جريدة الديار
الثلاثاء 15 يوليو 2025 11:06 صـ 20 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
الدقهلية: تحصين 25603 في الحملة القومية الثانية ضد مرض الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع وزير الداخلية يأذن لـ 63 مواطن بالحصول على الجنسيات الأجنبية وزير الصناعة والنقل ووزيرا التعليم العالي والتربية والتعليم يشهدون توقيع بروتوكول تعاون بين مصلحة الكفاية الإنتاجية وصندوق تطوير التعليم ”جبران”: قانون العمل الجديد يدخل حيز التنفيذ ويعد بالأمان الوظيفي ابتداءً من سبتمبر ضبط شخص استخدم كلبًا لتخويف مواطن بهدف التصوير والتربح عبر مواقع التواصل بالدقهلية أسعار بيع وشراء الذهب اليوم الثلاثاء أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الثلاثاء حالة الطقس ودرجات الحرارة اليوم الثلاثاء تفاصيل كيفية مقاومة محافظ الإسماعيلية للنباشين امين عام الأمم المتحدة: أكثر من 800 مليون شخص حول العالم يعانون من الفقر المدقع المعسكر التدريبي الأول للجان العلمية للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالاسكندرية إصــابة 7 اشخاص جراء تصـادم توكتوك موتوسيكل على طريق ”دكرنس المطرية” أمام قرية الطاهرى بالدقهلية

اختراق إسرائيلي في مفاصل الدولة الإيرانية

حسين سلامي
حسين سلامي

ورقة موقف: اختراق إسرائيلي عميق في مفاصل الدولة الإيرانية – هل يتكرر سيناريو حزب الله في طهران؟

في اللحظة التي تتفاخر فيها طهران بترسانتها النووية، وتحالفاتها "العقائدية" الممتدة من جنوب لبنان إلى صنعاء، يتسلل ظلّ آخر في عمق الدولة، لا يحمل راية، ولا يرفع شعارًا، لكنه يعمل بدقة الجراح ودهاء العقرب. الاختراق الإسرائيلي الأخير لم يعد خبرًا مثيرًا في نشرة الأخبار، بل أصبح نمطًا متكررًا، يشي بأن بنية النظام الإيراني تعاني من صدع داخلي أعمق مما نتصور.

دولة العقيدة أم عقيدة الدولة؟

إيران التي بنت مشروعها على فكرة "التشييع السياسي" والتصدير الثوري، خلقت منظومة أمنية تقوم على الولاء لا الكفاءة، وعلى القمع لا الشفافية. والأنظمة العقائدية حين تصاب بالشروخ، لا تصدر صوتًا، بل تنهار دفعة واحدة. ذلك أن تراكمات الضعف، والتصدعات الداخلية، لا تُرى من الخارج إلا حين تقع الفضيحة، أو "تُسرق وثائق نووية" من قلب طهران، كما حدث عام 2018.

تكرار سيناريو حزب الله.. ولكن بالعكس

حزب الله، الذراع الإيراني الأشهر، أنشأ نموذج "الدولة داخل الدولة" في لبنان، عبر مؤسسات موازية، أمنية، اجتماعية، وعسكرية. لكن المفارقة المرعبة أن إيران، الآن، تواجه نموذجًا معاكسًا: اختراق خارجي يخلق داخلها "دولة ظل" إسرائيلية تتحرك داخل مفاصل القرار الإيراني. الموساد لا يضرب من بعيد، بل يتحرك من الداخل، بأدوات بشرية إيرانية، أو بمساعدة أطراف داخلية فقدت الثقة في النظام أو تبحث عن النجاة.

الأنظمة القمعية لا تسقط من الخارج.. بل من داخلها

كل نظام شمولي مغلق هو "كائن من زجاج" مهما بدا فولاذيًا. فالاعتماد على الموالاة العمياء، واستبعاد الكفاءات، يولّد بيئة خالية من الرقابة، وفائضة بالفساد والاختراق. الأجهزة الأمنية الإيرانية، المتضخمة والمتنافسة، تحولت إلى عبء على النظام، بدلًا من أن تكون درعًا له.

ملامح المرحلة القادمة:

1. صراعات داخلية في طهران بين أجهزة الدولة، واتهامات بالخيانة والولاء المزدوج.


2. تصعيد إسرائيلي محسوب، يقوم على سياسة "إرباك الداخل" لا المواجهة العسكرية.


3. ارتباك في محور المقاومة، مع إعادة ترتيب الولاءات، وانكشاف أدوار كانت خفية.


4. احتمال انفجار شعبي، نتيجة تفكك القبضة الأمنية التي طالما أخضعت الداخل بالقوة.

الختام:

ما يجري في إيران اليوم ليس مجرد تسريب، ولا ضربة استخباراتية عابرة، بل هو تفكيك ناعم لنظام وُلد من رحم الثورة، لكنه يترنّح تحت ضربات الخيانة، والاختراق، والانعزال عن شعبه. الخطير في المشهد ليس فقط أن الموساد نجح، بل أن طهران فشلت في أن تقرأ رسائل الانهيار القادمة من داخلها.