جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن السيطرة على سفينة ”مدلين
إسرائيل تجبر النشطاء على مشاهدة لقطات من مجزرة السابع من أكتوبر

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الإثنين عن سيطرته على سفينة "مدلين" التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة، وعلى متنها 12 ناشطًا مؤيدًا للفلسطينيين، أبرزهم الناشطة البيئية السويدية جريتا تونبرج، والنائبة الأوروبية ذات الأصول السورية ريما حسن.
وأفاد المتحدث باسم الجيش أن عملية السيطرة على السفينة، التي قادها عناصر من وحدة الكوماندوز البحري "شاييتت 13"، جرت "دون حوادث أمنية"، مؤكدًا أن السفينة اقتيدت إلى ميناء أشدود جنوب إسرائيل.
وبحسب رواية الجيش، تم توجيه تحذيرات مسبقة للنشطاء ومطالبتهم بتغيير وجهة السفينة، لكنهم تجاهلوا التنبيهات.
تصعيد رمزي.. "مشاهدة إجباريّة لمجزرة 7 أكتوبر"
في خطوة اعتُبرت تصعيدًا رمزيًا واستفزازيًا، أُجبر النشطاء المعتقلون، بمن فيهم جريتا تونبرج، على مشاهدة لقطات من مجزرة السابع من أكتوبر، في إشارة إلى الهجوم الدامي الذي نفذته حماس في بداية الحرب الجارية.
وصرّح وزير الدفاع يوآف جالانت قائلًا: "من المهم أن ترى غريتا وأصدقاؤها الداعمون لحماس ما الذي يدافعون عنه"، على حد تعبيره.
دراما في عرض البحر.. فقدان الاتصال وغموض في الموقع
قبل ساعات من السيطرة على السفينة، ساد توتر واسع بعد انقطاع مفاجئ للاتصال مع السفينة. وأفاد نشطاء كانوا يبثون عبر وسائل التواصل أن الزوارق الحربية الإسرائيلية بدأت تطوّقهم، بينما تحدّثوا لاحقًا عن "تشويش على نظام الملاحة"، بل وزعموا أنهم باتوا داخل "مطار في الأردن" في تصريحات أربكت المتابعين وأثارت تساؤلات حول حقيقة موقع السفينة وتحركاتها.
غضب يميني في فرنسا
في فرنسا، أثارت مشاركة النائبة الأوروبية ريما حسن موجة من السخرية والتهجّم من أطراف اليمين، خصوصًا المتطرف منه. فكتب حساب يميني شهير عبر منصة X:: "أنا لا أعترض على ذهاب ريما إلى غزة، طالما تبقى هناك للأبد. إن سمح الجيش الإسرائيلي لها بالمرور، فالشعب الفرنسي سيكون شاكرًا".
أما مارك ورنود، نائب رئيس بلدية نويي-سور-سين، فاتهم السفينة بأنها "إيرانية المنشأ" ولا علاقة لها بأي نشاط إنساني، بل تهدف فقط إلى "الترويج لريما وغريتا".
وأضاف: "لو كانوا شجعانًا فعلًا، لكانوا دخلوا المياه الإيرانية. حينها كانت تقتصر حياتهم على دقيقة واحدة دون تغطية إعلامية".
قائمة بأبرز المشاركين الفرنسيين على متن السفينة:
ريما حسن: نائبة في البرلمان الأوروبي.
باسكال مورييرس: ناشط مخضرم في أساطيل سابقة.
يانيس المادي: صحافي يوثق الرحلة.
ريفا فيارد: ناشطة إنسانية.
باتيست أندريه: طبيب فرنسي.
أبعاد دولية ومحاذير دبلوماسية
التحرك، فتح باب تساؤلات في الأوساط الدولية حول شرعية الحصار البحري المفروض على غزة منذ عام 2007، والذي تصفه منظمات حقوقية بـ"عقاب جماعي".
كما أحرج إسرائيل دبلوماسيًا أمام مشاركة شخصيات عالمية بارزة، قد يصعب التعامل معها كما يتم التعامل مع نشطاء محليين.
وتُعد محاولة "مدلين" واحدة من سلسلة مبادرات رمزية ضمن ما يعرف بـ"أسطول الحرية"، تسعى لتسليط الضوء على الحصار الإنساني المفروض على القطاع، في ظل تدهور مستمر للأوضاع هناك منذ اندلاع الحرب الأخيرة.
ووفقًا لروايات إسرائيلية، فإن السفينة الصغيرة "مدلين" أثارت عاصفة سياسية وإعلامية عبر المتوسط.