”إنتِى السند”.. مبادرة لرسم البهجة على وجوه الغارمات وتجفيف منابع الديون

شهدت محافظة الإسكندرية انطلاق فعاليات مبادرة «إنتِى السند» التي تنفذها مؤسسة مصر الخير، بهدف دعم الغارمات ومساندتهن مجتمعيًا ونفسيًا، وفتح أبواب الأمل أمامهن لمستقبل أكثر استقرارًا، بعيدًا عن دوامة الديون والاستدانة.
وتتضمن المبادرة حملات توعية قانونية حول مخاطر التوقيع على إيصالات الأمانة، وما يترتب عليها من آثار سلبية على حياة الأسر المصرية، إلى جانب أنشطة ترفيهية تهدف إلى تعزيز الثقة بالنفس، وتحقيق اندماج إيجابي للغارمات في المجتمع.
ألف غارمة ضمن المرحلة الأولى
قالت الدكتورة حنان الدرباشي، رئيس قطاع التكافل والغارمين بمؤسسة مصر الخير، إن المبادرة تستهدف الوصول إلى الغارمات في جميع المحافظات، حيث انطلقت المرحلة الأولى في الإسماعيلية، الفيوم، القاهرة، الإسكندرية، وأسيوط، بمشاركة نحو ألف غارمة ممن تم سداد ديونهن وفك كربهن.
وأضافت أن دور المؤسسة لا يقتصر على سداد الديون فقط، بل يمتد إلى برامج الدعم النفسي والتوعوي بعد خروج السيدات من أزمتهن، وتشمل تنظيم فعاليات ترفيهية لإعادة بناء الثقة، إلى جانب الندوات القانونية والدينية بالتعاون مع واعظات وزارة الأوقاف، لتوضيح مخاطر الديون وانعكاساتها على الأسرة والمجتمع.
وأكدت الدرباشي أن قضية الغُرم تُعد من مصارف الزكاة الشرعية، ويستحقها من تحمل دينًا نتيجة ظروف قهرية أو أسرية اضطرارية، مشددة على أهمية رفع الوعي المجتمعي بهذه القضية، وتحذير الأسر من الوقوع في فخ الاستدانة لأغراض استهلاكية.
يوم ترفيهي ورسائل توعوية عبر الفن
وفي سياق متصل، أوضحت الدرباشي أن المبادرة نظّمت يومًا ترفيهيًا خاصًا بالغارمين والغارمات بالإسكندرية، لرسم البسمة على وجوههم وبث الأمل في نفوسهم، مشيدة بجهود فريق العمل في فرع المؤسسة بالإسكندرية، الذين يعملون بكل إخلاص مع الأسر المستهدفة.
وأضافت:
"نفخر بجهود فريق مصر الخير في الإسكندرية، لأن الهدف الذي نعمل من أجله نبيل. علينا أن نتعلم من تجاربنا، وألا نوقّع على بياض تحت أي ظرف".
كما كشفت عن توجه المؤسسة مؤخرًا إلى توثيق الحالات الإنسانية من خلال أفلام وأعمال تسجيلية تحمل رسائل توعوية وثقافية، مؤكدة أن الفن والمهرجانات الثقافية أصبحت أدوات مؤثرة للتوعية والتغيير.
وأشارت إلى أن الغارمات ما زلن في حاجة ماسة للدعم، مؤكدة ضرورة تجفيف منابع الغُرم، حتى لا تتجدد المأساة مرة أخرى.
كما ربطت بين الجهد الوطني والعمل المجتمعي، قائلة إن انتصارات أكتوبر المجيدة تُمثل دافعًا قويًا لمواصلة العطاء والكفاح، واستلهام روح النصر في العمل الإنساني.
الوصول إلى الغارمين والتفاوض مع الدائنين
من جانبه، قال الأستاذ أيمن أبو غالي، مدير مكتب مؤسسة مصر الخير بمحافظتي الإسكندرية والبحيرة، إن المؤسسة تسعى دائمًا للوصول إلى الغارمين من خلال الجمعيات الأهلية الشريكة والقيادات الطبيعية في المحافظات، وذلك ضمن خطة متكاملة لتجفيف منابع الديون من جذورها.
وأضاف أن المؤسسة تعمل على رفع الوعي المجتمعي بقضية الغُرم من خلال ندوات بالتعاون مع وزارة الأوقاف، يشارك فيها أئمة وواعظات لتوعية الأسر، إلى جانب استقبال حالات جديدة، ودراسة أوضاعهم الاجتماعية والقانونية، والتفاوض مع الدائنين لسداد الديون عن الحالات المستحقة.
وأشار أبو غالي إلى أن الدور الإنساني للمؤسسة لا يتوقف عند فك الكرب، بل يشمل الرعاية الصحية، والمساعدات الاجتماعية، وبرامج التمكين الاقتصادي، لضمان حياة كريمة ومستقرة للأسر، ومنع تكرار الأزمات.


