«عم انور» اقدم رسام سلويت في مصر «للديار» : «نفسي الشباب يتعلموا الفن ده وحد يكمل الرسالة بعدي حرام الفن ده يموت»

عندما تتخطي قدامك أمام البوابة الرئيسية لحديقة الحيوان بمحافظة الإسكندرية علي يمين الباب الرئيسي تجد رجلا في العقد السابع من عمره يجلس وحيدا أمام قفص الغزلان وأمامه ورقة معلقة مكتوبًا عليها «صورتك بالمقص في ثوان معدودة» مفترش صوره الخاص صور خاصه بعدد من الرؤساء و الفنانين قائلا : ارسم صورتك في ثواني ليجذب رواد الحديقة سواء الاطفال أو الشباب والشيوخ ليرسمهم مقابل مبلغ رمزي و هو عم أنور محمد خريج كلية الفنون الجميلة قسم التصوير دفعة 1964 اقدم رسام فن سلويت في مصر
والتقي موقع الديار مع هذا الفنان لمعرفة متي بدئ رسم السلويت و ما اهم المعارض الذي شارك فيها و من أبرز المشاهير الذي رسمهم
ويقول عم أنور محمد الذي يبلغ من العمر 80 عاما اقدم رسام سلويت في مصر للديار أنه يهوي فن السلويت منذ حاولي 50 عام وجاء حبه لفن السلويت عن طريق صديق له سافر إلى فرنسا وعاد محملا برسم لوجهه بظل أسود على ورقة بيضاء، وهو ما لفت انتباه أصر أن يرسم صورة له وهذا ما أعجب صديقة و شجعه وبعدها بداء في رسم أقاربه و أصدقائه على ورق «كانسون» الذي برع و نجح فيه اول مرة في مصر
واضاف «انور» للديار أنه الوحيد بالإسكندرية الذي يعمل بهذا الفن، لافتا أنه مثل مصر في عدد من المهرجانات الدولية بينها "مهرجان طرابلس الدولي، مهرجان بغداد الدولي، مهرجان دمشق الدولي" وحصل بها على شهادات تقدير مضيفا أنه قام برسم العديد من المشاهير كان أولهم الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر"، وعدد من الزعماء العرب في مؤتمر الملوك العرب بفندق فلسطين عام 1964 مثل"القذافي، أبومدين، حافظ الأسد، وغيرهم"، كما رسم السيدة أم كلثوم و الفنان هاني شاكر و الفنانة نانسي عجرم
وتابع «انور» ان فن السلويت هو نوع من الفنون الذي يعتمد على استعمال اللون الأسود على خلفية بيضاء لإظهار الحدود الخارجية للشكل، ويطلق عليه أحياناً التصوير التضادي لأنه ينفذ بطريقة عكسية للإضاءة أو الرسم، يعتمد هذا الفن في الأساس على الرسم لذلك يجب أن يكون فنان السلويت رساما حتى يجيد فيه لافتا أنه يتميز بالبساطة حيث يعتمد على أدوات بسيطة وهي المقص والورقة البيضاء والسوداء و لزق ولا يستغرق تنفيذه الكثير من الوقت الا ثواني وتكون صورة الشخص جاهزه لم ينتشر هذا الفن بصورة كبير كباقي الفنون في مصر ولكنه موجود بصورة أكبر في فرنسا وألمانيا واليابان عن باقي الدول.
و أضاف «انور» أن كلمة سلويت «silhouette» كلمة مأخوذة عن اسم عائلة وزير مالية فرنسا في منتصف القرن الثامن عشر وهو إتيان دو سلويت (Étienne de Silhouette)، وكان هذا الوزير قد دعا معاصريه إلى الاقتصاد المعقول، وعاتب النبلاء الفرنسيين على صرف المبالغ الطائلة بغية الحصول على اللوحات الفنية، كانت رسوم الخيال منتشرة ورخيصة حينها، وهو الدافع الذي جعل بعض الظرفاء في ذلك الوقت يطلقون عليها اسم عائلة ذلك الوزير، والتسمية نفسها اطلقت فيما بعد على الصور الفوتوغرافية التي تعتمد على فن اظهار الخيال.
و أضاف أنه في القرن الثامن عشر كان الرسامون يتقاضون مبالغ طائلة لقاء القيام برسم صورة الشخص الراغب في ذلك، وكان هذا الأمر في متناول عدد قليل من الناس فقط، ولهذا السبب، كانت رسوم الخيال منتشرة في ذلك الوقت إلى درجة معينة مشيرا أن الشخص الذي يريد الحصول على صورته الظلية، لابد أن يجلس بين مصدر الضوء ولوحة الرسم بحيث تسمح إنارة الغرفة أن يظهر ظله بوضوح على لوحة الرسم، ويدير رأسه بحيث يعطي الظل شكلاً جانبياً مميزاً لذلك الشخص، فيقوم الرسام بتخطيط محيط الظل بالقلم، وبعد ذلك يلون المساحة المحصورة داخل المحيط بالحبر الصيني الأسود، ويقصه ويلصقه على ورقة بيضاء، وهكذا يصبح الرسم جاهزاً، وكان بالإمكان أيضاً تصغير محيط الخيال بعد تحديده حسب الرغبة بحيث لا يكون مطابقا للأصل باستخدام أداة تدعى البانتوغراف أو المنساخ، بنفس الطريقة تم رسم مشاهد ومناظر طبيعية كاملة.
وأشار انور «للديار» أنه يتمنى أن ينتشر هذا الفن في مصر قبل رحيله، مضيفًا: «نفسي الشباب يتعلموه وحد يكمل الرسالة أنا كبرت وممكن أموت في أي وقت، وحرام الفن ده يموت» لافتا أنه عرض على وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني و عدد من الصحفيين و الفنانين أن يقوم بتدريس هذا الفن في كلية الفنون الجميلة مجانًا، إلا أن الجميع، يعدون ولا يوفون بوعدهم.