إيران تتطلع إلى منظومتي HQ-9 وS-400 لإعادة بناء دفاعها الجوي المنهار

صرح عضو لجنة الأمن القومي البرلماني الإيراني أبو الفضل ظهره وند بأن «أعداءنا سيفهمون لغة القوة» بعد نشر منظومات دفاع جوي متقدِّمة، في إشارة إلى خطط لاقتناء الصينية HQ-9 والروسية S-400.
التصريحات جاءت بعد ضر بة مشتركة أميركية إسرائيلية وصفت بأنها من أشرس الضر بات على دفاع إيران الجوي منذ عقود، إذ أُلحقت خسا..ئر واسعة بالقدرات بعيدة المدى، خصوصًا عبر تدمير رادارات وعربات إطلاق باستخدام طائرات مسيّرة صغيرة وصو ..اريخ موجهة (مثل Spike NLOS)، ما مكّن المقا ..تلات الإسرائيلية من تنفيذ أكثر من مئة غارة استهدفت مواقع حسّاسة بما فيها منشآت في فور دو ونطـنز.
العمود الفقري السابق للدفاع الجوي كان أربع كتائب S-300 PMU-2 (وصلت 2016) المصمَّمة لمواجهة طائرات وصو اريخ كروز حتى نحو 200 كلم، والتي أُبيدت خلال العمليتين المذكورتين.
نظام HQ-9 الصيني يُعتبر استيرادًا استراتيجيًا أوليًا للصين في هذا المجال، وله قدرات شبيهة بـ S-300/400 (رادار AESA ومداها نحو 200–250 كلم)، والنسخة المصدَّرة HQ-9B/FD-2000B تقدم مدى وخوارزميات توجيه متطوِّرة؛ وتوجد حالات توصيل سابقة عبر نقل جوي ثقيل (Y-20).
S-400 الروسية، لو نُفّذت الصفقة، تمنح تغطية بعيدة تصل إلى 400 كلم وقدرات طبقية وتعقّب واسع (رادار 92N6E وتتبع مئات الأهداف وصواريخ اعتراض بعيدة المدى مثل 48N6 و40N6) ..
العقبة التقنية الأساسية ليست فقط الحصول على الصواريخ بل دمج منظومات مختلطة المنشأ (HQ-9، S-400، منصات محلية مثل باور-373 وخُرداد) داخل بنية قيادة وسيطرة واحدة: فروق بروتوكولات البيانات، ترددات الرادار، ومتطلبات الربط ستستلزم برمجيات ووحدات ربط متخصصة لتقليل زمن الكشف والتوجيه.
قدرة روسيا على تزويد إيران بـ S-400 غير محسومة عمليًا بسبب ضغوط إنتاج ناجمة عن الحر ..ب في أوكرانيا (وسيناريوهات إعادة شراء بطاريات من دول ثالثة)، بينما طهران تنفي رسمياً تقديم طلب، لكن تصريحات مسؤولين وبرلمانيين تشير إلى مناقشات غير علنية.
دافِع إيران للتحوّل صوب الصين هو رغبة بتنويع المصادر بعد خيبات أمل من روسيا (مثل تأخر/فشل تسليم Su-35)، وقد تُسرّع صيغ «النفط مقابل السلاح» عمليات التسليم، لكن أي خطوة ستكون ذات أبعاد جيوسياسية كبيرة.
نجاح إيران في استعادة قدرات الاعتراض بعيدة المدى ممكن مبدئيًا عبر نشر HQ-9 وS-400 معًا، لكن التحدي الأكبر عمليًا هو الدمج التشغيلـي لشبكة مختلطة وسريعة الاستجابة في ظل عقوبات ومحدودية قدرات الصناعة المحلية، ما يجعل إعادة بناء منظومة فعالة مهمة تقنية وسياسية شاقة.


