تعرف على قصة ”شاى الشيخ الشريب” .. وكيف أنهت أسطورته على يد الزمالك

ولد رجل الأعمال المصري "علوي الجزار" ابن الحوامدية ، عام 1923 ، نشأ في أسرة أرستقراطية وحصل على سنوات دراسته الأول في الحوامدية ، ثم تخرج من كلية الزراعة .
انطلقَ علوي الجزار في صناعة الشاي بمشاركة ثلاثة من أشقائه ، فكان يقوم بإستيراد الشاي الخام من سيلان ويقوم بتصديره مُصنعُا إلى معظم الدول العربية، وقد نجح في اجتياح السوق المصرية ليصبح شاي "الشيخ الشريب" في كل بيت مصري ، منافسا قويا لمنتج شاي زوزو وشاي كروان .
وعن إختيار الجزار لصورةَ الشيخ الشريب ، فلا شك انه كان اختيارا ذكيا منه بل وممتازا ، فإختياره لصورة شيخ مبتسم بسيط ، تبدو محببة وجذابة لعموم المصريين ، وتعود الصورة لشخص يدعى "عم عرفة" كان يعمل سائقا عند علوي الجزار، وكان شخصا مقربا ومحبوبا لدى الجزار ، فقررَ أن يجعلَ صورته رمزا للشاي الذي اجتاحَ مصر بقوة حتى نهاية الثمانينيات .
هذا ولم تقتصر اعمال "علوي الجزار" في إنتاج الشاي فقط ، بل كان أيضاً شريكًا في مصنع كوكاكولا بنسبة 70 % من الأسهم وكان لديه مصانع للسجاد والبلاط والموبيليات والشربات وبونبون "فينوس" الشهير وكريم نيفيا وكان صاحب مزرعة كبيرة بشراكة مع الخواجة "أليكو" انبثق عنها مطعم أندريا الشهير ، كما كان صاحب سينما "الفانتازيو" فى ميدان الجيزة وفندق شهرزاد .
في بداية الستينيات تولى علوي الجزار رئاسة نادي الزمالك ، وكان عمره في ذلك الوقت 39 عامًا ، فكان أصغر من تولى هذا المنصب ، وصاحب أقل فترة رئاسة والتي لم تتجاوز عاما واحدا ، وخلال هذا العام لم يدخر "الجزار" الغالي والنفيس في سبيل إسعاد جماهير القلعة البيضاء ، ليحقق العديد من الانجازات لصالح نادي الزمالك أهمها ، حمام السباحة الأولمبي وتأسيس ألعاب جديدة بخلاف كرة القدم ، مثل الكرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد .
أما عن كرة القدم ، فقد حافظ "الجزار" على كيان نادي الزمالك ، فحقق الزمالك بطولة الدوري مرتين متتاليتين ، وابتهاجا بهذا الفريق ، استقدم الجزار على حسابه الخاص فريق نادي ريال مدريد الإسباني ، بقيادة أسطورة الكرة دي سيتفانو وبوشكاش وخنتو ودي ماريا، الفريق الذي احتكر بطولة أوروبا وقتها، وكان اللقاء في مصر حديث العالم ، وأذاع التلفزيون المصري المباراة ، لكن للأسف كان هذا الحدث سببًا في تأميم ممتلكات علوي!
فبحسب الروايات التي خرجت وقتها ، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يشاهد المباراة تلفزيونيا، وكان الجزار يجلس في المقصورة إلى جوار رئيس نادي ريال مدريد، وحدث أن أشعل كل واحد منهما سيجارا كوبيا فخما، فسأل عبدالناصر عن الشخص الذي يدخن السيجار إلى جوار الضيف الأجنبي ، فقالوا له أنه علوي الجزار، فسألهم هل تم تأميمه أم لا ؟ ، فكانت الإجابة لا ، فكان القرار بتأميم شركاته لتنضم إلى القطاع العام .
صدر قرار التاميم وكان علوي الحزار في طريقه إلى بيته، ليجد في انتظاره ضباط تنفيذ القرار، وكان أول ما فعلوه أنهم نزعوا من يده ساعته الرولكس، وسحبوا منه سيارته الفاخرة ، جدير بالذكر ان يوليو 52 كانت ترفع شعار محاربة الإقطاع وعدالة التوزيع على المواطنين ، ما أدى إلى تأميم العديد من الشركات ورؤوس الأموال التي كانت تتبع أفراد من العهد الملكي .
وفى 26 إبريل عام 1987 رحل علوي الجزار عن عالمنا بهدوء وصمت ، لتنطوي صفحة حياة رجل خدم الاقتصاد والصناعة والرياضة المصرية عليه رحمة الله .