وزير الخارجية الفرنسي: استهداف كنيسة العائلة المقدسة ”غير مقبول” ويتطلب مراجعة المواقف

في موقف لافت يعكس تصاعد الغضب الأوروبي من الحرب على غزة، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، عبر منشور رسمي على منصة "إكس"، عن إدانة بلاده الشديدة للقصف الذي طال كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، مشددًا على أن الكنيسة تقع تحت "الحماية التاريخية" التي تكفلها فرنسا، ما يجعل استهدافها اعتداءً ذا بعد رمزي وسياسي يتجاوز مجرد كونه عملاً عسكريًا.
بارو وصف الهجوم بأنه "غير مقبول"، مؤكدًا أنه أبلغ بطريرك القدس للاتين بمشاعر التضامن العميق من جانب الدولة الفرنسية، التي ترى في هذا الاستهداف تعديًا على ما تعتبره جزءًا من إرثها الديني والثقافي في الأراضي المقدسة. وذهب أبعد من ذلك حين قال إن الوقت قد حان "لوقف المذبحة في غزة"، وهو تعبير نادر في لهجته الحادة يصدر من مسؤول رفيع في الحكومة الفرنسية، ويعكس تحوّلًا تدريجيًا في الخطاب الأوروبي الرسمي من لغة القلق والتهدئة إلى نبرة الاتهام والمحاسبة.
استهداف الرموز المسيحية في غزة
بيان بارو يحمل أكثر من مجرد إدانة، فهو يبعث برسالة واضحة مفادها أن استهداف الرموز المسيحية في غزة، خاصة تلك التي تحظى برعاية تاريخية من دول كفرنسا، قد يدفع باريس لمراجعة مواقفها أو رفع مستوى الضغط الدبلوماسي على إسرائيل، وهو تطور لافت وسط تزايد الأصوات الغربية المطالبة بوقف فوري للعمليات العسكرية في القطاع.
في سياق يتسم بحساسية مفرطة، يأتي تصريح وزير الخارجية الفرنسي ليزيد من زخم التحركات الدولية نحو إنهاء التصعيد، حيث لم يعد الحديث يقتصر على أرقام الضحايا، بل بات يشمل استهداف المقدسات وانتهاك القيم المشتركة التي يفترض أنها تحظى بإجماع أخلاقي عالمي.