جريدة الديار
الجمعة 11 أكتوبر 2024 04:48 صـ 8 ربيع آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

المولد النبوي.. الصفات الواجبة في حق النبي ومالا يجوز وصفه بها

في ذكرى المولد النبوي الشريف، نسلط الضوء على ما يجب وما يستحيل وما يجوز في حق النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، احتفاء واحتفالًا بهذه الذكرى العطرة الشريفة لمولد سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد.

المولد النبوي

ونحن في هذه الذكرى العطرة، نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، منشورًا عن ذكرى المولد النبوي الشريف، بعنوان "ما يجب وما يستحيل وما يجوز في حَقِّ النبي".

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه يَجَبَ لسيدنا رسول الله الاتصافُ بكل كمال بشريّ يليق بجنابه النَّبويّ؛ فهو الكامِل المُكمَّل، البَدْر المُجمَّل، كما وَجَبَ لَه ما قد وَجَبَ لإخوانه النَّبيين مِن قَبْلِه مِن الصِّدق، والأمانة، والتَّبليغ، والفَطَانَة، وكمال العقل، والذَّكاء، والسَّلامة من كل ما ينفِّر في النَّسب، والخَلْق، والخُلق.

وذكر مركز الأزهر في التقرير المنشور في ذكرى المولد النبوي الشريف، أنه يستحيل على النبي محمد أضداد هذه الصِّفات من الكذب، والخِيانة، والكِتْمَان، والبَلَادَة، والجُنون، وفظاظة الطَّبع، وعيوب الخِلْقَة المُنفِّرة، ودناءة أَبٍ، وخَنَا أُمٍّ، وكلِّ نقص بشريٍّ في الأخلاق أو الصِّفات.

وتابع المركز: حَفِظَ اللهُ ظاهرَه وباطنَه من الاتصاف بالقَبَائح والمناقِص، ونزَّهه عن إنشاء الشِّعر، وبَغَّض إليه عادات الجاهليَّة، وعَصَمَه من مُقَارَفَة الآثام والمعاصي؛ فلم يسجد لصنمٍ قطُّ، ولم يشرب خمرًا قطُّ، ولم يتلبس قطُّ بمنهيٍّ عنه نهيَ تحريمٍ أو كراهةٍ.

كما جَازَ اتصافُه بسائر الأعراض البَشَريَّة التي لا تُؤدي إلى نقصٍ في مرتبته البَّهيَّة، أو إخلالٍ بمقاماته العَلِيَّة، كالأكل، والشُّرب، والنِّكاح، والنِّسيان بعد التَّبليغ أو فيما لم يُؤمر بتبليغه، والنَّوم؛ إلا أنه تنام عَينُه ولا ينام قلبُه

حقوق النبي على أمته

يعتبر من حقوق النبي على أمته ، هو أنه أولى بهم من أنفسهم، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز (ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمْ ۗ وَأُوْلُواْ ٱلْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍۢ).

كما يعتبر من حقوق النبي على أمته ، هو الإيمان به وتصديق نبوته واعتقاد عصمته ومحبته والشوق إليه والصلاة والسلام عليه.

كما يعتبر من حقوق الرسول على أمته ، هو طاعته واتباعه والتزام سنته والاقتداء به وإيثار شرعه على الشهوة والهوى.

ويعتبر كذلك من حقوق الرسول على أمته ، تعظيمه وتوقيره ونصرته والدفاع عن سنته ومدارسة سيرته والتخلق بأخلاقه، وإظهار سماحة دينه والتعريف بشريعته ومحبة آله وأصحابه.

كذلك من حقوق الرسول على أمته ، هو إكرام مشاهده وأمكنته في مكة والمدينة زيارة قبره وشد الرحال إلى مسجده وقصة الصلاة فيه.

ويعد كذلك من حقوق الرسول على أمته هو التبرك برؤية روضته ومنبره ومجلسه وملامس يديه ومواطئ قدميه والعمود الذي كان يستند إليه ومواطن نزول جبريل بالوحي عليه -صلى الله عليه وسلم-.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

وأجاب الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهل هو سنة أم بدعة ؟

وقال الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء، في فيديو لصدى البلد، إن الاحتفال والاحتفاءوالفرح والسرور في المناسبات الدينية، هي فكرة محمودة وموجودة منذ قديم الأزل، وسيدنا عيسى قال كما ورد في القرآن الكريم (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).

وأضاف، أن الله تعالى يقول عن سيدنا يحيى عليه السلام ( وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) منوها بأن هذه الأمور والاحتفالات من الأمور الجميلة والطيبة ولا حرج فيها، والله أمرنا بالفرح وأخبرنا بالفرح يوم النصر، كما في ورد في سورة الروم ﴿الم ۞ غُلِبَتِ الرُّومُ ۞ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ۞ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ).

وأشار إلى أن النبي كان يصوم يوم الإثنين ويوم الخميس، فلما سئل النبي عن صيام يوم الإثنين، قال : "ذاك يوم فيه ولدت"، كما يعلم الجميع منا وقت دخول النبي المدينة ، ووجد اليهود يحتفلون في يوم عاشوراء وسألهم النبي عن سبب فرحهم ، فأخبروه أن هذا يوم نجاة موسى من الغرق، فقال النبي : نحن أولى بموسى منكم فصام النبي يوم عاشوراء وأمر يصيامه، كنوع من الشكر لله على نجاة سيدنا موسى.

وتابع: إذا كان النبي يحتفل بيوم نجاة سيدنا موسى من الغرق، فكيف لنا لا نحتفل بمولد النبي المصطفى، الذي قال الله فيه (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ).