جريدة الديار
الخميس 9 مايو 2024 12:09 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

د. هبة جمال الدين لـ”الديار”: كلمات شيخ الأزهر لم تصل بوضوح للقائمين على الإتفاق الإبراهيمي

الديار - أمير أبورفاعي

قالت الدكتورة هبة جمال الدين، نائب رئيس الدراسات المستقبلية بمعهد التخطيط القومي، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ، في حوار خاص لبوابة الديار أن الهدف من ظهور «وثيقة الأخوة الإنسانية» هو إعلاء قيم التسامح والتعايش المشترك بين البشر والأديان.

وتابعت: "كما تم الإعلان والترويج لها وبالطبع لا أشكك في النوايا الطيبة ولكن لدي تساؤلات منطقية ومشروعية بشأنها ، لأنه لما كانت أول دعوة للصلوات المشتركة لإنقشاع الكورونا إنما جاءت من أمانة وثيقة الأخوة الإنسانية بتاريخ ١٤ مايو ٢٠٢٠ الذي يوافق ١٤ مايو من العام ١٩٤٨م ، وهو تاريخ النكبة عند العرب والمسلمين وما يسمي بيوم الاستقلال عند الكيان الصهيوني؟ ، الذي اعتبر العيد الوطني له ..هل الأمر كان عفويا أم ليصبح اليوم الوطني الصهيوني عيد للبشرية جمعاء؟".

و أكملت "لماذا إجتمع المستشار المشرف على الوثيقة في يونيه ٢٠٢١ مع رئيس الإتحاد الدولي للكرة الفيفا وطلب منه بحث كيفية أن تصبح الكرة مدخل للأخوة الإنسانية بين البشر واتباع الديانات؟ ، ثم تطلب إسرائيل لأول مرة أن تنظم كأس العالم بعد أقل من أربع أشهر من لقاءهما حينما زار رئيس الإتحاد لإسرائيل وأعلن ترحيبه لذلك، فهل الأمر مصادفة أم هو مخطط أسوة بتنظيم إسرائيل لمسابقة ملكات جمال العالم التي تتم في إيلات؟".

وتسألت لماذا لم تعلن الوثيقة أي موقف تجاه أحداث هبة القدس والمجازر التي تحدث عنها العالم ككل كمجلة نيورك تيمو التي رصدت أعداد الشهداء من الأطفال؟ فهل الصمت مقصود أم أن أخبار هبة القدس لم تصل للقائمين علي الوثيقة؟.

وتابعت: "هل إدانة شيخ الأزهر الشريف فضيلة الدكتور أحمد الطيب للأحداث لم تصل للقائمين عليها؟ أم أن حقوق الفلسطينين خارج الأخوة بل والانسانية؟ ، مع تحريم شيخ الأزهر الشريف في كلمته التاريخية ببيت العائلة المصريه للديانة الإبراهيمية لماذا لم نسمع اي شيء من قبل الوثيقة؟".

وأكدت أن كل ما هو إبراهيمي في منطقتنا كانت بدايته الوثيقة ؟، فأول مرة نسمع كلمة الإبراهيمية ظهر بعد توقيع وثيقة الأخوة كان تدشين بيت العائلة الإبراهيمية في الإمارات، ثم الصلاة الإبراهيمية بالعراق في إطار الوثيقة، ثم المدينة الإبراهيمية بالعراق، فهل الوثيقة مروج الإبراهيمية في المنطقة أم أنها مصادفة؟ ، وما علاقتها بالإبراهيمية إذا كان الأمر خلاف ذلك؟ ولماذا وافقت علي تسيس رسول الله الكريم إبراهيم عليه السلام في إتفاقات سياسية سميت للإتفاقات إبراهام إذا كان هدفها بعيد كل البعد عن السياسة؟.

واستطردت هبة جمال الدين: "لماذا يحرص مستشار الوثيقة علي مقابلة فرسان مالطا وفرسان المعبد؟، هل هذا من قبيل الأخوة أم السياحة الدينية وطرق الحج المقدس؟ ، لماذا إختارت الوثيقة نفس شعار الحركة الماسونية العالمية التي كان شعارها أنها حركة إخوة عالمية إنسانية هدفها المساعدة المتبادلة والصداقة وخير الناس".؟ هل هي مصادفة؟".

و أكدت هبة جمال الدين، أنها تؤمن بصدق أهدافها خاصة من جانب الأزهر الشريف ولكن إستغلال الكيان الصهيوني لها يتم علي قدم وساق فلننظر لصفحات إسرائيل تتحدث من القلب وإسرائيل بالعربية والمتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي جميعم يتشدقون بالأخوة والتسامح والإنسانية، ويتلاعبون بآيات الله وكأنهم اعتنقوا الإسلام أو دخلوا المسيحية، وفي نفس الوقت يقتلون الأطفال بفلسطين وسوريا ولبنان ، و يشردون آلاف الأسر ويسفكون الدماء، فهل هذه إخوة أم أن هذه هي الإنسانية الصهيونية بإقتدار؟

وأكملت: "في الواقع أعود للوثيقة من المقصود احتوائها هل الصهاينة أن اليهود ؟ اليهود في كل الدول العربية والإسلامية المواطنين ليس لدينا أية مشكلة معهم فهم يعيشون في أوطاننا إخوة شركاء بالوطن يحملون جنسية كل الدولة حملوا جنسيتها والتزموا بأمنها القومي عاشوا وتزوجوا وانجبوا ومازالوا يعيشون لا نفرق بينهم وبين المسلم والمسيحي ، ومنهم من يدخل برلمانات الدول مثل تونس والبحرين إذا فالاخوة الإنسانية ليست موجهة لهم ، أما الصهاينة فأسو إخوة وهم يرفضوننا ، قمة قبولهم كانت المبادرة العربية للسلام التي وافقت علي وجودهم علي الأرض وتقتسمنا الحياة ولكنهم رفضوا لأنهم لا يرغبون في السلام ولا الإنسانية".

وتابعت: "هل طلبت وثيقة الأخوة الإنسانية من إسرائيل تعديل مناهجها التي تعين العرب والمسلمين والاغيار ككل؟ وان لم تكن قد طلبت فمتي ستطلب ولماذا لم يحدث ذلك؟، هل طلبت الوثيقة من إسرائيل تنقية الأفكار الصهيونية المتطرفة من الكتب الثقافية والفكرية والسياسية بإسرائيل التي تنادي بالقتل المقدس والعنف المقدس؟، لماذا لم تطلب الوثيقة من إسرائيل غلق حزب Bible BLoc للمدعو ابقي ليبكن الضابط الصهيوني الذي أسس حزب متطرف عام ٢٠١٨ ينادي بهدم الكعبة وقتل المصريين؟، أسئلة كثيرة لابد للوثيقة من الإجابة عليها أن كانت تسعي للأخوة الجادة وتحقيق السلام العادل والمشروع".