جريدة الديار
السبت 4 مايو 2024 10:42 صـ 25 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الشاعر ”محمد توفيق“ يثير جدلا وسجالا بخمرية ”أبي نواس“

محمد توفيق
محمد توفيق

أثار الشاعر والصحافي المصري المقيم في الكويت محمد توفيق جدلاً ومساجلات، بنشره القصيدة الشهيرة "دع عنك لومي" لأبي نواس على صفحته عبر موقع التواصل فيس بوك، والتي شهدت تفاعلاً ملحوظاً من المتابعين.

وبينما صدَّر توفيق القصيدة بعبارة بقوله: هذه قصيدة "دع عنك لومي" لسيدنا أبي نواس رضي الله عنه وأرضاه"، أبدى بعض المتابعين رفضهم لهذه العبارة، على اعتبار أنها لا تُطلق إلا على الصحابة والتابعين والصالحين، لكن محمد توفيق رد عليهم بالقول: " رضي الله عن كل مَن قدم في حياته عملا نافعا للبشرية.

ووصف الناقد الدكتور محمد عبدالباسط عيد نشر القصيدة بأنه جرأة تُحسب للشاعر محمد توفيق، قائلاً له: "قلبك حديد والله"، بينما قال متابع آخر" هذه قصيدة مرفوضة لأنها تُمجِّد الخمر".

أما الكاتب الصحفي عصام عامر فعبر عن إعجابه بالقول" بورك قلبك يا توفيق" . أما الشاعر والصحفي المعروف حازم حسين فعقب ساخراً بالقول: " أستغفر الله"، لكنه قال في موضع آخر:" رضي الله عن أبي نواس وأرضاه وألبسه رياحين الجنة، وأجلسه على نهر محبوبته"، ليرد عليه محمد توفيق بالقول: " أظنه يرتع ويلعب الآن في أنهار الخمر والعسل" !.

بدوره قال الشاعر المعروف عماد غزالي: هذه درة فريدة من درر الشعر العربي... ولا يعود ذلك للبيت الثالث الذي أشرتُ إليه في بوست سابق (وإن ظلت قيمته كبيرة لقدرته على جمع النوازع الجنسية المشتتة للنوع الإنساني في صورة شعرية واحدة).. ولكن لأن معظم أبيات القصيدة لها باطن فلسفي عميق يكشف عن مخبوءات ومجاهل النفس... ناهيك عن خفة ظل الشاعر وديناميكية تنقله من مشهد إلى مشهد..

وحينما علّق الشاعر عاد لصابر بقوله " الله" .. رد عليه توفيق بالقول" الله على روعة الزميل الشاعر أبي نواس"، .. لكن صابر عاد ليقول: نعم عبقرية أبي نواس تستحق التوقف عندها بالفعل.

وهكذا تذكرنا هذه المساجلات بما كان من نقاشات في الأزمنة الغابرة بين أنصار نصوص معينة وبين معارضيها، ليدلي كلٌّ بدلوه، غير أن المساجلات اتخذت شكلاً عصرياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي النهاية يصب الرأي والرأي الآخر في مصلحة النبش بالذاكرة ومن ثم استعادة عيون الشعر العربي وغيره من النصوص التراثية.

قصيدة "دع عنك لومي" لأبي نواس

دعْ عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ

وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ

صَفراءُ لا تَنزَلُ الأَحزانُ ساحَتَها

لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ

مِن كَفِّ ذاتِ حِرٍ في زِيِّ ذي ذَكَرٍ

لَها مُحِبّانِ لوطِيٌّ وَزَنّاءُ

قامَت بِإِبريقِها وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ

فَلاحَ مِن وَجهِها في البَيتِ لَألأُ

فَأَرسَلَتْ مِن فَمِ الإِبريقِ صافِيَةً

كَأَنَّما أَخذُها بِالعَينِ إِغفاءُ

رَقَّت عَنِ الماءِ حَتّى ما يُلائِمُها

لَطافَةً وَجَفا عَن شَكلِها الماءُ

فَلَو مَزَجتَ بِها نوراً لَمازَجَها

حَتّى تَوَلَّدُ أَنوارٌ وَأَضواءُ

دارَت عَلى فِتيَةٍ دانَ الزَمانُ لَهُم

فَما يُصيبُهُمُ إِلّا بِما شاؤوا

لِتِلكَ أَبكي وَلا أَبكي لِمَنزِلَةٍ

كانَت تَحُلُّ بِها هِندٌ وَأَسماءُ

حاشا لِدُرَّةَ أَن تُبنى الخِيامُ لَها

وَأَن تَروحَ عَلَيها الإِبلُ وَالشاءُ

فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً

حَفِظتَ شَيئاً وَغابَت عَنكَ أَشياءُ

لا تَحظُرِ العَفوَ إِن كُنتَ اِمرَأً حَرِجاً

فَإِنَّ حَظرَكَهُ في الدينِ إِزراءُ