضوء على تاريخ الحرب ووقائعها، ومن هذه الوقائع مشاركة سرب طيران من دولة كوريا الشمالية في حرب أكتوبر ، فلماذا إذن شارك وفد من الدولة الشيوعية في الحرب؟

كانت التجريدة التي أرسلتها كوريا الشمالية إلى مصر في حرب أكتوبر من أصغر التجريدات التي أرسلتها دولة صديقة إلى أخرى في تاريخ الحروب، حسبما يروي الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته.

وكانت مصر في عام 1972 قد طردت الخبراء السوفيتت بقرار من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكان من بين هذه الوحدات 100 طيار سوفيتي يشغلون 75 طائرة ميج 21 وتسبب ذلك في نقص في أعداد الطيارين المصريين.

وحسب مذكرات الشاذلي، زار نائب رئيس جمهورية كوريا الشمالية مصر في بداية مارس 1973 ورافقه بالزيارة وزير الدفاع الكوري والذي أبدى رغبته في زيارة جبهة قناة السويس، حيث رافقه رئيس الأركان الشاذلي ودار حديث بينهما حول نقص الطيارين المصريين وعرض الشاذلي على الوزير "فكرة إرسال طيارين كوريين وأن ذلك سيحل مشكلة نقص الطيارين وسيمنحكم خبرة قتالية لكون الإسرائيليين يستخدمون نفس الطائرات والتكتيكات التي من المنتظر أن يستخدمها عدوكم".

ويقول الشاذلي إنه عرض على المسؤول الكوري الشمالي إرسال سربًا واحدًا من الطياريين "وإذا احتاج الأمر مستقبلًا لإرسال سرب آخر، فإنه يمكن بحث ذلك فيما بعد"، وأوضح الشاذلي أنه كان يعلم أنه لا بد من قرار سياسي كوري لاتخاذ القرار المطلوب.

وبالفعل استأذن وزير الحربية الكوري رئيس بلاده كيم إل سونج، الذي وافق بعد أسبوعين من العرض، ووجه دعوة إلى الشاذلي لزيارة رسمية إلى كوريا لمعاينة الطيارين بنفسه قبل إرسالهم إلى مصر.

وبعد تأكد الشاذلي، من خبرات الطيارين ووجد أنهم على كفاءة عالية أتم الاتفاق مع الحكومة الكورية الشمالية، على أن تصرف للطياريين الكوريين مرتبات بالجنيه المصري تتطابق مع رواتب الطيارين المصريين.

ووعد الشاذلي الرئيس الكوري الشمالي كيم إل سونج، بأنه سيشرف على راحة الطيارين ولن يزج بهم في معركة داخل إسرائيل أو فوق الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وأن عمل الطياريين المصرييين سيقتصر على الدفاع الجوي عن العمق.

وبدأت تصل تلك التجريدة في أوائل يونيو 1973 واكتمل تشكيلهم خلال شهر يوليو من نفس العام، وكان عدد التجريدة 30 طيارًا و8 موجهيين جويين، و5 مترجمين، و3 عناصر للقيادة والسيطرة، وطبيبًا وطباخا، وخدموا في قاعدة تضم 3000 مصري.

وكانت العلاقة بين الكوريين والمصريين تسير على أحسن ما يرام بحسب وصف الشاذلي، الذي كشف أنه قبل وأثناء حرب أكتوبر وقعت اشتباكات بين الطياريين الكوريين والإسرائليين في الجو المصري.