جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 07:09 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

«زي اليوم ده»اغتيال ولي عهد النمسا وشرارة الحرب العالمية الأولي

الحرب العالمية الأولى
الحرب العالمية الأولى

عرفت الحرب العالمية الأولى  بـ "الحرب العظمى"  ،و نشبت في أوربا منذ 28يوليو 1914واستمرت حتى 11نوفمبر 1918، وقد شارك خلالها  عدد كبير من الدول الأوروبية.

 وتعتبر الحرب العالمية الأولى من أقسى الحروب التي شهدتها البشرية وأكثرها تدميرا على مدار التاريخ الحديث من حيث عدد الضحايا وتدمير البنية التحتية للعديد من الدول.

 أسباب الحرب

هناك عدة أسباب أدت لاندلاع الحرب منها ما هو مباشر وآخر غير مباشر.

 فالأسباب غير المباشرة  يأتي في مقدمتها  التنافس الاستعماري القائم بين الدول الأوروبية منذ قيام الثورة الصناعية خلال القرن الـ19ميلاديا، فالسياسيين في أوربا أدركوا ضرورة السيطرة على البلاد النامية في قارتي أفريقيا وآسيا لاستغلال مواردهم الاقتصادية واعتبارهم سوق لتصريف المنتجات الصناعية.

 كذلك سباق التسليح المتمثل في قيام ألمانيا ببناء أسطول ضخم يضاهي الأسطول البريطاني في بحر الشّمال، وتخوف بريطانيا من سيطرة الألمان على الممرات البحريّة التي تحيط بها وبالتّالي تهديد الأمن الغذائي البريطاني.

 وبالإضافة لكل تلك العوامل تأتى التحالفات الدولية التي نتجت عن التنافسات الاستعمارية حيث انضمت إيطاليا عام1882 إلى ألمانيا والنمسا لاعتراضهم على احتلال فرنسا لـ تونس، إلا أن إيطاليا سرعان ما انسحبت ليحل محلها للدولة العثمانية.

 كما وقعت دول الوفاق الثلاث بريطانيا وفرنسا وروسيا الاتفاق الودي عام 1904 لفرض السيطرة بشكل كامل على بعض دول المنطقة ومنهم مصر والمغرب وتقويض الحركات الوطنية بهم.

 أما عن السبب المباشر لقيام الحرب فهو يتمثل في اغتيال ولي العهد ووريث العرش النمساوي "فرانز فرديناند "وزوجته أثناء زيارتهما إلى "سراييفو" عاصمة البوسنة والهرسك على يد الطالب الصربي "غافريلو برنسيب" الذي ينتمي لجماعة اليد السوداء الصربية المعادية للنمسا، التى قدّمت حكومتها إنذاراً إلى صربيا، تطالب فيه بمحاكمة المتهمين في قضية الاغتيال في محاكم صربية ولكن أمام قضاة نمساويين، وإغلاق الصحف الصربية التي تكن عداء وهجوم على النمسا، كذلك تقديم اعتذار رسمي علني عن السياسة العداء التي اتبعتها حكومة صربيا ضد النمسا.

 وما كان من صربيا إلا الموافقة على تلك الشروط وقبول الإنذار بشرط اعتراف النمسا باستقلال وسيادة دولة صربيا وهو الأمر الذي رفضته النمسا تماما بل وأعلنت الحرب.

 وتكونت التحالفات فأصبحت قوى الوفاق تضم (بريطانيا وفرنسا وصربيا والإمبراطورية الروسية (وانضمت لها لاحقًا إيطاليا واليونان والبرتغال ورومانيا والولايات المتحدة)-- وقوى المركز تضم (ألمانيا والنمسا- المجر (وانضمت لها لاحقًا الإمبراطورية العثمانية وبلغاريا).

 أحداث الحرب

انقسمت فترة الحرب  إلى فترتين؛ هما: حرب الحركة، وحرب الخنادق، حيث تميزت الثانية بثبات الجنود في مواقعهم، وحفر الخنادق وتحصينها، وحقق الألمان خلال تلك الفترة عدداً من الانتصارات؛ كهزيمة الروس في معركة جورليس تارنتو، واحتلال بولندا، وعبرت بعد ذلك ألمانيا والنمسا نهر الدانوب، حيث هزمتا الصرب في تلك المعركة، وجرت بعد ذلك أيضاً عدد من المعارك؛ كمعركة فردان التي استمرت سبعة أشهر، ومعركة السوم التي استمرت أربعة أشهر على فرنسا، وظهرت في تلك الفترة الدبابة أيضاً على أرض المعركة، وهُزمت ألمانيا في تلك المعركة أيضا

 بعد ذلك انتقلت الحرب إلى ما عرفت بحرب الغواصات، ودمّرت ألمانيا عدداً من السفن التجاريّة لإجبار بريطانيا على الاستسلام، والتي كان من بينها العديد من السفن الأمريكيّة، وهو ما أدّى إلى دخول الولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى الحرب في شهر نيسان من عام 1917م، وفي النهاية لحقت الهزيمة بقوات المركز بعدما كانت بلغاريا أوّل المهزومين، فوقّعت على الهدنة في 29 أيلول 1918م، وكان آخر من وقع اتفاقيات الاستسلام ألمانيا في 11 نوفمبر 1918م.

 نتائج الحرب

 تم هزيمة دول المركز ونجاح الثورة الشيوعية في روسيا وتحول الأنظمة الدكتاتورية في أوروبا إلى النظام الجمهوري، حيث انهار النظام الإمبراطوريّ في ألمانيا والنمسا، وانتهى النظام القيصري في روسيا.

 وتفكك وانتهى نظام السلطان في الدولة العثمانية،كما تطورت الصناعات الحربية والعسكرية، تحديداً في مجال الدبابات والطائرات،كذلك تأسيس منظمة عصبة الأمم الدولية للسلام؛ هدفها حل نزاعات الدول بطريقة سلمية. كما حصلت عدة دول في أوروبا على استقلالها مثل: بولندا، هنغاريا، يوغسلافيا.

 ومن أهم المعاهدات التي فرضتها الحرب كانت معاهدة" فرساي" التي أجبرت ألمانيا على التخلي عن 13٪ من أراضيها والحد من قواتها المسلحة، وأعادت الألزاس- لورين إلى فرنسا، مما جعل الألمان يشعرون بواطئ هزيمتهم.

 ومعاهدة "سان جيرمان" مع النمسا التي منحت استقلالا كاملا لكل من بولندا وتشيكوسلوفاكيا (السابقة)، والمجر، يوغوسلافيا، واستطاعت هذه الدول بالإضافة إلى إيطاليا أن تستعيد بعض الأراضي التي كانت تحت سيطرة النمسا قبل الحرب، كما قلصت حجم الجيش النمساوي إلى 30.000 جندي والسماح لمصنع واحد فقط بإنتاج الأسلحة.

 كما سيطرت دول الوفاق على الأسطول النمساوي ولم بطبقي منه سوى 4قوارب للحراسة فقط.

 أما معاهدة "نويي" مع بلغاريا فبموجبها تم تسليم جزء من الأراضي البلغارية إلى اليونان، كذلك التخلي عن 4 مقاطعات على حدودها الغربية ليوغوسلافيا وتخفيض عدد جيشها إلى 20.000 جندي

 ودفع تعويضات قيمتها 100 مليون جنيه إسترليني، وضرورة الاعتراف بوجود صربيا وكرواتيا وسلوفينيا فكانت تلك نتائج المعاهدة تعرف شعبياً بالكارثة الوطنية.

 خسائر الحرب

 يعتبر الأول من يوليو 1916، اليوم الذي شهد أضخم خسارة في الأرواح في يوم واحد، وتعرض الجيش البريطاني في" سوم" فقط لأكثر من 57.000 إصابة.

و كان العدد الأكبر من القتلى العسكريين من نصيب ألمانيا وروسيا: فقد خسرا 1,773.700 و1,700.000.

 وفقدت فرنسا 16 % من قواتها وهو أعلى معدل وفيات بالنسبة إلى القوات المنتشرة.

 كما تم تشريد ملايين الأشخاص وتهجيرهم من منازلهم في أوروبا، ووصلت الخسائر بالممتلكات والصناعات خاصة في فرنسا وبلجيكا المستوى الكارثي.

من الجدير بالذكر أنه لم تجري أي هيئة رسمية حسابًا دقيقًا للخسائر المدنية أثناء الحرب إلا أنها تكاد تصل إلى 13 مليون من المدنيين وفقا لبعض الإحصائيات المبدئية.

 ومن الملاحظ ارتفاع معدل الوفيات العسكرية والمدنية في نهاية الحرب لانتشار الإنفلونزا الإسبانية وهي أكثر أوبئة الإنفلونزا المميتة في التاريخ.