من طهران لتل أبيب... والمواطن المصري قالها: ”دلوقتي بس عرفنا قيمة السلاح!”

مع الساعات الأولى من فجر الجمعة 13 يونيو 2025، لم تكن سماء الشرق الأوسط كعادتها. صواريخ تُحلّق، دفاعات تتصدى، انفجارات تهز العواصم... اندلع أخطر تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل منذ حرب تموز 2006.
إسرائيل بدأت بضربات جوية دقيقة استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية في إيران، وردّت طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة طالت تل أبيب ومدنًا في الجنوب.
المعركة لم تشتعل فقط بين جيشين، بل ارتجّت معها خرائط السياسة والتحالفات والمصالح... ودخلت العواصم العربية في حالة من القلق والترقّب، والشارع العربي عاد يسأل:"هل الحرب هتقف في حدودهم... ولا ممكن تمتد لينا؟"
لكن في مصر، خرجت كلمة واحدة من فم المواطن البسيط كانت كافية لتلخيص المشهد:
"دلوقتي بس عرفنا قيمة السلاح."
لماذا ضربت إسرائيل إيران الآن؟
التحليل السياسي يشير إلى عدة دوافع مباشرة:
البرنامج النووي الإيراني: مع اقتراب إيران من عتبة امتلاك التكنولوجيا النووية العسكرية، وجدت إسرائيل أن الوقت قد حان لتوجيه ضربة استباقية، بتأييد أمريكي "صامت" لكنه فعّال.
التهديد الإقليمي: إيران تمارس نفوذًا متزايدًا في سوريا ولبنان والعراق واليمن من خلال ميليشيات موالية لها، وهو ما تعتبره تل أبيب خطرًا وجوديًا يهدد أمنها القومي.
وقد كشفت تقارير استخباراتية أمريكية مؤخرًا عن محاولة اغتيال استهدفت السفير الإسرائيلي في باريس، يُعتقد أن إيران تقف خلفها، ما عجّل بقرار إسرائيل بالتصعيد العسكري.
خريطة التحالفات: مين مع مين؟
المنطقة انقسمت بوضوح:
إسرائيل وراها أمريكا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا.
إيران مدعومة من روسيا، سوريا، حزب الله، والحوثيين.
أما الدول العربية الكبيرة – مصر، السعودية، الإمارات، قطر، الأردن – فاختارت موقفًا متزنًا: لا مع ولا ضد... بل دعت لوقف التصعيد.
خسائر من أول ضربة
في إيران:
224 قتيلًا وأكثر من 1,277 مصابًا، معظمهم نتيجة غارات إسرائيلية على منشآت عسكرية ومدنية في طهران وأصفهان وبوشهر.
أضرار جسيمة في محطات طاقة، مخازن أسلحة، ومراكز قيادة،والاتصالات ومصافي النفط.
مقتل قيادات من الحرس الثوري وعلماء بارزين.
في إسرائيل:
ما بين 14 إلى 23 قتيلًا، وأكثر من 400 مصاب جراء صواريخ إيرانية سقطت على تل أبيب والنقب وحيفا.
تضرر البنية التحتية والمواصلات بشكل ملحوظ، وتوقف جزئي لحركة الطيران.
خسائر ضخمة... والناس في الملاجئ.
وماذا عن مصر؟ كانت بتعمل إيه؟
لم تنجرّ مصر إلى أي استقطاب، بل تبنّت موقفًا حكيمًا يعتمد على:
الدعوة إلى وقف التصعيد.
الاستعداد لأي طارئ عسكري أو اقتصادي.
الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، وعلى رأسها أمن قناة السويس، والممرات البحرية في البحر الأحمر.
لكن في خضم كل هذا، برز موقف لافت على لسان المواطن المصري البسيط، الذي أصبح يردّد بثقة:
"دلوقتي بس عرفنا ليه الرئيس السيسي كان بيشتري سلاح."
✈️ حكمة السنوات... ظهرت دلوقتي
في الـ10 سنين اللي فاتت، مصر:
جابت طائرات رافال وفرقاطات وغواصات ألمانية.
أنشأت أسطولًا جنوبيًا في البحر الأحمر.
زوّدت قدراتها على الحدود الغربية والشمالية والجنوبية.
ناس كانت تسخر،و كانت هناك أصوات خصوصًا من جماعة الإخوان وداعميهم تتهم الدولة المصرية بالإفراط في شراء السلاح، متسائلين:
"ليه السيسي بيشتري طيارات وغواصات؟ مش أولى الأكل والمستشفيات؟"
اليوم، ومع تصاعد الخطر على بعد أميال من حدودنا، أثبتت الأحداث صواب رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أدرك مبكرًا أن:
من لا يملك القوة يُفرض عليه القرار.
حماية الأمن القومي تبدأ من السماء والبحر والحدود.
استثمارات مصر في التسلّح لم تكن رفاهية، بل تحوّلت إلى صمّام أمان وسط منطقة تموج بالحروب والصراعات.
"دلوقتي فهمنا... السلاح بيمنع الحرب قبل ما تبدأ والسلاح مش رفاهية، السلاح هو الضمانة.
الاقتصاد اتأثر؟ طبعًا... بس المصري واعي
من الطبيعي أن يكون هناك تأثيرات اقتصادية على مصر والمنطقة نتيجة هذا التصعيد، من أبرزها:
ارتفاع أسعار النفط عالميًا (تخطى 75 دولارًا للبرميل).
زيادة تكاليف الشحن والتأمين البحري.
احتمالات تأثر السياحة والملاحة في البحر الأحمر إذا طال أمد الحرب.
لكن المفارقة أن المواطن المصري، الذي لطالما كان يعاني من الأعباء المعيشية، يعرب الآن عن تقبّله لتبعات الأزمة، طالما أن أمن البلد في أمان، وقوة الردع موجودة.
طيب والدول العربية الغنية... عملت إيه؟
في مشهد صادم، ظهر التناقض:
الشهر الماضى(مايو) زار ترامب الخليج، ووقّعت دول عربية صفقات بـ أكتر من 4 تريليونات دولار لشراء "الأمان الأمريكي".
ومع أول صاروخ إيراني، اتضح إن القواعد الأمريكية مش كفاية لحماية العواصم.
وهنا، المواطن العربي بيسأل:
"يا ترى ما كانش أولى بيهم يدعموا مصر بـ200 أو 300 مليار، بدل ما يشتريوا حماية وهمية؟"
مصر اللي وقفت مع الخليج في حرب الكويت، واللي جيشها حمى حدود الخليج، تستحق رد الجميل...
خلاصة المشهد:
الدول لا تُقاس بثرواتها، بل بكيفية توظيف تلك الثروات لخدمة أمنها القومي وكرامتها الإقليمية.
الشرق الأوسط يقف على حافة هاوية... لكن مصر، بفضل قيادتها السياسية الواعية، وجيشها القوي، وشعبها الذي أصبح أكثر وعيًا، قادرة على تخطي الموجة، والعبور بسلام.
وإذا كان التاريخ يُكتب في لحظات، فإن هذه اللحظة ستظل شاهدًا على أن القوة ليست خيارًا، بل ضرورة... وأن من يحترم نفسه، يجهز نفسه.
مصر اختارت الاستثمار في القوة، لا شراء الوهم.
المواطن المصري عرف أن السلاح مش رفاهية، بل حياة.
ومن ربط مصيره بواشنطن، اليوم ينتظر المصير من طهران.