جريدة الديار
الثلاثاء 30 أبريل 2024 04:26 مـ 21 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

وصايا مؤسسة روزاليوسف باسلوب ادبي ممتع الي إبنها رئيس التحرير

روزاليوسف مع ابنها احسان عبد القدوس
روزاليوسف مع ابنها احسان عبد القدوس

أرتبط الاديب الكبير أحسان عبد القدوس ووالدته رائدة الصحافة المصرية روزاليوسف التي أسست المجلة العريقة التي يطلق عليها اسمها حتي الآن بعلاقة قوية،ظهرت عبر الرسائل المتبادلة بينهما ومن خلال رسالة ارسلتها له وهو رئيس تحرير المجلة التي اسستها ووصايا هامه له ورسالة اخري ارسلها احسان يعبر عن حبه لولدته ويظهر في الرسالتين الابداع الادبي من الام والابن.

صلاح يقود ليفربول لتحقيق فوز صعب علي وستهام وتصدر البريميرليج

نصائح روز اليوسف لابنها رئيس التحرير

في العام 1945 تولى إحسان عبد القدوس رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف وفي هذه المناسبة كتبت له والدته خطاباً قالت له فيه -:

ولدي رئيس التحرير

عندما اشتغلت بالصحافة وأسست هذه المجلة كان عمرك خمس سنوات. قد لا تذكر أني حملت العدد الأول ووضعته بين يدك الصغيرتين وقلت: هذا لك،مر عشرون عاماً قضيتها وأنا أرقب في صبر وجلد نمو أصابعك حتى تستطيع أن تحمل القلم، ونمو تفكيرك حتى تستطيع أن تقدر هذه الهدية التي كونتها بدمي وأعصابي خلال سنين طويلة لتكون اليوم لك.

والآن وقبل أن أضعك أمامي لأواجه بك الناس، دعني أهمس في أذنك بوصية أم إلى ابنها ووصية جيل إلى جيل: مهما كبرت ونالك شهرة، لا تدع الغرور يداخل نفسك، فالغرور قاتل.

كلما ازددت علماً وشهرة فتأكد أنك ما زلت في حاجة إلى علم وشهرة.

حافظ على صحتك، فبغير الصحة لن تكون شيئاً،مهما تقدمت بك السن فلا تدع الشيخوخة تطغى على تفكيرك، بل كن دائماً شاب الذهن والقلب، وتعلق حتى آخر أيامك بحماسة الشباب.

حارب الظلم أينما كان، وكن مع الضعيف على القوي ولا تسأل عن الثمن،كن قنوعاً، ففي القناعة راحة الحسد والغيرة.

ثق أني معك بقلبي وتفكيري وأعصابي. فالجأ إلي دائماً،وأخيراً دع أمك تستريح قليلاً!.

رسالة احسان الي روز اليوسف من سويسرا

أثناء وجود احسان عبد القدوس في سويسرا أرسل إلى أمه رساله خطّها على ورق الفندق الذي كان يقيم فيه هناك. جاء فيها:-

حبيبتي ماما أكتب إليك وأنا جالس في شرفة الفندق، وبحيرة لوجانو تحت قدمي، وجبل على يميني وجبل آخر على يساري، وبين أحضاني أشجار رائعة طرّز الخريف أوراقها باللون الأحمر والأصفر والأخضر، ولكني في هذه اللحظة لا أرى البحيرة ولا الجبال ولا الأشجار ولا الخريف،أراك أنت وحدك، أراك في قلبي، وأراك في عيني.. أراك جميلة وعظيمة.. أجمل وأعظم من كل ما في أوروبا.

كنت أراك جميلة طول عمري.. وما زلت حتى اليوم أراك بضفائر طويلة في لون الذهب، وبشرتك في لون اللبن المخروط بعصير الورد، وعيناك في لون الربيع تنبضان بالحياة والحنان،كنت في صباي لا أستطيع أن أقدر لماذا أنت عظيمة؟.. ماذا فعلت حتى تكون عظيمة.. إنك مشهورة، وإنك ناجحة.. نجحت في المسرح، ونجحت في الصحافة، ولكن ليس كل المشهورين عظماء، وليس كل الناجحين عظماء، فلماذا أنت عظيمة.. ما سر عظمتك؟