جريدة الديار
الأحد 5 أكتوبر 2025 11:44 صـ 13 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

قبس من السيرة .. تفاصيل حصار سيدنا عثمان بن عفان ومقتله

مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه
مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه


اعرض خلال السطور القليلة التالية .. قبس من السيرة .. وتفاصيل حصار سيدنا عثمان بن عفان "رضي الله عنه وأرضاه" ومقتله ..
حيث كان حصار سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ومقتله من أخطر الأحداث في التاريخ الإسلامي ..

إذ كان بداية الفتنة الكبرى التي فرقت بين المسلمين بعد عهد الخلفاء الراشدين ..
وإليك القصة بتفاصيلها التاريخية الموثوقة والمترتبة زمنياً:
أولاً: خلفية الأحداث:
كان عثمان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين (تولى سنة 23هـ بعد عمر بن الخطاب)، واستمرت خلافته نحو 12 سنة، ازدهر فيها الإسلام واتسعت الدولة حتى شملت أرمينيا وخراسان وبلاد السند وأفريقية.
غير أن الرخاء والاتساع أدّيا إلى دخول عناصر جديدة في المجتمع الإسلامي، وفي أواخر عهده بدأت الفتنة تُثار ضده.


ثانياً: أسباب الفتنة:
. تولية أقاربه من بني أمية على بعض الولايات (كمعاوية في الشام، وعبد الله بن سعد في مصر، والوليد بن عقبة في الكوفة)، فاتهمه البعض بالمحاباة.


. شكاوى الناس من الولاة وصلت إلى المدينة، وبعضها كان مكذوبًا ومفبركًا من قِبل المنافقين أو الطامعين في الفتنة.


. تحريض عبد الله بن سبأ (رجل يهودي أظهر الإسلام) الذي بثَّ بين الناس الشبهات ضد الخليفة ودعا إلى الثورة عليه، خاصة في الكوفة والبصرة ومصر.


. تأثر بعض البسطاء بالشائعات التي نشرت أن عثمان غيّر سُنن الشيخين، وأنه جمع المصاحف وحرق غيرها.


ثالثاً: بداية الحصار:
في سنة 35 هـ، خرجت جماعات من الكوفة والبصرة ومصر إلى المدينة المنورة، بحجة الشكوى من ولاتهم.
استقبلهم عثمان رضي الله عنه بكرم ولين، وسمع شكاواهم بنفسه، ووعدهم بالإصلاح، فاطمأنوا ورجعوا.
لكن في الطريق، عثروا على رسالة مختومة بخاتم عثمان تأمر بقتلهم (وهي مكيدة مدبرة، لم يرسلها عثمان قطعاً)، فعادوا غاضبين إلى المدينة، وحاصروا داره.

رابعاً: موقف الصحابة:
جاء علي بن أبي طالب، والزبير، وطلحة، والحسن والحسين، وعبد الله بن الزبير وغيرهم يعرضون عليه القتال والدفاع عنه، فقال عثمان قولته المشهورة: “لا أكون أول من فتح باب الفتنة في الإسلام، ولن أُراق فيَّ دم.”
“أعزم على كل من لي عليه طاعة أن يكف يده وسيفه.”

فأمرهم ألا يقاتلوا احترامًا لدماء المسلمين.


خامساً: شدة الحصار
استمر الحصار نحو أربعين يومًا.
مُنع عنه الماء والطعام في أيامه الأخيرة، حتى كانت زوجته نائلة بنت الفرافصة وبعض جيرانه يهرّبون له الماء سرًّا.
كان رضي الله عنه يصوم النهار ويصلي الليل ويقرأ القرآن، حتى قيل إنه قُتل والمصحف في حجره.


سادساً: مقتله رضي الله عنه:
في يوم الجمعة 18 ذي الحجة سنة 35 هـ (وقيل 17)، اقتحم المتمردون داره.

حاولت زوجته نائلة الدفاع عنه فقطعوا أصابعها.
وضربه رجل من الفتنة (قيل اسمه الغافقي أو سودان بن حمران) بسيفه وهو يقرأ القرآن فسال دمه على المصحف عند قوله تعالى: "فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (البقرة: 137)

وقُتل شهيدًا وهو ابن 82 سنة.

سابعاً: بعد مقتله:
دُفن سرًّا في البقيع ليلاً خوفًا من الفتنة.
وأدى مقتله إلى اضطراب الأمة وبدأت الفتنة الكبرى ووقعت بعدها معركة الجمل وصفين بين الصحابة بسبب المطالبة بدمه.


ثامنًا: مكانته وفضله:
قال النبي ﷺ عن عثمان:
“ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة.”
رواه مسلم.

وقال ﷺ في حديث آخر:
“ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم”
لما جهّز جيش العسرة وبئر رومة.