جريدة الديار
الخميس 9 مايو 2024 08:28 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

جاء من المجهول ليسرق الفيفا من الجميع.. الحكاية الحقيقية لجيوفاني إنفانتينو

إنفانتينو
إنفانتينو

رجل واحد في عالم كرة القدم كان يستطيع ذلك.. أن يحتفل الإسبان والبرتغاليون باستضافتهم مونديال 2030.. وأن يحتفل المغاربة والعرب والأفارقة باستضافتهم نفس المونديال.. وأن يحتفل اللاتينيون فى أوروجواى والأرجنتين وباراجواى بمرور مائة على أول مونديال فى أوروجواى 1930 حين تستضيف بلادهم مونديال 2030.. وإذا كانوا دائمًا يؤكدون أنه من المستحيل إرضاء الجميع فهذا الرجل أصبح استثناء لهذه القاعدة.. وإذا كانوا طوال الوقت يقولون إن الذى يحاول إرضاء الجميع يخسر فى النهاية الجميع.. فهذا الرجل حاول ذلك ونجح ولم يخسر أى أحد.. وأظن أنه الوقت المناسب الآن لإطالة الحديث عن هذا الرجل وجوانب حياته التى لم يسبق أن تناولها الإعلام الرياضى العربى.. فنحن طوال الوقت نتعامل مع جيانى إنفانتينو كأن حياته.. أو رحلته مع كرة القدم.. بدأت فقط حين تولى رئاسة الفيفا فى 26 فبراير 2016.. وننسى أن إنفانتينو وقتها كان فى السادسة والأربعين من عمره وأن كل ما عاشه قبل رئاسة الفيفا كان أحد أهم أسباب نجاحه كرئيس لكرة القدم فى العالم.

وبدأت الحكاية برجل وامرأة من إيطاليا جمع بينهما الحب ثم الزواج.. فينشينزو إنفانتينو من كالابريا وماريا مينولفى من لومباردى.. ولم يكن الاثنان يملكان من المال ما يكفى لتبقى حياتهما فى إيطاليا ممكنة.. فقرر فينشينزو أن يأخذ زوجته ويهاجران إلى سويسرا حيث استقر الاثنان فى مدينة بريج فى الجنوب السويسرى والقريبة من الحدود مع إيطاليا.. ولم تختلف حياة الاثنين فى سويسرا كثيرًا عما كانت عليه فى إيطاليا.. ظلّت المعاناة وبقى الخوف من الفقر قائمًا.. وعمل فينشينزو فى شركة السكك الحديدية بينما وقفت ماريا كل يوم فى كشك لبيع الصحف.. ثم جاء الأولاد ومنهم جيوفانى ليصبح سويسريًا بالميلاد والنشأة وإيطاليًا بالجذور والعائلة.. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة.. كان فينشينزو وماريا قادرين على توفير مصاريف الدراسة لأبنائهما سواء فى المرحلتين الابتدائية أو الثانوية.
وفى المدرسة تعلم جيوفانى كرة القدم التى أحبها أكثر من أى لعبة أخرى وبدأ يحلم بأن يصبح لاعب كرة.. وكان حلمًا بدا مع الوقت أنه حلم مستحيل.. فلم يكن جيوفانى موهوبًا فى كرة القدم بشهادة زملائه فى المدرسة فى سويسرا أو أصدقائه وأقاربه فى إيطاليا حين كان يسافر لهم فى الإجازات ويلعب معهم الكرة.. والأهم من ذلك هو أن فينشينزو رفض تمامًا أن ينشغل ابنه بكرة القدم وأخبره بأن التعليم فقط هو ضمانته الوحيدة لحياة أفضل.. ولم ينسَ جيوفانى أبدًا هذا الحلم المسروق.. وقال لنفسه إنه إذا كانت الظروف وأبوه وكل من حوله قد قالوا إنه لا يصلح لأن يكون لاعب كرة.. فلن يبتعد رغم ذلك عن كرة القدم وسيظل قريبًا منها بأى شكل.. وكانت هذه هى القاعدة الأولى لجيوفانى حيث لا حياة ولا مستقبل خارجًا أو بعيدًا عن كرة القدم.. القاعدة الثانية كانت اضطراره لقبول الآخر أيًا كان لونه أو عرقه أو ملامحه.. فقد عاش طفولته وصباه كمغترب أو مهاجر إيطالى وسط مجتمع سويسرى.. وكان شعره الأحمر والنمش الذى يملأ وجهه يثيران سخرية الكثيرين منه.. وكان ذلك يجرحه ويؤلمه فى البداية لكنه بدأ يتعايش معه وأصبح فيما يستعيد تلك الحكايات مبتسمًا ومصممًا على قبول الآخر أيًا كان.. ولأننى لا أتحدث عن ملاك أو شيطان إنما إنسان له ما له وعليه ما عليه.. فلم يكن ما جرى قديمًا فقط دافع لقبول الآخر.. إنما كان يتحول أحيانًا إلى وسيلة مؤكدة وناجحة لخداع الجميع بحيث لم يعد أحد يعرف المشاعر الحقيقية لجيوفانى وما الذى يريده بالضبط.. فهو مع الجميع حتى إن كان بعضهم فى أقصى الغرب وآخرون فى أقصى الشرق.. وأصبح جيوفانى فيما بعد قادرًا بمنتهى الذكاء على إرضاء الجميع دون استثناء.
وحين التحق جيوفانى بكلية الحقوق فى جامعة فرايبورج.. كان حريصًا على أن يجد عملاً كل صيف لينفق على دراسته وألا يبتعد عن كرة القدم.. فتخصص فى قوانين الرياضة وكرة القدم ونال فيها شهادته الجامعية كمحامٍ أولاً وخبير قانونى كروى ثانيًا.. وبدأ يستغل شهادته الجامعية المتخصصة ويبحث عن وظائف فى مختلف المؤسسات الكروية.. وشغل منصب المستشار القانونى لبعض المؤسسات الكروية فى سويسرا وإيطاليا وإسبانيا أيضًا.. وكانت أولى قضاياه كمحامٍ كروى هى الدفاع عن حق سيون السويسرى ضد سبارتاك موسكو.. وتوالت بعدها القضايا والنجاحات فى أكثر من بلد.. وجاءه هذا النجاح بالمال لكنه أفقده الكثير من الانتماء لبلد واحد فلم يعد مواطنًا سويسريًا فقط أو إيطاليًا فقط.. إنما هو لأى بلد.. صحيح أنه لم ينكر أبدًا فيما بعد جذوره الإيطالية أو حياته فى سويسرا.. لكنه قرر منذ البداية أن يكون مواطنًا عالميًا يسعى وراء أحلامه ونجاحاته الشخصية دون التقيد ببلد أو هوية.. بقى الأمر الثابت والدائم فقط هو حب كرة القدم وتشجيع نادى إنتر ميلان.. ولهذا كان حريصًا على تعلم اللغات المختلفة وبعدما كان يتحدث الإيطالية والألمانية.. أجاد أيضًا اللغات الإسبانية والفرنسية والبرتغالية.. وأصبح بعدها السكرتير العام للمركز الدولى للدراسات الرياضية فى جامعة نيوشاتيل السويسرية.
وفى أغسطس 2000.. انتقل جيوفانى للعمل فى الاتحاد الأوروبى لكرة القدم.. وكانت الفرصة التى أرادها جيوفانى واحتاج إليها ليبدأ رحلته الحقيقية والدائمة مع كرة القدم.. ولم يكن هناك من يستطيع أن يوقفه أو ينافسه مهما تطلب ذلك الأمر.. وبعد أربع سنوات أصبح يدير الشئون القانونية كلها فى الاتحاد الأوروبى.. وأصبح فى 2007 نائب السكرتير العام للاتحاد ثم السكرتير العام فى 2009 بعدما كان أشد المؤيدين لميشيل بلاتينى ضد يوهانسون لرئاسة الاتحاد الأوروبى لكرة القدم.. وأصبح جيوفانى الذراع اليمنى لبلاتينى داخل الاتحاد وفى أوروبا الكروية كلها.. وكان جيوفانى ينسب لبلاتينى أى نجاح إدارى يحققه داخل الاتحاد الأوروبى ويتحمل وحده مسئولية أى أزمة أو إخفاق حتى يبقى اسم بلاتينى لامعًا لا يطاله أى نقد.. وكان أيضًا يعتبر بلاتينى هو الأب الروحى لبناته الأربع فيما بعد.. وهو الأمر الذى لن يدوم فى المستقبل وستنقلب الصداقة إلى عداء وحرب بين الرجلين.
وفى 2001.. تزوج جيوفانى من اللبنانية لينا الأشقر بعد قصة حب عنيفة وغريبة واستثنائية.. فقد كانت لينا مجرد موظفة صغيرة فى مكتب رهيف علامة سكرتير عام الاتحاد اللبنانى لكرة القدم.. ومكافأة لإخلاصها واجتهادها.. أرسلها رهيف إلى سويسرا للمشاركة فى دورة تدريبية خاصة بإدارة كرة القدم.. وكان جيوفانى هو المحاضر الذى سيعطى هؤلاء القادمين من 28 بلدًا دروسًا ووصايا فى إدارة كرة القدم.. ومنذ اللحظة الأولى.. بدأ الحب بين لينا وجيوفانى كإعصار اقتلع كل الحواجز والأسوار.. وعادت لينا إلى بيروت دون أن تنسى جيوفانى وهذا الحب الجديد.. واتفق الاثنان على الزواج وجاء جيوفانى إلى لبنان ليطلب يد لينا.. ولم يقبل فريد وسميرة والدا لينا هذا الطلب وزواج ابنتهما من رجل غريب حتى إن كان يحبها.. كما كانت هناك خلافات دينية أيضًا.. فلينا وعائلتها من طائفة الموحدين الدروز فى لبنان بينما يعتنق جيوفانى المسيحية الكاثوليكية.. ولم يستسلم العاشقان.. وهربت لينا من بيتها وأسرتها وسافرت إلى سويسرا لتتزوج جيوفانى.. وعاش الزوجان ظروفًا صعبة حيث لم يكن جيانى يملك الكثير من المال.. وفى بيت متواضع بدأ جيوفانى ولينا حياتهما معًا.. وأنجبت لينا طفلتين جميلتين توأم.. إليسيا وصابرينا.. وكبرت العائلة وبدأت النجاحات المهنية تتوالى على جيوفانى الذى انتقل مع لينا إلى بيت أكبر وأكثر فخامة.
ومع الطفلتين وأبيهما السويسرى من أصل إيطالى.. عادت لينا مرة أخرى إلى عائلتها وبيتها فى خريبة الشوف.. كانت مفاجأة لفريد وسميرة وللجميع.. انتهى فى لحظة الغضب والحزن وبدأ الحب والوفاق وجاءت الفرحة والبهجة.. ودائمًا يؤكد جيوفانى أنه كان محظوظًا للغاية للارتباط بهذه المرأة تحديدًا.. فقد كانت قوية وطموحة جدًا.. وقفت وراءه وشجعته وساعدته لتحقيق المزيد من النجاح.. وعاشت أوقاتًا كثيرة وحدها مع بناتها لأن جيوفانى كان بعيدًا يسافر ويجرى يحاول اللحاق بأحلامه وطموحاته.. كانت أيضًا على استعداد لأن تتخلى عن أى مظاهر زائفة حتى يتحقق ويكتمل النجاح.. وهو ما جرى بالفعل.. فبعد البيت البسيط والمتواضع جدًا الذى عاشت فيه لينا مع جيوفانى سنوات زواجهما الأولى.. أقنعته بشراء فيلا بالتقسيط.. ثم بدأت تشجعه حين تولى مهمة سكرتير عام الاتحاد الأوروبى لكرة القدم.. ومثلما تعلمت لينا بعد زواجها اللغة الإيطالية من جيوفانى.. تعلم هو منها ومعها اللغة العربية ليصبح أول رئيس للفيفا فى التاريخ يتحدث اللغة العربية.
وفى نهاية 2015 الذى كان عامًا استثنائيًا وعاصفًا فى تاريخ الفيفا.. استقال جوزيف بلاتر من رئاسة الفيفا بعدما بدأت اتهامات كثيرة تطارده هو وكثيرون داخل الفيفا منهم ميشيل بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم.. وتولى عيسى حياتو مؤقتًا إدارة الفيفا لحين إجراء انتخابات اختيار رئيس جديد.. وأبرز المرشحين فى تلك الانتخابات كانا البحرينى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم.. والأمير الأردنى على بن الحسين.. وبدا واضحًا أن أحدهما سيفوز بالرئاسة.. وهو الأمر الذى أزعج الأوروبيين كثيرًا.. فهم يحبون الاحتفاظ بهذا المنصب الكروى الدولى الرفيع الذى لم تفقده أوروبا سوى مرة واحدة فقط وطيلة 24 عامًا بدأت فى 1998 حين تولى رئاسة الفيفا البرازيلى جو هافيلانج.. فالأوربيون لديهم قناعة عميقة ودائمًا بأنهم وحدهم الأصلح والأقدر على قيادة كرة القدم فى العالم.. وأن نجاح هافيلانج كان خطأ لا ينبغى تكراره.. كما أدرك الأوروبيون أيضًا أن الفيفا تحول وقتها لمؤسسة يلاحقها العار وأحاديث الفساد وحكايات لا أول لها أو آخر انتهت بإجبار بلاتر السويسرى على الاستقالة من رئاسة الفيفا.. وأدرك الأوروبيون أنه لو نجح أى رئيس غير أوروبى ووصل إلى الرئاسة فقد يؤدى ذلك إلى توالى رؤساء غير أوروبيين للفيفا.. والأهم ألا يكون هذا الرئيس عربيًا حيث لن يقبل الأوروبيون بذلك مطلقًا.
وهكذا بدأ البحث عن أى مسئول كروى أوروب يخوض هذه الانتخابات ويقف الأوروبيون جميعهم خلفه ليبقى المنصب أوروبيًا.. وأن الذى سيأتون به سيكون رئيسًا مؤقتًا حتى يعبر الفيفا هذا الوقت الصعب فيرحل الرئيس المؤقت ويأتى رئيس أوروبى جديد ودائم.. ووقع الاختيار على جيوفانى سكرتير عام الاتحاد الأوروبى الذى كان يملك كل المواصفات المثالية والضرورية لهذه المهمة المؤقتة.. فهو رجل قانون يملك خبر إدارة وكروية طويلة بحكم إدارته التنفيذية للكرة الأوروبية.. والأهم من ذلك أنه ليس نجمًا وليس مشهورًا وسيكون رئيسًا ضعيفًا ومطيعًا حتى تنتهى مدته المؤقتة.. وبسرعة تم تسويق جيوفانى لرئاسة الفيفا تحت اسم جيانى إنفانتينو.. وساعد العرب أوروبا فيما أرادته.. ولأن العرب كعادتهم تاريخيًا وسياسيًا ورياضيًا أيضًا يعجزون غالبًا عن إتمام أى اتفاق.. فلم يتفقوا على مرشح عربى واحد وانقسموا بين الشيخ البحرينى والأمير الأردنى ففاز إنفانتينو بالرئاسة.. ففى الجولة الأولى نال إنفانتينو 88 صوتًا والشيخ سلمان 85 صوتًا والأمير على 27 صوتًا.. وهى أرقام تعنى أنه لو نال الشيخ سلمان أصوات الأمير على لم يكن إنفانتينو ليفوز بالمنصب وكان الشيخ سلمان سيصبح أول عربى يجلس على مقعد رئاسة الفيفا بدلاً من أن يكتفى العرب بلينا الأشقر التى أصبحت سيدة الفيفا الأولى بعدما أصبح زوجها وسط دهشة الجميع تاسع رئيس للفيفا.
وكانت مساندة أوروبا لإنفانتينو فى انتخابات 2016 مغامرة خسرها الأوروبيون وندم بعضهم عليها.. فلم يكن هناك فى تاريخ الفيفا رئيس وقف ضد أوروبا مثلما فعل إنفانتينو.. حتى البرازيلى هافيلانج لم يعارض أوروبا مثلما عارضها إنفانتينو.. وإذا كان الفرنسى جول ريميه أثناء رئاسته للفيفا قد بدأ بطولة كأس العالم وأتاح المشاركة فيها لكل العالم على غير الهوى الأوروبى وقتها وأقام البطولة الأولى فى أوروجواى رغم احتجاج أوروبا وتهديدها بالمقاطعة.. إلا أنه صالح أوروبا كثيرًا فيما بعد ورفض انطلاق بطولة جديدة لكأس العالم للأندية لأنها كانت فكرة لاتينية وليست أوروبية.. أما إنفانتينو الذى جاءت به أوروبا رئيسًا للفيفا ولولاها ما كان سيصبح رئيسًا مطلقًا.. فقد أدرك أنه بحساب الأصوات فى أى انتخابات أو قرار.. تصبح أفريقيا وآسيا أهم من أوروبا.. وإذا أراد إنفانتينو البقاء رئيسًا للفيفا أكثر من أربع سنوات فعليه ضمان أصوات أفريقيا وآسيا.. وهو ما جرى بالفعل فى أوقات كثيرة دون أن يبدأ أى صدام مع أوروبا أو أمريكا اللاتينية.. فرئاسة الفيفا من الوظائف الجميلة والممتعة التى يصعب مقاومة إغراءاتها ويصعب أكثر الابتعاد عنها.. وظيفة يزيد دخلها السنوى عن مليون ونصف المليون دولار.. وتمنح من يشغلها إقامة مريحة فى مدينة زيوريخ السويسرية.. وباستطاعته السفر وقتما يشاء إلى أى بلد فى الدنيا حيث يرحب به الجميع ويتم استقباله ومعاملته كرئيس دولة أو رئيس حكومة.. ويهتم الإعلام فى العالم بأخباره وتصريحاته وقراراته التى يمكن أن تصنع الفرحة أو التوتر لملايين الناس هنا وهناك.
وبعد أول ثلاث سنوات لإنفانتينو رئيسًا للفيفا.. جاءت انتخابات 2019 بالشكل الذى أراده وخطط له إنفانتينو.. فالرجل بالغ الذكاء ويجيد إرضاء الجميع ليحصل على ما يريد.. قدم نفسه لأوروبا باعتباره لا يزال ممثلها فى الفيفا.. وفى نفس الوقت أقنع الآفارقة والآسيويين واللاتينيين أيضًا أنه أملهم ورهانهم الأول والأكبر للقضاء على التعالى والغطرسة الأوروبية.. فكانت النتيجة أنه لم يتقدم أحد لمنافسة إنفانتينو فى 2019.. وحاول السويسرى لاعب الكرة السابق ريمون فيجا خوض تلك الانتخابات ومنافسة إنفانتينو إلا أنه لم يستطع الحصول على ترشيح خمسة اتحادات كروية وهو الحد الأدنى المطلوب لقبول أى مرشح.. بينما جمع إنفانتينو ترشيح وموافقة 196 اتحادًا كرويًا من بين 211 اتحادًا يضمها الفيفا.. وبعد تلك الانتخابات بدأ الصدام الحقيقى والمباشر بين إنفانتينو وأوروبا.. فأوروبا عارضت زيادة عدد منتخبات المونديال ولم يستجب لها إنفانتينو.. وعارضت إقامة المونديال القطرى فى الشتاء ولم يوافقها إنفانتينو.. وحين تخيل الجميع أن أوروبا ستتكتل ضد رئيس الفيفا.. أهدى إنفانتينو أوروبا انتصارين أسعدا أهلها فتراجع عن كأس السوبر الأوروبى وتراجع مؤقتًا عن تنظيم المونديال كل عامين.. وأجاد إنفانتينو التعامل مع كل دولة على حدة.. لتأتى الانتخابات الثالثة منذ أشهر فى رواندا.. ومن جديد لا أحد يتقدم لمنافسة إنفانتينو ليبقى رئيسًا للفيفا حتى 2027.