جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

إلغاء التشعيب بالثانوية العامة بين القبول والرفض

طارق شوقي
الديار- حسام فاروق -

التربية: لا ضرر من الإلغاء والامتحانات أصبحت أوبن بوك

أكاديميون: إلغاء التشعيب قرار كارثي والطلبة هم الضحية

تربويون: القرار يدعم التعليم الفني المهمش في مصر

يعيش الطلبة وأولياء الأمور حالة من القلق بعد خروج وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، ببيانات وتصريحات لم تكن في حسابات الطلبة ولا أولياء الأمور.

وآخر ما تطرق إليه وزير التربية والتعليم فجأة وبدون سابق إنذار هو إلغاء نظام التشعيب في الثانوية العامة، وهو ما آثار حفيظة الطلبة وأولياء أمورهم، فلم تمضي أيام قليلة على أزمة مناهج رابعة ابتدائي إلا ويصدر القرار الجديد المثير للجدل.

"الديار" حرصت على استطلاع المسؤولين والخبراء وبعض المعنيين للوقوف على حقيقة الأمر وما الداعي لمثل هذا القرار في الوقت الراهن، خصوصا وأننا أوشكنا على نهاية الفصل الدراسي الأول.

بداية استنكرت مدير مركز المناهج بوزارة التربية والتعليم منال شلبي، كل هذا القلق المثار من الطلبة وأولياء الأمور حول موضوع إلغاء التشعيب بالثانوية العامة، مضيفة نحن الآن في الوزارة نقوم بعمل دراسات لخروج المنهج في شكل بسيط يصل بالطالب للنتيجة المرجوة.

وقالت لن نقوم بعمل مناهج بها حشو، فالآن المنظومة التعليمية تبنى على أساس الفهم وليس الحفظ والامتحانات أصبحت "أوبن بوك" والطالب الفاهم فقط هو من سيصل إلى ما يصبوا إليه.

ودعت مديرة مركز المناهج إلى عدم القلق من الطلبة وأولياء الأمور، مؤكدة أنه حين يتم الانتهاء من وضع المناهج سوف نتحدث عنها بشكل أوسع لتوضيح ماهيتها للجميع.

الصالح العام للطلبة

ومن جانبه أكد رئيس قسم التكنولوجيا الحيوية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الدكتور تحسين شعلة، أن إلغاء التشعيب في الثانوية العامة قرار كارثي غير مدروس ويعتمد على الفردية دون استراتيجية واضحة أو خطة مدروسة يكون مردودها الصالح العام للطلبة.

وأوضح أن إلغاء التشعيب ليس له فائدة وسيكون الضرر على الطلبة الذين لا يجيدون دراسة المواد العلمية أو الأدبية أو الرياضيات، لافتا إلى تنوع الأضرار الناجمة عن الإلغاء، ولكن الضرر الأوحد هو عدم توزيع الطلبة من البداية وفقا لتميزهم واهتماماتهم وبناء عليه سيكون هناك عدم وجود استراتيجية واضحة لتوجيه الطلبة للكليات المطلوب زيادة عدد الطلبة بها.

وأضاف: تكدس الطلبة بكليات بعينها دون الأخرى قد يترتب علية إغلاق بعض الكليات أو قلة عدد الخريجين بها مما يترتب علية سلبيات في الاستفادة من خريجي تلك الكليات، موضحا أن الفائدة من التشعيب هو توجيه الطلبات للتخصصات المفيدة للدولة من خلال استراتيجية واضحة عن طريقها يتم إعادة توجيه الطلبة وفقا للخطة الاستراتيجية للدولة بناء على احتياجات سوق العمل.

وتابع: مما لا شك فيه أن التشعيب له دور أساسي في الاستفادة من القدرات المختلفة للطلبة وفقا لتميزهم في مجالات متنوعة، فقدرات الطلبة الذهنية تساعدهم على تقبل بعض المعلومات في تخصص دون الأخر.

واستطرد: ما يؤكد هذا الرأي هو وجود قامات مميزة في مجالات دون الأخرى وفقا لقدراتهم الذهنية، ومثال ذلك الدكتور أحمد زويل العبقري في مجال الكيمياء والفيزياء، والأديب الكبير نجيب محفوظ، وكذلك الدكتور مجدي يعقوب المميز في مجال الطب، وهذا التمييز يرجع لكونهم متفردين في مجال دون الآخر ووفقا لقدراتهم الذهنية والإبداعية في مجال يجيدونه دون الآخر.

القبول بالكليات العلمية

ومن وجهته، أكد كبير معلمي اللغة الإنجليزية بمحافظة الدقهلية هشام الجوهري، أنه يؤيد إلغاء التشعيب شريطة أن يتم القبول بالكليات العلمية طبقاً لاختبارات القدرات المؤهلة لذلك وألا يكون على أساس المجموع بالثانوية العامة.

وأضاف: أرى أنه اتجاه صحيح يتناسب مع الفترة الحالية لأن ذلك القرار سيقلل من أعداد طلاب وطالبات العلمى، وهو ما سيقلل بدوره من الاعداد المهولة من الأطباء والمهندسين، فالتعليم ليس لتخريج الطائفتين فقط.

وأضاف الجوهري الدول المتقدمة تقدمت بالتعليم الفني المهمش في مصر وليس بكثرة الأطباء والمهندسين، ينبغي أن تتوافق سياسات التعليم مع سوق العمل والتي تتطلب اليوم خريجي التعليم الفني أكثر من العام، مؤكداً أن الاتجاه لعدم التشعيب سيقلل من الإقبال على التعليم العام عموماً وشعبة العلمي بوجه خاص.

قرار إلغاء التشعيب

وفي سياق متصل أيد أستاذ مساعد الصحة العامة والطب الوقائي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الدكتور نشأت نبيل، كمال قرار إلغاء التشعيب حتى يستطيع الطالب الحصول على معلومات أكبر خاصة بالشعبتين علمي علوم وعلمي رياضة كحد أدنى من المعلومات التي يحتاجها في حياته العملية.

وعلى نفس النهج وافقت مشيرة محمد ولية أمر على إلغاء التشعيب في نظام الثانوية العامة، مؤكدة أنها من الداعمين لذلك القرار لكونه يسهم في تطوير المنظومة التعليمية ككل ويدعم التعليم الفني بشكل خاص.