ترامب يعد بوقف النار خلال أسبوع.. ومصر تتحرك لتهدئة شاملة في غزة

أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحًا مفاجئًا الجمعة الماضية، عبّر فيه عن تفاؤله بقرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الاحتلال وحركة حماس خلال الأسبوع المقبل، دون أن يقدّم تفاصيل واضحة حول مسار المفاوضات أو الجهات التي يتواصل معها.
تصريحات مفاجئة وسط أزمة إنسانية خانقة
خلال لقائه بالصحفيين، قال ترامب: "أعتقد أن الأمر قريب. لقد تحدثت للتو مع بعض المعنيين. نعتقد أننا سنحصل على وقف لإطلاق النار خلال الأسبوع المقبل".
ولكن ترامب لم يكشف عن هوية الأطراف التي تحدث معها أو طبيعة المحادثات، ما أثار دهشة المراقبين، خصوصًا مع عدم وجود مفاوضات رسمية جارية حاليًا على الأرض.
اتفاق وقف النار رهن التطبيع وصفقات سياسية
تشير تقارير إعلامية إلى أن إسرائيل، حتى اللحظة، ترفض مناقشة فكرة وقف الحرب، نظرًا لاعتبارات سياسية داخلية، حيث قد يُنظر إلى ذلك كضعف سياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولكن، وفقًا لعودة، فإن هناك تفاهمًا متناميًا في الأوساط الدبلوماسية بأن نتنياهو قد يضطر لقبول نوع من التهدئة أو وقف إطلاق النار في إطار صفقات تطبيع مع بعض الدول العربية، وهي الملفات التي تتابعها إدارة ترامب عن كثب.
مطالب حماس.. انسحاب وضمانات
من جانبها، تشترط حماس لوقف إطلاق النار إنهاء العدوان الإسرائيلي وانسحاب الجيش من المناطق التي أعاد احتلالها في غزة بعد خرق وقف النار السابق في مارس الماضي. كما تطالب بضمانات أميركية لعدم تكرار الانتهاكات واستمرار مسار المفاوضات.
وفي موازاة هذه التطورات، تتفاقم المأساة الإنسانية في غزة مع تصاعد أعداد الضحايا المدنيين، خاصة بعد أن كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن قادة عسكريين أصدروا أوامر مباشرة بإطلاق النار على مدنيين فلسطينيين كانوا يتجهون إلى نقاط توزيع المساعدات الإنسانية.
وقالت سلطات غزة إن هذا التقرير يمثل "دليلًا إضافيًا" على جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في القطاع. ورغم نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع هذه الاتهامات، فقد أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل نحو 550 فلسطينيًا بالقرب من مواقع توزيع المساعدات منذ أواخر مايو، غالبيتهم من المدنيين.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام أنفسهم وأسرهم... لا ينبغي أن يكون البحث عن الطعام حكمًا بالإعدام".
مذبحة تحت غطاء إنساني
وصفت منظمة أطباء بلا حدود ما يحدث في غزة بأنه: "مجزرة متخفية في صورة مساعدات إنسانية"،
في إشارة إلى استهداف المدنيين عند نقاط الغذاء التي يُفترض أن تكون محمية.
وفيما يتعلق بتصريحات ترامب، قال ستيف ويتكوف، المتحدث باسم مكتب المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، إنه "لا توجد معلومات مؤكدة حتى الآن عن أي اختراق وشيك بشأن وقف إطلاق النار".
وكان ويتكوف قد ساعد سابقًا فريق الرئيس جو بايدن في جهود الوساطة خلال وقف إطلاق النار السابق وإطلاق سراح الأسرى، قبل أن يتولى ترامب منصبه مجددًا مطلع هذا العام. إلا أن إسرائيل انتهكت الهدنة في مارس، عبر سلسلة من الغارات الجوية العنيفة.
استمرار الحصار وتدهور الأوضاع الإنسانية
تُصر إسرائيل على أن العمل العسكري هو السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى المحتجزين لدى حماس، وتُواصل فرض حصار خانق على القطاع، ما تسبب في شلل شبه تام لحركة الغذاء والماء والدواء والوقود، ودفع نحو 2.1 مليون فلسطيني إلى حافة المجاعة.
وفي سياق التصعيد، كشف مصدر مطّلع أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سيزور واشنطن خلال الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات مع مسؤولي إدارة ترامب بشأن عدة ملفات، أبرزها غزة، وإيران، وتحضيرات محتملة لزيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض.