جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

بعد صدور قرار بهدم منازلهم

17 أسرة تعيش بالعراء في الإسكندرية.. والمحافظة «خارج الخدمة»

-

الديار- الزهراء الجعفرية

في الوقت الذي تسعى فيه الدولة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتوفير "حياة كريمة" لمختلف أفراد المجتمع، وخصوصاً محدودي الدخل، من خلال العديد من المبادرات والخطط التنموية التي تم تنفيذها على أرض الواقع بمختلف محافظات الجمهورية، لم يحرك محافظ الإسكندرية ساكنًا بشأن 17 أسرة تعيش في العراء داخل خيم بمركز شباب الشهيد محمد المسيري بمنطقة العجمي، بعد صدور قرار بهدم منازلهم التي آلت للسقوط وراح ضحيتها أربعة منهم.

ورغم المحاولات المضنية لحل مشكلة تلك الأسر، إلا أن المحافظة تنصلت من المسؤولية ولم تعبأ بمصيرهم، رغم وجود أطفال وعجائز بينهم يرتعدون من شدة البرودة، بعدما غطت الثلوج شوارع عروس البحر ليطلق البعض عليها.

منذ ما يزيد عن ستة أشهر وتلك الأسر تعيش في العراء، بعدما تم ترحيلهم من منازلهم بمنطقة الدخيلة نتيجة سقوطها وتهالك المنازل المجاورة لهم، وظهور مياه جوفية تحت هذه المنازل.

"أخلونا ووضعونا فى الخيم"

وبوجه شاحب، تقول سماح السيد محمد، أم لطفلين، "إحنا ثلاث بيوت بتضم 17 أسرة مرميين في مركز شباب الشهيد محمد على المسيرى بالعجمى من أكتر من ستة أشهر بسبب إن البيت منهار والبيوت المجاورة لينا آيلة للسقوط، وجالها قرارات هدم حتى سطح الأرض لخطورتها على السكان والمارة".

وتابعت: "الحي والمحافظة هما اللى إخلونا من المنازل، ووضعونا فى مدرسة النورس بمنطقة الدخيلة في الإسكندرية لمدة ثلاثة أشهر ونصف، وقبل بدء الدراسة بيومين جاءوا أخلونا ووضعونا فى الخيم داخل مركز الشباب، والدنيا شتت علينا وعيالنا غرقت وتعبت واشتد عليها المرض وفينا شيوخ وكبار وأطفال وبنات وستات، وكل أسرتين أو ثلاثة فى خيمة مع بعض وماحدش سأل علينا".‏

"الحي قالنا معندناش شقق ليكم"

‏وفي سياق متصل قال هاشم عبد الفضيل، رب أسرة، "لما جاء سكرتير عام ورئيس حى العجمى فى أول نوة بعد ما اتصلنا بالنجدة عرضوا على كل واحد فينا 1800 جنيه علشان يأجر بيها شقة لمدة ثلاث شهور، وسكرتير المحافظ قلنا إحنا معندناش شقق ليكم كل واحد فيكم يروح يشوف حاله، مالكمش شقق عندنا".

وأضاف: "لم يكتف بذلك بل قال الدولة مش مسؤولة عن اللى يقع بيته الحكومة تديله غيرها، يعنى المحافظة والحى رمونا في الشارع والنوة الأخيرة جات علينا وحتى ماجوش تاني ولا دوروا علينا".

"المسؤولون لا يعترفون بسيول الإسكندرية"

وأشار رفاعي عطوة رفاعي، أحد المتضررين، إلى أنه فقد أعز ما يملكه عندما انهار بيته، حيث فقد والدته، ليضيف "مش كفاية فقدت أمي وكمان مرمي في الشارع".

‏واستطرد قائلًا: " تقدمنا بطلبات رسمية للحي والمحافظة قبل دخول فصل الشتاء خوفًا من هطول الأمطار علينا، ولكن فوجئنا بعد فترة برد الحي على هذه الطلبات، مؤكدين أنه لا توجد سيول بالإسكندرية خصوصا منطقة العجمي".

وتابع: "لما وجدت الأسر عدم الاهتمام بهم وتوفير سكن آدمي وحياة كريمة لهم كما أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي، لجأوا لتقديم طلب لرئاسة الوزراء، وجاءت لجنة من وزراة التضامن بالقاهرة وأخذت بياناتنا وعملت بحث، ولكن دون فائدة، أعطونا لبس وبطانين وسابونا بنفس وضعنا".

وأوضح: "إحنا عايزين سكن يحمينا ويحمي ولادنا من البهدلة دي، ياريت حد يبصلنا بعين العطف والرحمة إنتو مش متخيلين إحنا عايشين إزاي". ‏

‏وأكدت "أم إبراهيم" مقيمة بالمخيم ضمن المتضررين: " لسكرتير قال إنتم مالكمش حق عند الدولة روحوا كونوا نفسكم من أول وجديد، وعرضنا عليه أن يوصل صوتنا للرئيس ولكن دون جدوى، وإحنا مش عارفين نودى عيالنا المدارس ولا عارفين نشتغل ولا عارفين ننام ولا نعمل إى حاجة شوفولنا حل".