جريدة الديار
الأحد 5 مايو 2024 07:49 مـ 26 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مكتبة الاسكندرية تستعرض رياضة المبارزة

ناقشت مكتبة الاسكندرية، رياضة المبارزة أقوى الألعاب الرياضية ،  وهي عبارة عن لاعبين يقومان باستخدام السيوف كل منهما ضد الأخر، محاولاً أحدهما أن يلمس الأخر بمقدمة سيفه، ويتم ذلك داخل حدود الملعب المحدد وفي زمن محدد للمباراة.

ويٌعد المصريين القدماء من أوائل الشعوب التي عرفت المبارزة حيث استخدمتها بشكل كبير في حروبهم، وتدل النقوش الموجودة على جدران أحد المعابد بالقرب من مدينة الأقصر التي ترجع ألي 1190 ق.م إلى اهتمام المصريين القدماء بالمبارزة كرياضة في حد ذاتها حيث ظهر فيها المتبارزين ممسكين بأسلحة مغطاة، ومرتدين أغطية للرأس، كما يظهر أيضًا المشاهدون والحكام. وقد ذكر المؤرخ هيرودوت، أن الاهتمام كان كبيرًا بتعليم الجنود فنون القتال والرياضة باستخدام العصا، إذ كان التحطيب أساسا للتدريب على الأسلحة وهي من أقرب الرياضات الشعبية للمبارزة.

أما في عصر الرومان انتشرت رياضة المبارزة إذ قاموا بإنشاء ساحات خصيصًا لها وظهرت فئة المقاتلين المحترفين ، وقد كان الكثير منهم يسقط قتيلًا أثناء المبارزة أمام الجمهور. 

ولقد ساهم ظهور الإسلام في الارتقاء بالمبارزة، نظرًا لكثرة الحروب والفتوحات التي خاضتها الدولة الإسلامية واحتياجها إلى رجال أقوياء، وامتنع الناس عن ممارسة الألعاب التي تتسم بالوحشية ومشاهدتها.

كان لاكتشاف البارود في القرن الرابع عشر الأثر الأكبر في تراجع المبارزة من ميادين القتال وازدهارها في مجال الرياضة. وتوالت تطور الرياضة بدايًة من القرن السادس عشر حيث استجدت حركات أخرى مثل الطعن وحركات الرجلين، ويرجع الفضل في ذلك إلى المدرسة الإسبانية.

كما ظهرت المدرسة الفرنسية التي تميزت بالسرعة والمهارة، وظهر الفارق بين المدرسة الفرنسية التي تعتمد على الرشاقة ومهارة استخدام أصابع اليد لتحريك نصل السيف، والمدرسة الإيطالية التي اعتمدت على القوة. 

في عام 1780 اخترع الفرنسي بييرلابوازير القناع الخاص بالمبارزة الذي يوضع على الوجه لحمايته.

وبهذا الاختراع أصبح من المستطاع القيام بالكثير من الحركات المتتابعة والمتبادلة بين المتبارزين دون توقف، أي تكونت جملة المبارزة. 

هناك ثلاثة أشكال من المبارزة الحديثة، كل يستخدم نوع مختلف من السلاح وله قواعد مختلفة، وبهذه الطريقة الرياضة نفسها تنقسم إلى ثلاثة مشاهد تنافسية سلاح الشيش، سلاح المبارزة، سلاح السيف. 

يصنع السلاح من الصلب المرن، وتعتمد جودته على نسبة الكربون الداخل في تكوينه، وكلما زادت هذه النسبة قلت قيمة السلاح لتعرضه للكسر والعكس صحيح. نجد أن كل أنواع الأسلحة الثلاثة تنقسم في تكوينها العام إلى مجموعتين؛ مجموعة النصل وهو الجزء الرئيسي ويكون في نهايته الذبابة وهي الجزء الذي لايصرح بإحداث اللمسة إلا به فقط، ومجموعة المقبض ويتكون من ثلاثة أجزاء: الواقي ويستخدم لحماية اليد الحاملة للسلاح من حدوث أضرار أو جروح، والمقبض وهو الجزء الذي يقبض عليه اللاعب ويتحكم به في سلاحه، والصامولة وهي جزء معدني ثقيل نسبيا، تستخدم لربط أجزاء السلاح بعضها ببعض كما يعمل ثقلها على اتزان السلاح.

يتكون الزي الرسمي للمبارز من سترة تغطي الجزء العلوي من الجسم، وسروال يمتد طوله إلى أسفل الركبة، وجوارب طويلة بيضاء تمتد حتى أسفل نهاية السروال، وقفاز من الجلد، وحذاء، وكذلك صديري يقوم اللاعب بارتدائه لزيادة حمايته من الهجمات، وقناع يُصنع من شبكة من الصلب وهذه الشبكة لا تسمح بمرور ذبابة السلاح. 

أخذت رياضة المبارزة في الانتشار في مصر عن طريق الجاليات الأجنبية المقيمة فيها إذ أنشئ نادي السلاح بالإسكندرية، وبالمدن الساحلية الواقعة على قناة السويس. ومع تعدد الأندية ظهرت الحاجة إلى تكوين الاتحاد المصري للسلاح عام 1928، وأصبح المسئول عن إدارة وتنظيم شئون اللعبة في مصر.