اكتشاف حياة كاملة أسفل المحيط الهندي

تواصل البحوث العلمية استكشاف الحياة المذهلة التي تنمو تحت سطح كوكبنا، حيث يبدو أن هذا الكوكب يحمل طبقات عديدة من الحياة تشبه بصلة لا نهاية لها.

وفقا لمجلة “ساينس أليرت” العلمية، قام فريق من الباحثين المتخصصين بالغوص في أعماق المحيط الهادئ المظلم باستخدام روبوت تحت الماء على متن سفينة تابعة لمعهد Schmidt Ocean Institute، لاستكشاف الألواح البركانية تحت قاع البحر.

وفي هذا الموقع المحدد المدروس بعناية، اكتشف الفريق الدولي عروقًا من السوائل الجوفية التي تحتضن أشكالًا جديدة من الحياة لم نشهدها من قبل، وقالوا: “إنها عالم جديد تمامًا لم نكن ندرك وجوده”.

وصرح المدير التنفيذي للمعهد، جيوتيكا فيرماني، قائلاً: "على سطح الأرض، نعلم منذ فترة طويلة وجود حيوانات تعيش في الكهوف تحت الأرض، وكذلك في الحياة المائية التي تعيش في الأماكن الموحلة والطينية، ولكن للمرة الأولى، يبحث العلماء عن حيوانات تحت الفتحات المائية الحرارية".

وأضاف فيرماني: "إن هذا الاكتشاف المدهش يكشف عن نظام بيئي جديد تمامًا، يكمن تحت نظام بيئي آخر، ما يقدم دليلاً جديدًا على وجود الحياة في مواقع مدهشة".

هذه الاكتشافات المذهلة تبرهن مرة أخرى على تنوع وغنى الحياة على كوكبنا، وتعزز الفضول العلمي حول ما يمكن أن نكتشفه في أعماق المحيطات وتحت سطح الأرض، فقط الوقت والجهود العلمية ستكشف لنا المزيد من الأسرار المثيرة لهذا العالم الجديد الذي نكتشفه تدريجياً.

الحياة البحرية تزدهر في ينابيع المحيط الساخنة

في سبعينيات القرن الماضي، اكتشف العلماء وجود الفتحات الحرارية المائية في أعماق المحيط، حيث تتدفق السوائل الغنية بالمعادن.

وعلى الرغم من ظلام هذه الأعماق، ازدهرت الحياة في هذه الفتحات الدخانية.

ولكن على مدار الـ 46 عامًا الماضية، لم يكن هناك اهتمام يذكر بفحص ما يحدث تحت ينابيع المحيط الساخنة.

ومؤخرًا، تم تجريد قشرة قاع البحر ليكشف عن نظام بيئي مدهش من الديدان والقواقع والبكتيريا المصنعة كيميائيًا.

هذه الكائنات الحية لا تعتمد على ضوء الشمس للحصول على الطاقة، بل تعتمد بدلاً من ذلك على المعادن.

تعلق العالمة البيئية مونيكا برايت من جامعة فيينا قائلة: "لقد توسعت معرفتنا بالحياة الحيوانية في ينابيع المحيط الساخنة في أعماق البحار بشكل كبير من خلال هذا الاكتشاف".

وتضيف: "هناك بيئات تنفيس ديناميكية، حيث تتكاثر الكائنات الحية فوق السطح وتحته بشكل متناغم، معتمدة على سوائل التنفيس من الأسفل والأكسجين الموجود في مياه البحر من الأعلى".