جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 08:58 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مصر الجديدة الهادئة

كانت حَياتنا في مصر الجَديده هَادئه مَليئه بالحب والمَرح صَباح كل جُمعه نَتناول الشَاي الإنجليزي مع الكَعك الفِرنسي في بَهو القَاعة الكُبرى بأوتيل هِليوبوليس بَالاس أما يَوم الأحد فَنذهب الى سِباق الخَيل بمَلابسنا الأنيقه والقُبعات المُلونه لنَعيش أجواء المُراهنات المُثيره مُفعمين بالأمل في الفَوز وربما نَلمح (الملك فاروق الأول) دَاخل مُدرجات السِباق وكان حُضوره يُضفي على الحَدث أجَواء من السَعادة والانبَهار

وفي المَساء نَدخل سِينما صَيفي مع تَناول العَشاء على طَاولات فَاخره أثناء مُشاهدتنا الفيلم وفي وَسط الأسبوع وعِندما كان يَنتابنا شُعور بملل نَخرج مع أطَفالنا لمَلاهي "لونا بارك Luna park " و فيها بَيت الرُعب أو " قَصر الجُنون" وعَربات تَسير فَوق قُضبان على مَساقط المياه وقد كان دُخولها مَجانياً لكل مُحتفظ بَتذكرة ترام تلك المدينة التَرفيهية اخَتفت من الوجود نِهائياً وحَل مكانها سينما روكسي

في أيَام الصَيف الحَارة أذكر أننا كنا نَخرج ليلاً بسَيارات مَفتوحة السَقف لنَدور حول قصر البارون ونَرفع أيَادينا نَحو السَماء ونَصرخ ضَاحكين بصوت عالٍ حيث لا أحد يَسمعنا وفي غُروب الشَمس نَركب الترام من أجل النُزهة فيَستقبلنا كُمسري أنيق المَظهر مُبتسماً في وُجوهنا ورُبما نُفاجأ أيضاً بأنه يَعرف أسماءنا كان الرجل يُحيينا بثَلاث لُغات مُختلفة ويَعطينا واحدة بُونبون على كل تَذكرة بـ 2 مليماً وفي مدة لا تزيد عن 15 دَقيقة كان الترام يَصل بنا إلى وَسط البَلد

هليوبوليس أو مَدينة الشمس كَانت في ذلك الزَمان حَديقة خَضراء كَبيرة يَمتزج هَواؤها برائحة الفل والياسمين وفي تَمام الثالثة عَصراً يَومياً تَأتي عَربة تَجرها الخيول لتَرش المِياه على أسَفلت الشوارع النَظيفه بعد كَنسها طبعاً بَينما تُزينها على الجَانبين صُفوف من أعمدة الإنَارة ذَات الطِراز الأوروبي

ونَتذكر شَارع عباس حلمي( ابراهيم اللقاني حالياً) العِقار المَشهور بعمارة مَطعم الامفتريون فكَثيراً ماالتَقينا مع أصدقائنا على العَشاء في" الامفتريون" حيثُ نَطلب وَجبتنا المُفضلة مكرونة أسباجتي وأسكالوب بانيه مع عَصير الليمون المُثلج وقد قال لنا صَاحب المطعم اليوناني الجنسية ذات مرة إن الامفتريون مكان ( للقاء الأحبه)