جريدة الديار
الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 10:05 مـ 14 جمادى أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
ضبط أسلحة نارية وبيضاء في مشاجرة بين أطراف بسبب جراج دراجات نارية بالإميرية ضبط مخالفات مرورية خطيرة بالقاهرة والإسكندرية: دراجات نارية وتوك توك يسير عكس الاتجاه وفاة زوجة الفنان حسن العدل بعد صراع مع المرض: نقابة المهن التمثيلية تنعى الفقيدة واقعة مؤسفة بالإسماعيلية: مالك عقار يعتدي على فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة سرقة تحت تهديد السلاح بالجيزة: ضبط 6 أشخاص واسترداد المسروقات من أجانب 700 ألف شخص يحصلون على خبز طازج يوميا في غزة من خلال مخابز برنامج الأغذية العالمي وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يتفقد مستشفى أجا المركزي في زيارة مسائية د. منال عوض: ”المناخ الأخضر” يخصص 50 مليون دولار للإستثمار الزراعي في مصر رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام يشارك في جلسة للبرلمان الأفريقي التموين تعلن عن طرح عبوة زيت خليط جديدة بسعر مخفض لصالح المواطنين محافظ دمياط يستوقف سيارة تسير عكس الاتجاه ويسحب الرخص فورا رئيس جامعة المنصورة يتابع تنفيذ مشروعات التطوير بالقطاعات التعليمية والطبية

حقيقة نزوح نصف مليون فلسطيني من مدينة غزة

يشهد قطاع غزة منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية في أغسطس الماضي موجة نزوح جماعي غير مسبوقة، حيث تزعم تقديرات إسرائيلية إلى نزوح ما يقارب نصف مليون فلسطيني من مدينة غزة باتجاه الجنوب، نتيجة القصف المكثف والمستمر.

وبينما تدعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها توفر مناطق "آمنة" للمدنيين، فإن الواقع على الأرض يعكس صورة مغايرة تماما، تكشف عن معاناة إنسانية هائلة ومخطط ممنهج لإفراغ المدينة من سكانها.

بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن حوالي 270 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة باتجاه الجنوب بسبب العمليات العسكرية، في وقت لا يزال فيه أكثر من 900 ألف شخص داخل المدينة وشمال القطاع، يرفضون المغادرة رغم الخطر، إما بسبب تمسكهم بأرضهم أو لعدم توفر مقومات العيش في أماكن النزوح.

ورغم استمرار القصف، رصدت أيضا حركة نزوح عكسي لنحو 22 ألف شخص عادوا إلى مناطقهم الأصلية في غزة، بعد أن وجدوا أن الأوضاع في الجنوب، لا سيما في مناطق مثل المواصي بخان يونس ورفح، لا تقل سوءا عن مناطقهم، حيث تعاني تلك المناطق من غياب تام للخدمات الأساسية مثل المستشفيات، الماء، والكهرباء، فضلا عن تعرضها لأكثر من 110 غارات جوية أسفرت عن مقتل أكثر من 2000 شخص.

تدمير الأبراج السكنية

ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل هجماته البرية والجوية، خلال الأسبوعين الماضيين ما يصل إلى 20 برجًا سكنيًا في غزة، ضمن حملة تستهدف البنية التحتية للمدينة، بزعم ملاحقة عناصر من حركة حماس.

ويقول جيش الاحتلال إن المناطق التي يدعو السكان إلى التوجه إليها، مثل منطقة المواصي، تتوفر فيها خيام وطعام وأدوية، لكنها في الحقيقة لا تستوعب سوى نسبة ضئيلة من السكان، إذ أن المساحات التي حددتها إسرائيل كمناطق "إيواء" لا تتجاوز 12% من مساحة قطاع غزة، وتحاول استيعاب أكثر من 1.7 مليون شخص.

في ظل هذه الظروف، تتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية، حيث دعت السلطات الصحية في غزة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين. إلا أن التجاوب الدولي لا يزال ضعيفًا، رغم اقتراب بعض الدول، مثل أستراليا وكندا وبلجيكا، من اتخاذ خطوات للاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة رمزية قد لا تغير من الواقع المأساوي الحالي.

في النهاية، تؤكد المعطيات أن ما يحدث في غزة ليس مجرد عمليات عسكرية، بل هو مخطط ممنهج لتهجير السكان وإفراغ المدينة من أهلها، في ظل صمت دولي وتجاهل لمعاناة أكثر من مليون إنسان يعيشون في خطر دائم، بين النزوح والموت، وسط حصار خانق وظروف إنسانية كارثية.