تفاصيل ما يحدث من حرب شوارع في إسطنبول

تعرف علي تفاصيل ما يحدث من حرب شوارع في إسطنبول .. والمواجهات العنيفة بين الشرطة وأنصار المعارضة بعد حكم قضائي بعزل قيادة "حزب الشعب" بالمدينة .. والسلطات تفرض حصاراً أمنياً ورقمياً والمعارضة تدعو لمؤتمر استثنائي وتتعهد بالمقاومة ..
يأتي هذا تشهد مدينة إسطنبول التركية حالة من التوتر الشديد والمواجهات العنيفة التي وصفت بـ"حرب الشوارع"، وذلك في أحدث فصول الصراع السياسي المتصاعد بين الحكومة التركية وحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، والذي اعتبر أن البلاد تقف عند "مفترق طرق تاريخي" ..
حيث انفجرت الأزمة الأخيرة بقرار من المحكمة العليا أثار زوبعة سياسية، وتتلخص أبعاده في:
قرار العزل الذي قضت المحكمة بعزل قيادة فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، وعلى رأسهم أوزغور جليك، بتهمة وجود مخالفات مالية.
تعيين بديل حيث أمرت المحكمة بتعيين غورسيل تكين، وهو قيادي سابق تم طرده من الحزب، كرئيس مؤقت للفرع.
ورفض المعارضة حيث رفض الحزب الحكم بشكل قاطع، واصفاً إياه بـ"الباطل واللاغي"، مؤكداً أن القرار يمثل تدخلاً سياسياً سافراً في شؤونه الداخلية.
ثانياً: من القضاء إلى الشارع .. حيث جاءت حالة من تصعيد المواجهات
الذي تحولت الأزمة القانونية بسرعة إلى مواجهات ميدانية عنيفة، تركزت حول المقر الإقليمي للحزب:
اقتحام المقر حيث وصل غورسيل تكين، المُعيّن من المحكمة، إلى مقر الحزب لتولي منصبه يوم الإثنين، ودخل المبنى بالقوة بدعم من الشرطة بعد مواجهات مع أعضاء الحزب.
قمع الاحتجاجات حيث استخدمت فرق مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق أنصار الحزب الذين تجمعوا للاحتجاج، ومن بينهم نواب في البرلمان.
متاريس داخلية في مشهد درامي حيث قام نواب من الحزب بتكديس الأثاث خلف أبواب المكاتب لمنع الشرطة وتكين من الدخول، معتبرين أن ما يحدث هو "تفكيك للديمقراطية".
ثالثاً: رد فعل السلطات.. القبضة الأمنية والرقمية ..
حيث اتخذت الحكومة سلسلة من الإجراءات المشددة للسيطرة على الوضع، شملت:
تصريحات رئاسية: دعا الرئيس رجب طيب أردوغان المعارضة إلى "احترام سيادة القانون" والتوقف عن تعطيل السلام في البلاد.
حصار أمني فرضت السلطات قيوداً أمنية صارمة، شملت حظر التجمعات في عدة أحياء، وإغلاق الطرق المؤدية إلى مقر الحزب.
قيود رقمية امتدت الإجراءات إلى الفضاء الرقمي، حيث فرضت الحكومة قيوداً على الوصول إلى منصات الإنترنت لمنع انتشار ما وصفته بـ"الأخبار المضللة".
رابعاً: تحرك المعارضة.. مؤتمر استثنائي ومقاومة
أعلن حزب الشعب الجمهوري عن خطوات تصعيدية لمواجهة ما وصفه بـ"الانقلاب القضائي":
مؤتمر استثنائي حيث دعا الحزب إلى عقد مؤتمر استثنائي في 21 سبتمبر الجاري لتوحيد الصفوف ووضع استراتيجية للمواجهة.
حماية رمزية حيث دعا زعيم الحزب أنصاره إلى حماية "منزل أتاتورك"، في إشارة رمزية إلى أن المعركة الحالية هي للدفاع عن قيم الجمهورية وليس مجرد صراع على المناصب.
وجدد الحزب التأكيد على أن الإجراءات القضائية هي محاولة لتقويض المعارضة وإضعافها قبل أي انتخابات مستقبلية.
خامساً: لماذا إسطنبول؟ .. معركة النفوذ والرمزية
تكتسب هذه الأزمة أهمية خاصة كونها تدور في إسطنبول العاصمة الاقتصادية والسياسية لتركيا .. حيث أن السيطرة على المدينة تمنح أي حزب نفوذاً هائلاً، ويرى المعارضون أن هذه الخطوة تأتي لتقويض مكانة الحزب بعد أن نجح في استعادة نفوذه في المدينة وإنهاء سيطرة حزب العدالة والتنمية التي امتدت لربع قرن.
