جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 04:08 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رانيا الغضبان «الديار»: مقاومتنا لم تحصر يوما بالسلاح.. ومعركتنا مع العدو ممتدة من الثقافة والاقتصاد حتى الفضاء… حوار

رانيا الغضبان
رانيا الغضبان

► الشباب الفلسطيني معرضون للاعتقال بأي لحظة.. ويعاملون بعنصرية بشكل دائم من قبل الاحتلال

رانيا الغضبان، باحثة فلسطينية بالعلاقات الدولية، ثائرة فلسطينية من أبناء مخيم شاتيلا، والأصل من بلدة كويكات الكنعانية قضاء عكا.

درست العلاقات الدولية سلك الماجستير في مدينة ليون الفرنسية؛ وبسبب حصولها على جواز سفر أوروبي مكنها ذلك من زيارة بلدها فلسطين، وبشكل خاص بلدتها الحبيبة كويكات لأكثر من مرة.

وكفاعلة وناشطة في المجال الجمعوي كانت لها لقاءات مع عدد كبير من الشباب من مختلف المدن الفلسطينية المحتلة، عكا وحيفا ويافا والناصرة والقدس ورام الله ونابلس والخليل وجنين القسام وبيت لحم مهد المسيح عليه السلام، وقد اشتغلت على العديد من البرامج الإجتماعية والتعليمية وغيرها، كما ناقشت العديد من ملفات التي ستحمل عاتق طرحها للعالم إيمانا منها بعدالة قضيتها الفلسطينية، وكان للديار هذا الحوار معها...

- ماهي أبرز التحديات التي تواجه هؤلاء الشباب الذين تمكنت من مقابلتهم في ظل تواجد الاحتلال الإسرائلي؟

-- الشباب الفلسطيني يعانون من مشاكل عديدة، فهم معرضون للاعتقال بأي لحظة لسبب أو بدون سبب، ويعاملون بعنصرية بشكل دائم من قبل الاحتلال.

ولهذا لا أرى أنه من الممكن أن يكون لهم وضع أفضل يستطيعون فيه العيش بكرامة وممارسة حياتهم الطبيعية ما دام الاحتلال موجود، والحل الوحيد يكمن بزوال الإحتلال.

- باعتبارك أحد أبناء المخيمات، ماهي العقبات التي تواجه اللاجئين الفلسطينين داخل المخيمات؟

-- كفلسطينية عاشت حالة اللجوء على الأراضي اللبنانية، يمكن أن أقول أن من بين أهم المشاكل التي يواجهها اللاجئون الفلسطينين هو مشكل عنصرية القوانين اللبنانية الجاحفة بحق اللاجئين الفلسطينيين، والتى تحرمهم من حقوقهم المدنية ؛ كحق العمل وحق التملك.

كما أن الشباب هناك يعاني من صعوبة تأمين تكاليف ومصاريف الدراسة الجامعية، حتى وإن كانت بعض الدول الأجنبية تقدم منح دراسية، إلا أنها لا تشمل كافة الشباب الفلسطينى.

وبما أن رب البيت ممنوع من العمل في لبنان بسبب جنسيته الفلسطينية، فلن يستطيع تأمين المصاريف الجامعة لأبنائه، ومن استطاع منهم أن يحصل على منحة دراسية، يواجه نفس سيناريو والده بعدم إمكانية الحصول على وظيفة بنص القانون لا بسبب عدم توفر فرص الشغل، وحسب رأيي أن هذه القوانين تخدم العدو الصهيوني بشكل غير مباشر، حيث تدفع الشباب الفلسطينى للتفكير في عدم استكمال دراستهم الجامعية، أو خيار الهجرة لأي بلد يؤمن له حياة كريمة.

- وما هى أهم المبادرات والحلول المقترحة التي يمكن تقديمها لمعالجة إشكالية الهجرة والعنصرية التي يتعرض لها الفلسطينيون في الخارج؟

-- الحل الوحيد هو التمنى من القائميين علي السلطة في لبنان وأصحاب القرار بإعادة النظر في هذه القوانين العنصرية والجائرة بحق الفلسطينيين اللاجئين، والتي تحرمهم من أبسط حقوقهم كالحق في العمل والحق في التملك كما سبق الذكر.

ويبقى الحل الأمثل بالنسبة لنا والذي ننتظره جميعا كشعب فلسطيني ولن نحيد عنه هو تحرير الأرض وعودتنا إلي ديارنا المقدسة.

- في موضوع الهجرة دائما وباعتبارك مقيمة على الأراضي الفرنسية، كيف تقيمين وضع المهاجرين العرب داخل المجتمعات الأوروبية والأمريكية على وجه الخصوص؟ وهل من فرص لمشاركتهم في الحياة السياسية هناك؟

-- بالفعل هذا أمر متاح في دول الغرب على خلاف دولنا العربية في الشرق، ففي أمريكا اللاتينية مثلا هناك ثلاث دول شغل منصب رئاسة الدولة فيها رؤساء من أصول فلسطينية، في دولة السلفادر مثلا تعاقب عليها رؤساء من أصل فلسطيني أولهم كان شفيق حنطل، وبعده نجيب أبو كيلة سنة 1992، ليأتي انطونيو السقا في الفترة الممتدة ما بين 2004 – 2009.

أما كارلوس فلورنس فقوسه ذو الأصول الفلسطينية أيضا فقد شغل منصب رئيس دولة هندوراس 1998-2002 .

أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فالعديد من رؤساء ولاياتها ذو أصول فلسطينية وكذلك أعضاء في الكونجرس.

وهنا أخص بالذكر : جون هنري سنونو إبن بلدتي كويكات فضاء عكا المحتلة، شغل منصب حاكم ولاية نيوهامشير الأمريكية في الفترة الممتدة بين 1983- 1989 وبعدها أصبح كبير البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج بوش الأب.

أما ابنه جون إدوارد سنونو أصبح سيناتور، وقد هاجروا بدورهم من بلدة كويكات إلى لبنان ومنها إلى كوبا ومن ثم إلى أمريكا.

- ولماذا في اعتقادك لا تفكر هذه الطاقات والكفاءات الفلسطينية في العودة إلى فلسطين وتعميرها وتقديم خبراتها واستثماراتها للوطن الأم؟

-- تعداد شعبنا الفلسطيني الحقيقي في فلسطين المحتلة وفي الشتات أصبح اكثر من ثلاثين مليون نسمة، ويعتقد الصهاينة مخطئين أن تهجير الفلسطينيين إلى مختلف بقاع العالم سينسيهم بلدهم الأصل والنضال من أجل قضيته وتحريره.

وهنا دعني أسرد لك حكاية الفلسطينيين الذين هاجروا إلى أمريكا اللاتينية عام 1870 أثناء الإحتلال العثماني لفلسطين، وشكل الجيل الثالث منهم سنة 1920 الفريق الرياضي الفلسطيني اسمه بالإسبانية بورتيفيرو تشيلي بلسطينو، وهذا الفريق هو المنتخب الرسمي لتشيلي حاليًا منذ عام 1970 وألوان لباسهم الرياضي هو اللون العلم الفلسطيني.

ومؤخرا في 21 يناير من هذه السنة، وبمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الفريق، تم إرسال العشرات إلى كافة مدن وقرى فلسطين المحتلة وذلك بغية جلب حفنة تراب من كل قرى فلسطين؛ ومن تم نثرها على الملعب الرسمي للفريق، كما تم تغيير رقم واحد على التيشيرت في الفريق ووضع مكانه خارطة فلسطين التاريخية وهذه تعتبر رسالة واضحة للإحتلال الصهيوني أننا سفراء لدولتنا بالخارج وندافع عن قضيتنا في كل المحافل وبمختلف المجالات ولن ننسى أرضنا المقدسة وسنعود بإذن الله قريبًا.

- وماهي المقترحات التي يمكن تقديمها لمعالجة قضية موضوع الهجرة والعنصرية التي يتعرض لها المهاجرون في الخارج؟

-- لا شك أن العنصرية موجودة في فرنسا مثلها مثل باقي دول العالم بسبب الإعلام الذي يسيطر عليه الصهاينة، ولكن وكما ذكرت في معرض جوابي عن سؤال سابق، فإن الفلسطينيون المتواجدين ببلدان المهجر ورغم كل المضايقات والعنصرية المؤججة من قبل المنظمات الصهيونية فقد استطاعوا أن ينالوا مراتب ومناصب عليا في مختلف المجالات.

كما يجب أن يعرف الشباب العربي الذي يقدم على الهجرة خارج بلادهم، وبغض النظر عن الأسباب التي تدفعهم للهجرة، فهم بمثابة سفراء لبلدانهم العربية أينما حلوا، ولهذا فإن مسلكهم الأخلاقي والاجتماعي، لا يحسب عليهم فقط، بل على صورة العرب بشكل عام.

ومن هنا فهم يحملون على عاتقهم واجب إبراز المُثل العليا من خلال حسن التعامل مع الأجانب في جميع مناحي الحياة، كما وجب عليهم التعريف بثقافات وحضارت بلداننا العربية، وتصحيح بعض الصور النمطية الخاطئة عند الغرب.

- نحن نعيش ثورة صناعية رابعة بما فيها من تطور تكنولوجي وذكاء اصطناعي، أليس حريا بشباب فلسطين وطاقاته المتمكنة من تغير وسيلة الحرب ضد العدو ونهج سبل المقاومة الناعمة للدفاع عن القضية الفلسطينية؟

-- نضالنا ضد الإحتلال الصهيوني لم يحصر يوما بالبندقية فقط، وإنما هو أيضا نضال سياسي وثقافي وعلمي وإجتماعي.

وحسب ما سمعت من والدي الذي أكمل دراسته الجامعية في رومانيا وانهي الماجستير في بوخارست وبعدها دراسة الدكتوراه، أن اللجنة التي تمنح درجة الدكتوراه في رومانيا حين يكون الطالب فلسطيني، فهم يقفون دقيقة احتراماً للشعب الفلسطيني الذي هو من أوائل دول العالم من حيث حملة الشهادات العليا حسب عدد السكان، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن شعبنا الفلسطيني مثقف بدرجة عالية ويواجه بسلاح العلم.

وحسب إحصائية أمريكية 11% من علماء الذرة والنووي في أمريكا هم من أصول فلسطينية، ندكر منهم العالم عصام النمر ابن مدينة جنين القسام المحتلة والذي كان ضمن فريق تصنيع وإرسال أول مركبة فضائية إلى القمر، وقد طلب من رواد الفضاء الذين صعدوا إلى هناك وضع حجر علي كوكب القمر كتب عليه إسم مدينة جنين الفلسطينية.