جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 09:57 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

واشنطن تعلن التأهب بعد الإعلان عن المناورة البحرية الروسية والصينية

الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن

أفادت صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية أن الولايات المتحدة دخلت في حالة تأهب قصوى، بعدما أعلنت جنوب إفريقيا أنها تستقبل القوات البحرية الروسية والصينية في مناورة مشتركة الشهر المقبل.

ومن المقرر أن تستضيف جنوب إفريقيا مناورات عسكرية مشتركة مع الصين وروسيا على الساحل الشرقي للبلاد، من 17 إلى 27 فبراير المقبل، بالتزامن مع مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.

ورغم أن حجم التجارة بين جنوب إفريقيا وروسيا ليس بالضخم، فإن بريتوريا تدعم المواقف الروسية والصينية، الرامية إلى الحد مما تراها بكين وموسكو هيمنة أمريكية على الساحة العالمية.

بينما ذكرت شبكة سي بي إس الأمريكية، أن توقيت التدريبات هو ما يثير القلق في الوسط السياسي بواشنطن، حيث إنها تُجرى خلال الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، موضحة أن ما وصفتها بـ"تحالفات جنوب إفريقيا" تشكل تحديًا كبيرًا للغرب.

وتصر جنوب إفريقيا على إتمام المناورات وأعلن الجيش الجنوب إفريقي (قوة الدفاع الوطنية) أن التدريبات العسكرية "موسي2"، ستجرى بين 17 و27 فبراير، قبالة ساحل المحيط الهندي، لتبادل المهارات العملية والمعرفة.

وفي محاولة لتخفيف التوتر مع الغرب بشأن المناورات مع الصين وروسيا، دافعت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور عن قرار بلادها استضافة التدريبات البحرية، المزمع إجراؤها الشهر المقبل، موضحة أن استضافة هذه التدريبات مع الأصدقاء تأتي في إطار المسار الطبيعي لتعزيز العلاقات.

من جانبه، شدد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في مناسبات عدة على أن حكومته غير منحازة إلى جانب أي طرف في الحرب الروسية في أوكرانيا، لكنها تواجه ضغوطًا من المعارضة ومنظمات المجتمع المدني لتغيير المسار.

ونقلت "ديلي إكسبريس" عن بولين باكس، نائبة مدير قسم إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، قولها: من الناحية الدبلوماسية، تعد التدريبات أمرًا مُحرجًا للغاية للغرب، مضيفة: بريتوريا كانت تستطيع إرجاءها إلى موعد آخر.

وأضافت باكس: لقد حددت جنوب إفريقيا مسارًا مختلفًا لنفسها عن معظم الدول، ورغم أنها لا تختار جانبًا محددًا، فإنها تُظهر لروسيا أنه لا يزال لديها أصدقاء في العالم.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن جنوب إفريقيا تتمتع بعلاقات اقتصادية وثيقة مع روسيا والصين، كما أن الدول الثلاث إلى جانب البرازيل والهند أعضاء في "بريكس"، وهي شراكة بين الاقتصادات الخمسة الأسرع نموًا في العالم.

واستفادت روسيا أيضًا من الدعم الدبلوماسي من جنوب إفريقيا في الأشهر الأخيرة، حيث امتنعت بريتوريا عن التصويت في الأمم المتحدة، لإدانة روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.

وبالنسبة الدور الصيني، أشارت "ديلي إكسبريس" إلى أن وزير الخارجية الصيني الجديد تشين قانغ زار خمس دول إفريقية الأسبوع الماضي.

كما زار قانغ إفريقيا بين 9 و16 يناير الجاري، بدأت الزيارة بإثيوبيا مرورًا بالجابون وأنغولا وبنين وخُتمت بمصر، بما في ذلك زيارته الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، وجاءت بناءً على دعوة من هذه الدول.

وأثارت هذه الزيارة عديدًا من التساؤلات عن دلالاتها، وأبرز نتائجها، وآفاق الدور الصيني في إفريقيا، في ضوء التطورات الدولية والإقليمية الراهنة.

وقد احتلت الزيارة أهمية رمزية كبيرة، لأنها أول رحلة خارجية لوزير الخارجية الصيني الجديد، منذ توليه منصبه أواخر العام الماضي، كما أنها السنة الثالثة والثلاثون على التوالي، التي تكون فيها إفريقيا المقصد لأول زيارة خارجية لوزراء خارجية الصين الجدد، ما يؤكد أن تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية أولوية دبلوماسية للصين، بصرف النظر عن تغيرات البيئة الدولية.

وللزيارة أهمية خاصة أيضًا، لأنها الأولى لمسؤول صيني رفيع المستوى للقارة، عقب القمة الأمريكية الإفريقية الثانية في ديسمبر الماضي، وما تضمنته من تحذيرات من نفوذ صيني متنامٍ بالقارة يمكن أن يكون مزعزعًا للاستقرار"، وتقديم الرئيس الأمريكي جو بايدن بلاده على أنها الشريك المفضل" للدول الإفريقية، وأنها ستكون الكل في مستقبل إفريقيا.

جاءت هذه الزيارة لتؤكد أن الصين ماضية في تعزيز شراكتها مع دول القارة، رغم التحذيرات الأمريكية، كما تأتي في وقت تشتد فيه حدة التنافس الدولي بإفريقيا، مع تحركات أمريكية وفرنسية لاستعادة نفوذهما، وإعادة بناء علاقاتهما مع القارة السمراء، في الوقت الذي يتسع فيه نفوذ روسيا واليابان وتركيا والاتحاد الأوروبي هناك أيضًا.

وبالنسبة لروسيا بينت "ديلي إكسبريس" أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كان قد زار جنوب إفريقيا، وحذر من أن روسيا والغرب لم يعودا في حرب مختلطة بل حرب حقيقية تقريبًا، كما أنه كثف -مرة أخرى- لهجته الخطابية بشأن الحرب في أوكرانيا.

وأضاف لافروف، خلال اجتماع مع نظيرته الجنوب إفريقية ناليدي باندور، أنه في ما يتعلق بالوضع مع أوكرانيا، فقد أيدت روسيا اقتراح أوكرانيا بإجراء محادثات العام الماضي، لكن كييف رفضتها، وحظرت المفاوضات مع موسكو على المستوى التشريعي، معربًا عن تقدير موسكو لموقف جنوب إفريقيا من الوضع في أوكرانيا.

وأضاف: نؤيد الحل السلمي للنزاعات، وسنكون مستعدين لمناقشة حل أي صراع على هذا الكوكب من خلال الحوار، ولكن، للأسف، معظم الصراعات التي يقف وراءها زملاؤنا الغربيون لا تسير في اتجاه تطبيع الوضع، ورأى الوزير الروسي، أن الحروب الهجينة التي تشنها الدول الغربية، لن تكون قادرة على وقف تطوير مراكز جديدة للقوة الاقتصادية والسياسية في العالم.

وقال لافروف: تشكيل عالم متعدد الأقطاب، عملية موضوعية لا يمكن إيقافها، ورغم أن الغرب والولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي، الخاضعين لسيطرة الولايات المتحدة، يحاولون السير عكس هذه العملية، فإنها مجرد جهود غير مُجدية، وأقصى ما يمكنهم الاعتماد عليه هو بعض الإبطاء للمسار الموضوعي للتاريخ.

وتابع عن الحرب في أوكرانيا: إنها حرب حقيقية ضد روسيا، ويبدو أن الغرب كان يخطط لها منذ فترة طويلة موضحًا أن الهدف تدمير كل شيء روسي، من لغة إلى ثقافة، ومنع الناس من التحدث بلغتهم الأم.

وأضاف: بلدان مثل الصين والهند تتفوق على الولايات المتحدة في كثير من النواحي تركيا والبرازيل ودول أمريكا اللاتينية الأخرى تتطور كمراكز مؤثرة ومستقلة كل هذه مراكز مستقبلية للأقطاب المتعددة.

وتابع: مما لا شك فيه أن إفريقيا من أهم المراكز التي لديها إمكانات هائلة، فهي أغنى قارة، بما في ذلك الموارد الطبيعية، التي استُغِلت لقرون، ويريد الغرب الحفاظ على السياسة الاستغلالية ل إفريقيا، وشدد لافروف على أن ساعات التاريخ متعدد الأقطاب تسير في الاتجاه الصحيح.

وأوضحت الصحيفة أنه في محاولة واضحة لمواجهة التهديدات الروسية والصينية في المنطقة، قامت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين برحلة إلى جنوب إفريقيا، الأربعاء، للتحدث مع القادة هناك.وقالت يلين، خلال زيارتها، إن واشنطن تقدر بشدة علاقتها مع جنوب إفريقيا لكنها امتنعت عن التعليق على تعاون بريتوريا الأخير مع موسكو.