جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 03:18 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”الضعف و الإنهيار” هو الأقرب للجيش الألماني (لماذا وصل الأمر لهذا الحد؟)

الجيش الألماني
الجيش الألماني

أصبح الجيش الألماني في قمة ضعفه، حيث بات يفتقر إلى كل شيء، وينقصه كل شيء و يحتاج إلى كل شيء، فقد أصبح الوضع بالنسبة للجيش الألماني مزري للغاية.

وقد كشف عن سوء الوضع تصريح رئيس المجموعة الألمانية الفرنسية لشركات الدفاع KNDS فرانك هاون، خلال حواره مع صحيفة "سود دويتشه تسايتونج" الألمانية، وذلك من خلال قوله " الجيش الألماني ينقصه كل شيء حتى ألبسة جنوده".

وخلال حواره ضرب فرانك هاون مثال حول السوء الذي وصل إليه الجيش الألمانى بقوله، أنه "كان يمتلك ألفي دبابة ليوبارد 2، وحالياً 300 فقط و بواسطتهم يمكن حماية مدينة أوجسبورج، ولكن ليس برلين بالتأكيد"،وذلك بحسب قوله.

فبعدما كان قوام الجيش الألماني يبلغ 18 مليون مقاتل، إلى جيش لا يتعدى الـ200 ألف مقاتل، ويعاني نقصاً في الذخيرة والعتاد، وانخفاضاً في مستوى التدريبات على الطيران، علاوةً على إنخفاض مستوى التمويل.

وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإن الجيش الألماني يعد واحداً من بين أكبر 30 قوّة عسكرية في العالم، وبقوامه البالغ 183,695 جندياً، يُعد ثاني أكبر قوّة عسكرية في الاتحاد الأوروبي بعد فرنسا من حيث عدد الأفراد، وسابع أفضل جيش من حيث التمويل في العالم، إلاّ أنّ هذا الجيش الذي كان يشكّل قوّة ضاربة في العالم، بات يعاني من خلل في جوانب مادية عديدة.

فقد تقريرٍ نُشِرَ في ديسمبر الماضي عام 2021، كشف عن أن أقلَّ من 30% من السفن التابعة للبحرية الألمانية "تعمل بشكلٍ كاملٍ"، بينما "العديد من المقاتلات في وضعٍ لا يسمح لها بالطيران"، أمّا بالنسبة للمعدات البرّية، "فلا تُعَدُّ غير 40 من 350 مركبة قتالية من طراز بوما مؤهلةً للحرب".

وفيما يتعلق بالمعدات، فإن الجيش الألماني لا يمتلك ما يكفي من الجنود لتشغيلها، فبوجود 180 ألف جندي في صفوفه (مقارنة مع 500 ألف عام 1990)، يُعتبر عديد قواته أقلَّ بآلاف عن الأعداد اللازمة لمواجهة أيِّ غزو.

ومن جانبه فقد أوضح الخبير الدفاعي والنائب عن "الحزب الديموقراطي الحر" ماركوس فابر، إنّ "الجيش الالماني لا يملك القدرة حتى على القيام بوظيفته الأساسية، المتمثّلة في الدفاع عن البلاد في حال تعرّضها لهجوم".

وقد تسبب ما وصل الأمر إليه الجيش الألماني، في انتقادات واسعة، حيث انتقد موقع "بيزنس إنسايدر" في وقت سابق، الحال التي وصل إليها الجيش الألماني، قائلاً إنّ "الذخيرة التي يملكها الجيش الألماني حالياً قد تكفيه يومين من الحرب، حدّاً أقصى"، وهو ما يتعارض مع ما يفرضه "الناتو" على الدول الأعضاء من امتلاك ذخيرة تكفي ما يزيد على 30 يوماً".

ظهر وبوضوح مدى إنهيار الجيش الألماني، مع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وذلك من خلال تصريحات قائد الجيش البرّي الألماني ألفونس مايس، أفاد فيها أنّ "الخيارات التي يمكننا عرضها على السياسيين لدعم حلف الناتو محدودة للغاية"، وقال إنَّ "الجيش الألماني عارٍ تقريباً".

وعلى إثر ذلك فقد تعهّد المستشار الألماني أولاف شولتس في خطابٍ، تخصيص ميزانيةٍ قدرها 100 مليار يورو للجيش، وزيادة الإنفاق السنوي على الدفاع ليشكّل أكثر من 2% من إجمالي الناتج الداخلي.